اتساع دائرة إقفال المؤسسات الصناعية والتجارية بانتظار استقرار الدولار على سعر محدد

عدد من المحال التجارية تغلق أبوابها في صيدا وتضع لافتة مكتوبا عليها مقفل لعدم رغبتنا في رفع الأسعار (محمود الطويل)

غابت الاحتفالات والخطابات في الذكرى السادسة عشرة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري وقيام حركة 14 آذار في لبنان، إلا من بعض التغريدات والتعليقات الأقرب إلى رفع العتب، الرئيس المكلف سعد الحريري، الأولى بالذكرى، اكتفى بتغريدة تحية للمناسبة، ورئيس القوات اللبنانية د.سمير جعجع أعطى المناسبة عبارة واحدة: 14 آذار مستمرة حتى تحقيق الغاية»، ورئيس الكتائب سامي الجميل رأى العبرة بعد 16 سنة من قيام 14 آذار، اننا وقعنا في المحظور.

رئيس التيار الحر جبران باسيل كان، الأكثر احتفاء بالمناسبة، التي كان تياره جزءا من جمهورها، قبل عودة العماد ميشال عون من فرنسا، وبالتالي قبل نقل البندقية من كتف الى آخر، فقد أذاع رسالة سياسية مطولة ظهرا، ضمنها مكرراته اليومية، ثم اتبعها بمقابلة تلفزيونية توضحية عبر شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال مساء، فبدا وكأنه يفسر الماء، بعد الجهد، بالماء.

الرسالة الباسيلية، أرسلت على عناوين عدة، أهمها العنوان الأميركي والعنوان الروسي، فضلا عن العناوين الإقليمية التقليدية.

لكن الجواب الأميركي سبق رسالة باسيل، عبر «وثيقة» ترسم الصورة الأميركية للمرحلة اللبنانية الراهنة، حيث لا حكومة يشارك فيها حزب الله، ولا مساعدة للجيش، ومزارع شبعا ليست أرضا لبنانية!! الوثيقة تحمل اسم وثيقة الدليل «الاستراتيجي المؤقت للأمن القومي الأميركي»، التي صدرت منذ أسبوع، وقد ورد فيها تحت عنوان «توصيات لبنان» بحسب «إذاعة لبنان الحر» الناطقة بلسان القوات اللبنانية أن «حزب الله أكثر من مجرد عميل أو وكيل لإيران، وهو ذراع إيران الطويلة، وعلى الولايات المتحدة ان تتخلى عن التمييز المصطنع بين الدولة اللبنانية وحزب الله، ناهيك عن تمويل حكومة تضم حزب الله، او تتأثر به مباشرة».

وأوحت الوثيقة ان هدف العقوبات الأميركية الضغط على الشبكات المالية للحزب وعلى نظام الأولغارشية الفاسد الذي يسهل نشاط حزب الله ويتشارك معه.

والاستمرار بالضغط على الاتحاد الأوروبي لتصنيف حزب الله كمنظمة إرهابية، ولا مساعدة للتنمية ولإعادة الإعمار في لبنان، مباشرة أو في سياق مؤتمر المانحين ما بقي النظام السياسي الطائفي الذي يهيمن عليه حزب الله، لأن مثل هذه المساعدات لا تدعم سوى حزب الله وشركائه الفاسدين.

أما الجواب الروسي، فقد جرى وضع وفد حزب الله برئاسة النائب محمد رعد الذي يزور موسكو، في أجوائه، لكن الجواب التفصيلي، يعطى لطهران مباشرة.

السفير اللبناني لدى موسكو شوقي بونصار، كان في استقبال الوفد الذي سيجري لقاءات سياسية وإعلامية على مدى 3 أيام.

وفي معلومات المصادر المتابعة لـ«الأنباء» ان موسكو مهتمة بمستقبل الوضع في سورية، وبالتالي ان زيارة وفد حزب الله ستتناول وجود الحزب هناك، مضيفة: ان وفد الحزب اسمع بوجوب العودة من سورية الى لبنان، والتحول الى حزب سياسي، أما مصير السلاح فيبحث لاحقا.

مصدر لصيق بـ«14 آذار» قال: «ان موسكو أرسلت وراء حزب الله لتطلعه على حيثيات دوره في المرحلة المقبلة، مع وضعه في أجواء الموقف السياسي في لبنان، والذي لن يكون لصالح «توريث» جبران باسيل على أي حال، وهو الذي تبلغ ذلك شخصيا يوم زار موسكو كوزير للخارجية في أبريل 2019، ليبحث مع وزير الخارجية سيرغي لافروف مضمون الاتفاق الروسي – الإسرائيلي حول إمكانية بدء شركة «نوفوتيك» الروسية الشروع بالحفر بحثا عن النفط والغاز في البلوك البحري رقم 9، إلا ان لافروف رفض ان يطلعه على مضمون الاتفاق وقال له: «أنتم مصدر الأزمات بين اللبنانيين».

وأضاف نحن أبعدنا حزب الله والإيرانيين 40 كيلومترا عن الجولان السوري، وتفضل أنت وأبعد حزب الله 3 كيلومترات عن حدود لبنان الجنوبية مع إسرائيل، بعدئذ نتحدث إليك عن مضمون الاتفاق مع الإسرائيليين.. يومها طلب باسيل لقاء الرئيس فلاديمير بوتين لكن لافروف نصحه بألا يفعل، لأن ليس لديه وقت من جهة، ولا يرتاح لطموحاتك الرئاسية من جهة أخرى.

أما النائب محمد رعد فقد صرح بعد لقائه لافروف قائلا: نحن حريصون على تسريع تشكيل الحكومة اللبنانية.

وبناء على كل ما تقدم تستمر المراوحة في ملف تشكيل الحكومة، وسط ارتفاع سعر الدولار الى ما فوق 13 ألف ليرة لبنانية.

واتسعت دائرة إقفال المؤسسات الصناعية والتجارية التي تجاوزت 4300 قبل بدء السنة الجارية، بانتظار استقرار الدولار على سعر محدد.

الانباء – عمر حبنجر

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.