ثلاثي السلطة.. لقاءات وتمنيات ولا قرارات.. لا مجلس الوزراء ولا تحقيق عدلياً ناجزاً بجريمة تفجير المرفأ إلا إذا..!

الرئيس العماد ميشال عون مستقبلا في بعبدا سفير جمهورية مصر العربية ياسر علوي (محمود الطويل)

التجهّم الذي بدا على الرؤساء ميشال عون ونبيه بري ونجيب ميقاتي، في العرض العسكري الرمزي بمناسبة عيد الاستقلال في وزارة الدفاع، غادر الوجوه في السيارة الرئاسية التي نقلت الرؤساء الثلاثة إلى القصر الجمهوري، ولم يدخل القاعة التي جمعتهم بعبدا، لكن الحصيلة السياسية لم تكن بالقدر المطلوب من جانب من أملوا خيرا. والسبب واضح ومبرر، وهو ان صاحب القرار فيما هو مطلوب، لم يكن معهم في السيارة، ولا في قاعة الاجتماعات التي جمعتهم في القصر! ومعنى ذلك، لا مجلس الوزراء في القريب الملموس، ولا تحقيق عدلي ناجز بجريمة تفجير المرفأ، في المدى المنظور، إلا إذا أقبلت في فيينا، أو أدبرت في طهران.

في غضون ذلك، هل تبقى الحكومة ممنوعة من الانعقاد خوفا على ميثاقيتها؟ هذا السؤال تداوله ركاب السيارة الرئاسية في طريق عودة الرؤساء من وزارة الدفاع إلى القصر الجمهوري. المصادر المتابعة اعتبرت ان رئيس مجلس النواب نبيه بري ربح حسم قضية المحقق العدلي طارق البيطار في مجلس النواب، إذا تعذر الحل قضائيا خلال أسبوع واحد، والرئيس ميقاتي خرج موعودا باستئناف جلسات مجلس الوزراء، في وقت لم يحدد. والرئيس عون دخل قصر بعبدا متوسطا بري وميقاتي، مرتاحا لترك قضية استقالة وزير الإعلام جورج قرداحي للوزير نفسه.

وداخل القصر، جدد رئيس المجلس النيابي التأكيد على صلاحية مجلسه في محاكمة الرؤساء والوزراء طبقا للدستور، سائلا الرئيس عون: انت المؤتمن على الدستور، فماذا ستفعل؟ مذكرا بالاتفاق الذي حصل مع البطريرك الماروني بشارة الراعي، لكن الرئيس عون، كما ميقاتي، رفض أي حل من خلال السلطة التنفيذية، كأن يوجه رئيس الحكومة كتابا إلى مجلس النواب يطلب قيام المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء بدوره في التحقيق مع الرؤساء والوزراء المعنيين، وهكذا انتهى اللقاء الاستقلالي ببعض التمنيات، ولا شيء من القرارات.

الرئيس عون وخلال استقباله قادة الجيش والمؤسسات الأمنية، قال ان العراقيل امام العمليات الإصلاحية التي كان من المفترض ان تنجز في الأعوام الخمسة الماضية، وسأعمل خلال السنة الأخيرة من ولايتي على ملاحقة هذه القضايا. وقد نقل عن الرئيس بري انه يتعامل مع الرئيس عون على انه جزء من الماضي، لافتا الى ان الأشهر المتبقية من عهده، مجرد تقطيع للوقت بين بعبدا و«البياضة» (منطقة سكن الرئيس عون الجديدة). وأضاف بري «ما لم يحصل في خمس سنوات لن يحصل في بضعة اشهر، والتطلع الآن إلى الاستحقاقات الدستورية ومنها الرئاسية». وهنا لم يكن بري مرتاحا لتحديد الرئيس عون صفات رئيس الجمهورية المقبل، وان كلامه عن عدم التسليم للفراغ يثير الريبة لأنه حمّال أوجه.

من جهتها، عممت أوساط الرئاسة الأولى أجواء تفاؤلية لنتائج اللقاء الثلاثي، وأكدت على وجود إرادة الحل.

وأشارت صحيفة «نداء الوطن» نقلا عن مصادر إلى ان ثمة ملامح واشارات تنبئ باستعداد الرئيس عون لمعالجة قضية القاضي البيطار، بينما يرفع حظر حزب الله عن اجتماعات مجلس الوزراء لقاء التعهد من جانب القوى الفاعلة بتبني صهره جبران باسيل كمرشح مفضل «فافوري» لرئاسة الجمهورية.

غير ان النائب السابق فارس سعيد اعتبر في تغريدة توترية له أمس «ان استقالة الرئيس عون الآن ضرورة وطنية ومسيحية، وطنية لأنها تنزع الشرعية عن سلاح حزب الله، ومسيحية لأنها تبرئ الموارنة من تهمة تغطية الاحتلال الإيراني، مقابل مكاسب».

وختم سعيد قائلا «إمن له آذان سامعتان فليسمع».

في الأثناء، تقدم وزير الخارجة الأميركي انتوني بلينكن، بالنيابة عن الإدارة الأميركية، بأطيب تمنياته للشعب اللبناني بعيد الاستقلال، وقال ان بلاده ستستمر بالوقوف إلى جانب شعب لبنان خلال هذه الأيام الصعبة مع دعم آماله بمستقبل افضل.

من جهته، أكد وزير الخارجية اللبناني عبدالله بوحبيب أن علاقة لبنان بالدول الخليجية ليست مقطوعة تماما، وإنما هناك سوء تفاهم نحاول حله وهو يحتاج إلى ديبلوماسية.

الانباء ـ عمر حبنجر

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.