البترون: مواجهة بين يزبك وحرب.. وباسيل خارج المنافسة؟

كتبت مريم حرب في موقع mtv:

معارك بمعركة واحدة في قضاء البترون. معركة هوية للقوات اللبنانية. معركة حضور للنائب جبران باسيل. معركة استمرارية لمجد حرب. ومعركة تغييرية لائتلاف شمالنا. فما هي الصورة الانتخابية في القضاء، ومَن المرشحَين الأوفر حظاً؟

خلق “حزب الكتائب” بدعم ترشيح مجد حرب عن أحد المقعدين المارونيين في البترون معركة بوجه “القوات اللبنانية”. وإذ يُحاول رئيس الحزب سامي الجميّل ضبط الإيقاع الكتائبي في البترون بعد خروج النائب السابق سامر سعادة خارج السرب مندداً بالقرار الحزبي وبخلفياته، تتجه الأمور إلى تصعيد من قبل سعادة التي شهدت دارته زيارة الأمين العام للحزب سيرج داغر، أعقبتها تسريبات عن أجواء عاصفة اتّسم بها اللقاء.
كما أمّ دارة سعادة في شبطين عددٌ من المؤيدين يوم أوّل من أمس للتداول في آخر المعطيات والخيارات المتاحة.
الواضح أنّ الخلاف مستمرّ بين سعادة والجميّل، وعليه فإنّ تعويل مجد حرب على 2400 صوت كتائبي لرفع حظوظه بالصوت التفضيلي في غير مكانه، وسيكتفي بما يقارب الـ1200 صوت. في وقت سينقسم النصف الآخر بين 500 صوت سيصبّ لصالح مرشح “القوات اللبنانية”، بينما تبقى شريحة كتائبية تقارب الـ700 صوت تنتظر حسم سعادة موقفه.

ولكن إلى ماذا يطمح سامي الجميّل؟
يكشف مصدر مراقب للساحة البترونية أنّ الجميّل يدرك أنّ الأصوات التفضيلية لحرب قد لا تكفيه ليضمن فوزه بمقعد في البترون. إلاّ أنّ ما يُقارب الـ4500 إلى 5000 صوت إضافي للائحة المشتركة مع النائب المستقيل ميشال معوّض، الذي يضمن نسبياً مقعده في زغرتا الزاوية، قد تزيد من حظوظها لضمان حاصل ثانٍ وإيصال مرشح كتائبي في الكورة.
ولكن هل سيقبل حرب بأن يبدأ مسيرته السياسية بانتكاسة؟
سعيُ حرب للوصول إلى الندوة البرلمانية لا يقف عند حدّ تحالفه مع “الكتائب”، بل يسعى خلف أصوات سنيّة التزمت في الـ2018 بقرار رئيس “تيار المستقبل” رئيس الحكومة السابق سعد الحريري بالتصويت لباسيل، ولن تكون هذه المرة من حصة اللائحة البرتقالية.

واللافت في إطلالات حرب الإعلامية المكثّفة في الآونة الأخيرة مهادنته لـ “القوات”، وإعلانه تمنّيه أن يصل وغياث يزبك كسياديين ممّا يقطع الطريق على النائب جبران باسيل.
ويأخذ البعض من كلام حرب مبرراً لغاياتهم فيروّجون لاتفاق يقضي بتقسيم الأصوات القواتية بينه وبين يزبك لقطع الطريق على باسيل.
وفي هذا الاطار، ينفي المصدر عينه، هذه النظرية مؤكّداً أنّ اللعبة الانتخابية ليست لعبة تقسيم أصوات بل هي معركة ستخوضها “القوات” حتى النهاية لإيصال مرشحها غياث يزبك. وقال: “وصول يزبك غير محسوم في ظل معركة مع مجد حرب ومع مرشحي لائحة ائتلاف شمالنا”.

نظرية أخرى رافقت إعلان “القوات” ترشيح الإعلامي غياث يزبك مفادها أنّ “القوات” اختارته بغية حماية مقاعد بشري والكورة وأنّ وصوله صعب جداً، بدليل أنّ “القوات” لا يزال محافظاً على رصيده الشعبي وأنّه لن يتمكّن من ضمان الحاصل الرابع.
لكنّ الحركة الانتخابية القواتية والجوّ الانتخابي في القضاء يدحضان هذه النظرية، وفق المصدر. ويُضيف: “لا صحّة لأخبار التضحية بالمقعد في البترون حماية لمقاعد أخرى”.

ولا يوفّر مرشح “القوات” فرصة إلاّ ويؤكّد فيها أنّه مرشح ومنافس جديّ وبأنّه ليس دخيلاً على الساحة السياسية وأنّ تفرّغه للعمل السياسي وتقديم استقالته من عمله دليل كاف أنّ “القوات” لا تُناور وأنّ “معركة استعادة الدولة والسيادة تبدأ من البترون”، تبعاً لتسريبات من لقاءاته مع الكوادر الحزبية والمؤيدين في قضاء البترون.

كما حرب كذلك “القوات”، عينها على أصوات سنيّة. فالصوت السني في البترون حرّ في أن ينتخب من هو قريب من أفكاره، في غياب قيادات سنية محليّة ظاهرة وبغياب قرار من تيار “المستقبل”. وخيارات الشارع السني في أكثر من اتجاه وقد تُميل الدفة.

أمّا بالنسبة الى النائب جبران باسيل الذي وضع حداً للجدل القائم حول إمكان ترشحه خارج البترون، فإنّ معركته في مسقط رأسه على طريقة “يا قاتل يا مقتول”.
وعلى الرغم من أنّ باسيل بدأ معركته بخسارة أصوات تفضيليّة أوّلها الصوت السني وبعض الأصوات التي سيتقاسمها مع مرشحَيّ “ائتلاف شمالنا”، هو يُحاول تعبيد الطرق أمامه. لكنّ تحالفاته في القضاء لم تتوضح بعد.
ويؤكّد المصدر أنّ “معركة باسيل لن تكون سهلة ولكنّ المنافسة فعلياً بين حرب ويزبك، وباسيل خارجها ومقعده محسوم، ما لم تشهد دائرة الشمال الثالثة تحالفات قد تبدّل في المشهد العام”.
ويبقى أنّ لائحة “ائتلاف شمالنا” التي تطرح خطاباً شبيهاً لحرب و”الكتائب” وتنافسهما على الصحن الشعبي نفسه، قد تتمكن من الخرق بمقعد خارج البترون.

الصورة الانتخابية في البترون لا تزال ضبابية، والسيناريوهات كلّها واردة ولن يُحسم اسما نائبي القضاء إلاّ بقرار من الناخبين في صندوق الاقتراع.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.