رئيس الرهبانية الباسيلية الشويرية احتفل بعيد قطع هامة يوحنا: المسيحية تتميز بحب شامل وكامل ومعطاء حتى الموت

احتفل الرئيس العام الجديد للرهبانية الباسيلية الشويرية الأرشمندريت شربل معلوف بالقداس الإلهي في دير مار يوحنا الصابغ في الخنشارة، لمناسبة تذكار قطع هامة يوحنا المعمدان شفيع الدير، عاونه مجلس المديرين في حضور مطارنة وكهنة وراهبات وشخصيات ديبلوماسية وأمنية وعسكرية وقضائية ورؤساء بلديات مجاورة ومخاتير.



العظة
وبعد تلاوة الانجيل ألقى الارشمندريت معلوف عظة تحدث فيها عن المسؤولية في الحياة الرهبانية، مطلقا عهده بشعار “احب وافعل ما تشاء”، وقال: “بداية، أود أن أشكر الله تعالى على تسلمنا سدة المسؤولية في الرهبانية الباسيلية الشويرية. المسؤولية الرهبانية، أيها الإخوة الأحباء، ليست فقط سلطة بل خدمة لله وللإنسان من أجل مجد الله وخلاص النفوس. كما أود أن أشكر العمدة السابقة لكل ما قامت به من إنجازاتٍ وخدمات وما تكبدت من صعوبات في سبيل أمنا الرهبانية، المتمثلة بشخص الرئيس العام السابق الأرشمندريت إيلي معلوف والمدبرين الآباء فكتور سماحة، نقولا حكيم، يوسف شاهين وشربل حجار”.

أضاف: “نطلق العهد تحت شعار “أحب وافعل ما تشاء”، شعار نستوحيه من عظة للقديس الكبير أوغسطينوس عندما كان يتأمل بالرسالة الأولى للقديس يوحنا (1يو4/4-12): “أيها الأحباء، لنحب بعضنا بعضا، فإن المحبة من الله، وكل من يحب فهو مولود من الله، ويعرف الله. من لا يحب لم يعرف الله، لأن الله محبة”. ويتابع القديس أوغسطينوس تأمله قائلا: “أحب وافعل ما تشاء. فإن صمت فاصمت بمحبة، وإن تكلمت فتكلم بمحبة، وإن أصلحت فأصلح بمحبة، وإن غفرت فاغفر بمحبة. ضع في قلبك جذر المحبة: من هذا الجذر لا يمكن أن يخرج شيء عاطل”.

وتابع: “نتخذ هذا الشعار نورا لمسيرتنا الرئاسية ولخدمتنا الأبوية، لأننا مقتنعون بأن الحب هو أجمل صفة لله وللإنسان. بالحب وحده جدد الله نظرتنا إليه ونظرتنا إلى أنفسنا ونظرتنا إلى الآخر. بالحب وحده كشف لنا السر الخفي منذ الأزل: سر تجسد ابنه الوحيد لخلاصنا أجمعين. بالحب وحده فجر ينابيع الرحمة والخلاص من أعلى قمة الصليب ليروي كل نفس خاطئة، فاسدة، متألمة، مجروحة، حزينة وبعيدة عن الحب الحقيقي. بالحب وحده أوعز إلى آبائنا في الإيمان بتأسيس الحياة الرهبانية، التي كما يصفها مؤسسنا العظيم، باسيليوس الكبير، أنها فلسفة الحب”.

وقال: “إن الحياة الرهبانية هي فلسفة حياة نشأتها الحب، تمرسها الحب وهدفها الحب. فهذا الحب، كما يحدده القديس باسيليوس في الحوارات النسكية، هو ميل طبيعي غرزه الله في طبيعتنا منذ الخلق وأعطانا هذه الميزة، التي تميزه بالذات، أن نحب ونحب. فالإنسان، ليس فقط الراهب، مجبول بالحب ومطبوع به في أعمق كيانه. من هنا، دعوة الإنسان المسيحي والراهب تقوم على أن نحب الله – أعظم الوصايا – ونحب القريب – الوصية التي تشبهها – ويستطرد القديس باسيليوس قائلا: “فمن تمم الوصية الأولى يكون قد تمم الثانية ومن تمم الثانية يكون قد تمم الأولى. وبالتالي من يحب الرب يحب القريب أيضا حسب قوله تعالى: “هذه هي وصيتي أن يحب بعضكم بعضا كما أنا أحببتكم” (يو 15/12)”.

وشدد معلوف على ان “وصية المخلص بالحب تتطلب منا أن يحب بعضنا بعضا كما أحبنا الله، أي كما أحب السيد المسيح البشرية قاطبة حتى الموت موت الصليب. هذا هو الحب الذي تتميز به المسيحية عن بقية الأديان والفلسفات: حب شامل، كامل، معطاء حتى الموت”.

من هنا، يمكننا فهم قول القديس أوغسطينوس “أحب وافعل ما تشاء” بأنه دعوة إلى عشق الله وعشق القريب وعشق كل ما نقوم به وما نتفوه به؛ لأن الحب الحقيقي هو مفتاح الخلاص، مفتاح النجاح، مفتاح الفرح ومفتاح التجدد. فشعار العهد يقودنا – كعمدة موحدة – إلى التجدد على كافة الأصعدة: روحيا، رهبانيا، ليترجيا، علميا، رسوليا واجتماعيا”.

وعاهد “أبناء الرهبانية، أمام الله وأمام الكنيسة، أن نقوم، يدا واحدة وروحا واحدة وقلبا واحدا، بنفحة التجدد مستلهمين الروح القدس الذي هو روح الحق، روح العدل، روح السلام وروح المحبة. من هنا دعوتنا ورسالتنا ستتحلى بروح التجدد، على كل الصعد، لنجدد معرفتنا بالله، ومعرفتنا بنفوسنا ومعرفتنا بالنفوس الموكلة إلينا من أبناء الرهبانية وأبناء كنيستنا، فنجدد رهبانيتنا قلبا وقالبا متكلين بذلك على شفيع ديرنا الأم، أعظم مواليد النساء، النبي السابق ومعمد المسيح يوحنا المعمدان الذي نقيم عيد قطع هامته اليوم. هذه الهامة التي عرفت السيد المسيح وأحبته حتى الموت. وكرزت به “له أن ينمو ولي أن أنقص” (يو 3/30) “هذا هو حمل الله” (يو1/35)”.

وختم معلوف: “هذا الشفيع هو مثلنا بالحب، بالتجرد، بالحق بالكرازة، بالصوم وبالصلاة. فلنقتد كلنا بمثله الذي يساعدنا بالتجدد من خلال الحب، الذي نتوخاه في عهدنا وخدمتنا. ولنعمل جاهدين بكل نفوسنا وكل أذهاننا على تفعيل هذا القول العظيم في حياتنا الرهبانية والرسولية: “له أن ينمو ولي أن أنقص”.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.