ميقاتي عاد من تركيا محملاً بالوعود.. وإضراب السائقين يقطع أوصال لبنان

العموميون
السائقون العموميون خلال إضرابهم وإقفال الطرق الرئيسية في مناطق بيروت (محمود الطويل)

الحوار المقطوع بين حكومة «معا للانقاذ» وقطاع النقل، قطع أوصال لبنان، شمالا وجنوبا وبقاعا وجبلا حتى العاصمة بيروت، وأغلق المدارس والجامعات والعديد من المؤسسات الحكومية او الخاصة، للمرة الثالثة في غضون شهر.

ويفترض ان يستمر هذا الاضراب الجامع لكل وسائل النقل الى ثلاثة أيام، إلا في حال قررت الحكومة الاستجابة الى مطالب هذا القطاع الحيوي، والتي تتمثل بخفض أسعار البنزين والمازوت للسيارات العمومية كي يتسنى لها تخفيف بدلات النقل، إضافة الى مطالب أخرى تم التوافق عليها مع رئيس الحكومة، كإعفاء السيارة العمومية من رسم الميكانيك والمعاينة، وحل أزمة الشاحنات المبردة والنقل الخارجي وغيرها. وأمل رئيس اتحاد نقابات النقل العام بسام طليس، ان تستجيب الحكومة الى هذه المطالب، «وإلا فسنضطر الى المزيد من التصعيد».

تجميد الحركة عبر إغلاق الطرق في كل المناطق، قد لا يكون مطلبيا فحسب، بل ثمة من يرى فيه ملامح اعتراض سياسي، مرتبط بنجم الموسم في لبنان، وهو الانتخابات النيابية، فعندما يشترط وزير الطاقة وليد فياض المحسوب على رئيس التيار الحر جبران باسيل، على مجلس الوزراء، منحه السلفة المالية الضخمة لكهرباء لبنان، في مقابل توفير مادة المازوت للنقل العام ولمولدات التيار الكهربائي، يمكن رؤية الجانب السياسي من الصورة، وضمنها أيضا، فشل الحوار الذي سعى اليه حزب الله، بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس التيار الحر جبران باسيل.

عمليا، الحلول الحوارية في لبنان مشروطة خليجيا بالورقة الكويتية، وفاتيكانيا بالرغبة اللبنانية الجامعة، التي يطرحها الفاتيكان كشرط لنجاح أي حوار. ولم يكن وصف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الأوضاع اللبنانية اثناء وجوده في أنقرة بأنها الأسوأ في العالم إلا مدخلا للولوج الى الواقع المالي والاقتصادي الذي يتخبط به هذا البلد.

وكان الرئيس ميقاتي والوفد الوزاري المرافق، عاد من تركيا، محملين بوعود من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بتفعيل اجتماعات اللجنة المشتركة اللبنانية – التركية العليا التي ستعقد اجتماعا في النصف الأول من هذا العام، وتشكل لجانا مشتركة تنظر بالمسائل العالقة. وأكد أردوغان موقف بلاده الثابت الى جانب لبنان ودعم جهود الإصلاح الذي تبذله الحكومة، معربا عن استعداد الشركات التركية لإعادة إعمار مرفأ بيروت.

من جهته، الرئيس ميقاتي شدد على الحاجة الى المساعدة والعون في المجالات كلها، منوها بالدعم التركي وبتفعيل التعاون بين البلدين.

المكتب السياسي لحزب الكتائب، تناول في اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيسه سامي الجميل، نقاط المبادرة الكويتية المتعلقة بتنفيذ القرارات الدولية كافة. وقد اعتبرها الجميل شروطا بديهية لدولة قانون، تتمتع بالسيادة والقرار الحر، وتحرص على علاقاتها مع الدول الصديقة.

واستغرب المكتب السياسي التكتم المضروب حول المبادرة، وحجبه عن الشعب اللبناني، معتبرا أن أي محاولة لتمييع الردود على النقاط، هي رضوخ لإملاءات حزب الله وراعيه الإقليمي، وتزيد من عزلة لبنان، بعدما حولت المنظومة الحاكمة البلد الى رهينة لصفقاتها وتسوياتها القاتلة.

وحذرت الكتائب من أي محاولة يجري الاعداد لها سرا للإطاحة بالاستحقاق الانتخابي من خلال مشاريع قوانين مشبوهة تعيد سلب حق المغتربين حق الاقتراع، والتصويت لكامل أعضاء مجلس النواب، أو افتعال أحداث أمنية تكون ذريعة للإطاحة بعملية التصويت، أو بتفريغ لجنة الإشراف على الانتخابات الممدّد لها.

بدوره، حزب القوات اللبنانية، حذر حلف التيار البرتقالي – حزب الله من نسف الانتخابات، وان لم يعلنا ذلك صراحة. متهما اياه بمحاولة شيطنة القوات اللبنانية عبر التصعيد إعلاميا.

وردت إذاعة «لبنان الحر»، الناطقة بلسان القوات، سعي هذا التحالف لإلغاء أو تأجيل الانتخابات، الى شعور التيار الحر بالإخفاق، بعد فشل مساعي حزب الله، لمصالحته مع الرئيس نبيه بري، ومن هنا كان تحول رئيس التيار الحر جبران باسيل لزيارة دمشق، حيث طلب موعدا للقاء الرئيس السوري بشار الأسد، في محاولة لترطيب علاقته مع رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، والحزب السوري القومي الاجتماعي، الأكثر التزاما بالسياسة السورية، تمهيدا للتحالف معهما في انتخابات دائرتي الكورة والبترون، إلا ان المصادر المتابعة كشفت برودة تفاعل دمشق مع رغبة جبران، باعتبار ان توجه باسيل الى دمشق جاء متأخرا، كما ان تجربة فرنجية مع باسيل، لا تشجع.

في هذه الاثناء، واصل امين سر الكرسي البابوي لشؤون العلاقات الخارجية المطران بول ريتشارد غلاغير جولاته على المسؤولين اللبنانيين، وبعد لقائه الرئيس ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، التقى قائد الجيش العماد جوزاف عون ومراجع كنسية وجامعية، ويلتقي اليوم مفتي لبنان الشيخ عبداللطيف دريان في دار الفتوى، وأكد في لقاءاته على رغبة البابا فرنسيس في زيارة لبنان، وان البابا طلب اليه التعبير عن قلقه على الوضع واعتقاده بأن الحوار والإصلاحات ستساعد لبنان، الى جانب المجتمع الدولي للمحافظة على هويته الخاصة، وقال: ان أي اضعاف للحضور المسيحي من شأنه ان يدمر التوازن الداخلي، وعبر عن تعاطفه مع ضحايا انفجار مرفأ بيروت، آملا ان يحظى ذوو الضحايا بالتعزية وتحقيق العدالة. مصادر السفارة البابوية في بيروت، قالت ان غلاغير تسلم من الرئيس عون رسالة الى البابا فرنسيس، لم يكشف عن مضمونها، في حين ذكرت صحيفة «نداء الوطن» ان الموفد الفاتيكاني لم يسلم من «تحايل ما» وهو الذي حصر لقاءاته بالقيادات الرسمية والدينية ووقع من حيث لا يدري في «كمين الغداء» الذي أقامه على شرفه الرئيس عون، بعيدا عن الاعلام، وكان نجمه النائب جبران باسيل، حيث كانت مناسبة ليفرغ كل ما لديه امام من لا تنطلي عليه كل المقاربات اللبنانية.

الأنباء – عمر حبنجر

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.