بري: ساترفيلد لم يطلب مقابلتي ولو طلب لرفضت.. المجلس الشرعي الأْعلى يطلب فتح ملفات الفساد حتى قبل 1992

الرئيس العماد ميشال عون مستقبلا رئيس مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي في بعبدا امس (محمود الطويل)

الحرب على الفساد، عنوان الموسم السياسي في لبنان، الذي أملته مقررات مؤتمر «سيدر» لدعم لبنان، المهددة بالضياع، ليستفيد منها كل طرف، ضمن اطار تكريس الدور أو تسديد الحسابات، او الرد على تهمة الارهاب بمكافحة الفساد ومقاومة الفاسدين، على غرار الحرب البديلة التي أعلنها حزب الله، «بعدما هزمناهم في المعركة ضد الإرهاب» كما قال الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله.


في لبنان، دائما هناك جريمة، وليس من مجرم.. لكن السيد نصر الله وقبله المدير العام لوزارة المال آلان بيغاني اشارا بالبنان على رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، دون أن يذكر أنه بالاسم، فما كان منه الا ان سهل الأمر عليهم بالأغنية الفيروزية «سمّي الضيعة وسمّي الحي، ولولا شوي سمّاني…» ثم رد متحديا داعيا متهميه الى المنازلة بالارقام وليس بالكلام السياسي، الذي لا ترجمة قضائية له. نصر الله اعلنها حربا مقدسة على الفساد، وقال في احتفال لهيئة دعم المقاومة، مقاومة الفساد لا تقل قداسة عن مقاومة الاحتلال.

ومذكرا بتصريح شهير لزعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، دون ان يسميه بالطبع بقوله: إلى الذين ينتظرون على ضفة النهر، مرور جثثنا، ستخيب آمالكم وسنزداد قوة وعددا والأيام بيننا.

ويذكر ان وليد جنبلاط لم يكن يقصد حزب الله في هذا القول!

وردت عليه قناة المستقبل بالسؤال عن كيفية مكافحة الفساد، فيما دويلة الحزب تحمي التهريب عبر المرافئ والمطار والحدود البرية المفتوحة؟

المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى الذي انعقد برئاسة المفتي الشيخ عبداللطيف دريان، دعا الى ان تكون محاربة الفساد شاملة لجميع الحقبات اي قبل العام 1992، حيث تولى الرئيس الشهيد رفيق الحريري رئاسة الحكومة، كي لا يشعر أي فريق سياسي انه مستهدف. مذكرا بأنه ليس من حق أي أحد التلميح أو الاتهام دون مسوغ قانوني، معتبرا ان ما تعرض له الرئيس فؤاد السنيورة افتراء وحكم مسبق وظلم، واشار الى الفساد السياسي الذي يمارسه البعض والفساد المالي في مؤسسات الدولة.

ورأى «المستقبل» ان حزب الله فتح ملف الفساد بمواجهة العقوبات المالية التي تشن عليه وعلى إيران، اما السنيورة نفسه فقد اعتمد ما سبق ان اشارت إليه «الأنباء» وهو ان الحملة عليه وعلى تيار المستقبل من خلاله استباق واضح لحكم المحكمة الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الحريري ورفاقه، هذا الربيع، في حين يروج القريبون من المسار الإيراني، الى ان هدف العقوبات على ايران، جرّها الى التسوية الاقليمية الكبرى وبالتالي تقليص مساحة نفوذها في المنطقة، اما الضغوط على الحزب فغايتها إضعافه، وبالتالي شل ضغوطه على الحكومة ومنها ترسيم الحدود المائية مع المحتل الإسرائيلي.

وغرد القيادي في تيار المستقبل قائلا: لقد اخترع حزب الله حرب الفساد المقدس، بعد ان أصبح تحرير القدس وراءه، وسأل: هل سيفتح الحزب سجلاته المالية؟

بدوره، الوزير السابق أشرف ريفي، الذي استنفر ماكينته الانتخابية لخوض انتخابات طرابلس الفرعية، سأل الأمين العام لحزب الله: هل ستفتحون سجلات حزبكم المالية أمام المدققين؟ ريفي تساءل عما اذا كانت الحكومة الحريرية ستصمد أمام هذه الضغوط؟

ولاحظت أوساط سياسية متابعة، ان نبرة نصرالله العالية وتنويهه بالمدير العام لوزارة المال آلان بيغاني الذي ظهر في مؤتمر صحافي موجها الاتهامات الضمنية للرئيس السابق فؤاد السنيورة بموافقة مرجع عال ودون إذن وزير المال، أعطى بيغاني الحصانة في الصدقية.

وتحدثت الأوساط عن استياء فرنسي، مصحوبا بإشارات غير مطمئنة حيال (سيدر) ومقرراته، وفق معلومات رئيس مجلس النواب، نتيجة التباطؤ في إعداد المشاريع المطلوب تمويلها من صندوق «سيدر». وأن الرئيس الفرنسي أمهل لبنان 3 أشهر، لتحديد أولويات المشاريع المطلوبة.

وتترقب أوساط رسمية وصول وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو الأسبوع المقبل، فيما الحديث يتعالى عن استياء أميركي من الموقف اللبناني الرسمي، وعلى وجه الخصوص موقف رئيس الجمهورية ووزير الخارجية الذي يتماهى مع موقف حزب الله ويقدم تبريرات غير مقنعة حيال الحزب تحتضنه وتتبنى توجهاته وتتجاهل حقيقة تعاظم قوته وتهديده الدائم لبنية الدولة اللبنانية.

من جهته، رئيس المجلس نبيه بري قال امام زواره أمس انه بغض النظر عن انشغاله في جلسة مجلس النواب، ما كان ليعطي نائب وزير الخارجية الاميركية ساترفيلد، موعدا لمقابلته فيما لو طلب ذلك، نتيجة ما حصل في لقائنا السابق في موضوع الحدود البحرية مع إسرائيل وترسيمها. وأضاف ان ساترفيلد لا يزال يمارس التحريض ضد حزب الله والإيقاع بين اللبنانيين وتحريض بعضهم على البعض الآخر، على طريقة الثيران «الترامبية» الهائجة.

ولهذا لم استقبله أيضا، فهو يدافع عن مصالح إسرائيل أكثر مما هي تدافع عنها.

الانباء ـ عمر حبنجر

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.