انتخابات طرابلس الفرعية اليوم يخوضها الحريري لـ «ردّ الاعتبار».. نفيٌ لبناني لوجود اتجاه لـ «معاقبة» بري

بعد 44 عاماً استعاد لبنان «هدير البوسطة» التي «ركب» على متنها (في 13 ابريل 1975) إلى حربٍ استمرّت 15 عاماً. 
أمس، استيقظتْ ذاكرةُ ذاك اليوم الأسود الذي رسمتْه «بالأحمر» حادثةٌ دموية (بوسطة عين الرمانة – شارع المراية) انفجرَ معها «اللغمُ الفلسطيني» بالواقعِ اللبناني الذي كانت «فتائله» متشابكة بين الداخل والخارج وعكستْ «مرآتُه» لأعوام صوراً مخيفة أشاح الجميع بنظرهم عنها إلى أن حطّمت البوسطة «العازل الزجاجي» ليحلّ زمن… الكوابيس.
وفي 2019، حلّت ذكرى الحرب فيما الجميع يحدّقون في «مرايةٍ» تزدحم فيها صور الحرب «الباردة» الداخلية والحروب المشتعلة في المحيط والتي تُعانِد «بلاد الأرز» الالتحاق بها رافعةً شعار «اقتلاع روح الحرب الأهلية من الممارسة السياسية وحفْظ لبنان من شرور الحروب المحيطة»، كما غرّد رئيس الحكومة سعد الحريري.
ولم تحرف محطة 13 ابريل الأنظار عن الأجندة اللبنانية التي تختزنها هذه الأيام عناوين مالية – اقتصادية تقاطعتْ أمس مع استحقاقيْن:
* الأول الانتخابات النيابية الفرعية التي تشهدها طرابلس اليوم لملء المقعد السني الذي شغر بقبول المجلس الدستوري الطعن في نيابة ديما جمالي (من كتلة الحريري) والذي تقدّم به المرشّح طه ناجي (جمعية «الأحباش») وهو من «سنّة 8 مارس». 
وفي موازاة البُعد السياسي للانتخابات، فإن جانباً رمزياً يطبعها ويتمثّل في المرشح نزار زكا، اللبناني المعتقل في إيران منذ 2015 والذي أراد من خطوة خوض المعركة من «خلف قضبان الاعتقال» توجيه «رسالة حرية» والإضاءة على قضيته فـ«لا رأس مال لي سوى أنتم المقهورين على صورة قهري».
ولم تحجب فرعية عاصمة الشمال الاهتمام بملف العقوبات الأميركية على «حزب الله» والتي بدت مفتوحة على مزيد من «شد الخناق» بعد إدراج الحرس الثوري الإيراني على لائحة المنظمات الإرهابية، وسط تسريباتٍ عن توسيع دائرة العقوبات لبنانياً لتشمل حلفاء للحزب ذُكر منهم رئيس البرلمان نبيه بري.
لكن الوفد اللبناني الذي شارك في اجتماعات البنك وصندق النقد الدوليين في واشنطن والتقى مسؤولين أميركيين بينهم مساعد وزير الخزانة لشؤون التمويل الارهابي مارشال بيللينغسلي يعود الى بيروت بنفي أن يكون ثمة اتجاه لفرْض عقوبات على بري الذي كان لافتاً استقباله أول من أمس وفد الكونغرس الذي يزور بيروت. 
وفيما نفى رئيس لجنة الشؤون الخارجية النائب ياسين جابر بعد لقاء بيللينغسلي «ان لا أساس لهذه التقارير ولا نتوقع أي اجراءات عقابية ضد الرئيس بري أو أي من نواب كتلته أو مساعديه»، عكست تصريحات للمسؤول الأميركي مضيّ واشنطن بالمنحى المتشدد لمطاردة «حزب الله» مالياً.
وفي حديث لتلفزيون «ام تي في»، أكد بيللينغسلي ان نبرة السيد حسن نصرالله في خطابه الأخير «مؤشر لنجاح العقوبات»، وقال: «نصر الله يعلم ان واشنطن مصممة على منعه من الحصول على المال بسهولة وسنستمر بصدّ كل عملياته في العالم وبعرقلة التمويل الذي يحصل عليه من أسياده في إيران».
وعن إمكان شمول العقوبات مسؤولين بارزين اكتفى بما أعلنه وزيرالخارجية مايك بومبيو من بيروت وواشنطن «والذي كان واضحاً في رسالته حول اننا لن نسمح لحزب الله وحلفائه بإساءة استخدام القطاع المالي اللبناني وان على السلطات اتخاذ إجراءات تُبْعِده عن هذا القطاع»، ومعتبراً ان العقوبات على الحرس الثوري «تعزز الرسالة التي نوجهها تحديداً الى قاسم سليماني الذي يُعتبر المفتاح الرئيسي الذي يوفّر المال لنصرالله ويأمره بالأعمال الإرهابية لتنفيذها».

الراي

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.