الحريري يعود بعد العطلة لكن لن يصعد إلى بعبدا بدون ضمانات.. «التمييز» تتسلّم ملف المرفأ من صوان.. وسجال سياسي يشعل جو الأعياد

الرئيس العماد ميشال عون مستقبلا في بعبدا رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان بحضور وزير الشؤون الاجتماعية والسياحة رمزي مشرفية والوزير السابق صالح الغريب (محمود الطويل)

أصبح متداولا في لبنان، ان ثمة من يسعى الى تطيير الاستحقاقين الانتخابيين النيابي والرئاسي، خلال الفترة المتبقية من ولاية الرئيس ميشال عون.

وتقول أوساط نيابية ان «المنظومة» الساعية الى ذلك، لا تكف عن تعطيل عملية تشكيل الحكومة وتعميق الهوة بين مؤسسات الدولة، سعيا منها الى الإطاحة بهذين الاستحقاقين، بحسب بعض التقارير والمشاهدات الحسية، ولو كلف الأمر خراب الدولة.

وأضافت: ان الأقوياء بالدولة والمستقوون عليها شددوا عهودهم والتفاهمات من أجل تحقيق هذه الغاية، لكن بالمقابل ترى قناة «أم تي في» ان قوى لبنانية تقف في الجهة المعاكسة ويتقدمها البطريرك الماروني بشارة الراعي، مدعوما بالمبادرة الفرنسية وبالمتابعة الفاتيكانية، الى جانب القوى والتيارات السياسية والحزبية، القريبة من اجواء المعارضة، بمعزل عن تحفظاتها الذاتية المتبادلة، وخصوصا ما تظهر مؤخرا من تباينات ظرفية بين تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي.

هذا الواقع سيكون عنوان مرحلة ما بعد الأعياد، بدءا من التحقيق بانفجار مرفأ بيروت عبر الكباش الحاصل بين المحقق العدلي فادي صوان، والمنظومة الحاكمة.

وقد تسلمت محكمة التمييز الجزائية برئاسة القاضي جمال الحجار، ملف التحقيقات في قضية المرفأ من المحقق القاضي صوان، وباشرت دراسته تمهيدا لاتخاذ القرار المناسب بشأن المذكرة المقدمة من الوزيرين السابقين علي حسن خليل وغازي زعيتر، التي طلبا فيها نقل الملف من يد القاضي صوان الى عهدة قاض آخر.

وعلمت «الأنباء» من مصادر قضائية أن المحكمة «انجزت كافة التبليغات لأطراف الدعوى، وتنتظر اجوبة من لم يقدم جوابه بخصوص نقل الملف من صوان».

وكان لافتا في هذا السياق دخول الكونغرس الأميركي على الخط من خلال قراره بتشكيل لجنة تحقيق دولية في تفجير مرفأ بيروت. ولم يكن عرضيا سؤال رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب حول الى اين ذهبت كمية الـ2200 طن من نيترات الأمونيوم، في المرفأ، على اساس أن تقرير الـ«أف بي آي» أشار الى ان الانفجار ناجم عن 500 طن من اصل اجمالي الكمية وهو 2700 طن؟

ووجه دياب مضبطة اتهام الى كل من تولى المسؤولية في مرفأ بيروت، كبيرا كان أو صغيرا، حيث سأل: من هو صاحب السفينة التي نقلت النيترات، وكيف دخلت ومن سمح لها بذلك، ومن صمت عن ذلك، كل هذه الفترة؟ ونقل عن دياب احتمال ان يكون تفجير المرفأ حصل من خلال «الريموت كونترول».

مصادر قريبة من المعارضة، رأت في تعليقها على كلام دياب، اعترافا متأخرا بأمور ظاهرة للعيان، وذلك لغرض لفت الانتباه، وتأكيد الوجود.

وأضافت هذه المصادر لـ«الأنباء» ان الرئيس المكلف سعد الحريري سيعود الى بيروت بعد العطلة، لكنه لن يصعد الى القصر الجمهوري للقاء الرئيس ميشال عون، إلا بعد تلقيه معلومات تؤكد وجود معطيات كافية لإعلان التشكيلة الحكومية. أما الحديث عن جره او استدراجه الى الاعتذار، فهو من ضمن مستحيلات هذه المرحلة، فلا رئيس الجمهورية يستطيع بحسب الدستور، ان يسحب التكليف النيابي منه بتشكيل الحكومة، ولا النواب الذين كلفوه يستطيعون، وهو لن يعتذر ذاتيا، طالما ان المبادرة الفرنسية قائمة.

وفي غضون ذلك، ارتفعت وتيرة السجالات بين تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي، ثم بين القوات اللبنانية والمردة، فنائب رئيس تيار المستقبل د. مصطفى علوش رد على التصريحات الأخيرة لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، بدعوته الى ان يخفف غلبته قليلا، وتساءل بقوله: لا ادري اين تذهب مروحة جنبلاط، يتحدث يمينا وشمالا. وكان جنبلاط أدلى بتصريح اعتبر فيه سعد الحريري احد معطلي تشكيل الحكومة.

النائب بلال عبدالله عضو اللقاء الديموقراطي رد على علوش بالقول: فشلك واضح في تقمص دور منظر تيار المستقبل.

على الضفة الاخرى، غرد النائب طوني فرنجية قائلا: «قد يكون من الحكمة ان يتحفظ من وقع على اتفاقية معراب عن لغة الانتقاد وأن يراجع اخطاءه فلسنا نحن من أعلنا، وفي ذكرى شهدائنا، ان «الحل هو بوصول العماد عون الى سدة الرئاسة». احترموا عقول الناس».

ويقصد فرنجية، سمير جعجع، رئيس القوات اللبنانية الذي اعتبر ان استقالة رئيس الجمهورية ستحمل الأكثرية النيابية الحالية على انتخاب مثله أو أسوأ منه، مسجلا انه لا حل يرتجى بوجود الأكثرية النيابية الحالية، ومن هنا دعا الى انتخابات نيابية مبكرة.

أمنيا، تظاهر أمس اولياء الطلبة اللبنانيين الدارسين في الخارج امام المصرف المركزي ورشقوا واجهات المصارف في الشارع بما طالت ايديهم احتجاجا على عدم السماح لهم بتحويل دولارات لسداد أقساط ابنائهم في الجامعات الخارجية.

الأنباء ـ عمر حبنجر ويوسف دياب

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.
مواضيع تهمك

Comments are closed.