تولا ودعت المربي أنطوان عساف.. الرقيم: تميز مسلكه بالعصامية والإستقامة والأخلاقية على أساس متين من الإيمان

ودعت بلدة تولا في البترون بمأتم مهيب، المربي أنطوان أديب عساف، والد الزميل طلال والمهندسين باسم والدكتور رواد..

ترأس الصلاة ممثل بطريرك إنطاكية وسائر المشرق الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي راعي أبرشية البترون المطران منير خير الله، وشارك فيها لفيف من كهنة المنطقة.

الرقيم
وتلا خادم الرعية الخوري بطرس فرح الرقيم البطريركي، وجاء فيه:

“البركة الرسولية تشمل بناتنا وابناءنا الأعزاء: روزيت حنا رزق، زوجة المرحوم المربي أنطوان أديب عساف، وأبناءه وشقيقيه وعائلاتهم، وعائلتي المرحومتين شقيقتيه، وابن وابنة حميه، وسائر ذويهم وأنسبائهم في الوطن والمهجر، المحترمين.

في عيد دخول الرب يسوع ملكا روحيا إلى أورشليم، ليبدأ مسيرة عبوره إلى الآب بموته لفداء الجنس البشري، وقيامته لبث الحياة الجديدة في النفوس، يدخل أورشليم السماوية عزيزكم الشيخ الجليل المربي أنطوان، ليكون شريكا أبديا في ملوكية المسيح الإله، بعد أن أشركه فيها بمسحة الميرون، فعاش مقتضياتها: الحقيقة والمحبة والإستقامة والعطاء.

بوهج كرامة هذه الملوكية عاش المرحوم أنطوان. فولد في بيت كهنوتي من تولا العزيزة. والده كاهن هو المرحوم الخوري أديب عساف ووالدته هرطنس خورية ملتزمة. في هذا البيت السليم تربى أحسن تربية على الإيمان المسيحي والقيم الأخلاقية والإجتماعية، إلى جانب شقيقين وشقيقتين سبقتاه إلى دار الخلود. وقد نسج معهم ومع عائلاتهم أفضل روابط الأخوة والتعاون.

تلقى دروسه في معهد القديس يوسف عينطوره للآباء اللعازريين. ثم راح يمارس التعليم الرسمي والخاص وتربية الأجيال، في مدارس من مناطق طرابلس والبترون وجونيه، وفي دير القديسين قبريانوس ويوستينا-كفيفان للابتداء الخاص بالرهبانية اللبنانية الجليلة. وبات معروفا كأستاذ لامع في اللغة الفرنسية. بهذه الرسالة التربوية آمن أن الشبيبة هي مستقبل الوطن، وهي “إكليل فخر”.

ارتبط في سر الزواج المقدس بشريكة حياة فاضلة هي السيدة روزيت حنا رزق، أطال الله بعمرها. عاشا معا حياة سعيدة باركها الله بثمرة الأبناء الثلاثة. وفرا لهم التربية الرفيعة والعلم، فأسسوا عائلات رضية مع خيرة الزوجات، وبالأحفاد الذين غمراهم بالحب والحنان، وهم بادلوهما عاطفة المحبة والتقدير والإحترام.

في وداع المربي أنطوان عساف، تستذكر الأجيال من الشخصيات، التي تربت على يده، فضله وعطاءه ليس فقط بالتعليم، بل على الأخص بمثل حياته ومسلكه المميز بالعصامية والإستقامة والأخلاقية على أساس متين من الإيمان والممارسة الدينية التي كان حريصا عليها، وبخاصة في شيخوخته، إذ كان يتناول القربان المقدس أسبوعيا، ويشارك في قداس الأحد وسواه من الإحتفالات الليتورجية عبر المحطات التلفزيونية.

وهكذا بعد رحلة دامت على وجه الأرض تسعين سنة، ينطلق إلى بيت الآب في السماء، وعلى شفتيه صلاة المزمور: “فرحت بالقائلين لي إلى بيت الرب ننطلق” (مز 122: 1).

على هذا الأمل وإكراما لدفنته وإعرابا لكم عن عواطفنا الأبوية، نوفد إليكم سيادة أخينا المطران منير خيرالله راعي أبرشية البترون السامي الإحترام، ليرئس باسمنا حفلة الصلاة لراحة نفسه وينقل اليكم جميعا تعازينا الحارة.

تقبل الله بواسع رحمته روح فقيدكم الغالي في مجد السماء، وسكب على قلوبكم بلسم العزاء”.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.