استيراد حزب الله وقودًا إيرانيا لعبة علاقات عامة

اعتبرت الولايات المتحدة ما يقوم به حزب الله الذي أدخل مؤخرا إلى لبنان صهاريج محمّلة بمازوت إيراني لعبة علاقات عامّة، محذّرة من أنّ استيراد الوقود من دولة تخضع للعقوبات لن يحلّ أزمة المحروقات الحادّة التي يعاني منها لبنان.

وتستعدّ إيران لإرسال المزيد من الوقود في الأيام المقبلة إلى لبنان عن طريق سوريا، لتوزيعه من قبل حليفها دون المرور بمؤسسات الدولة اللبنانية، في تكرار للعملية التي جرت في منتصف سبتمبر الماضي وأثبتت مجدّدا أنّ الحزب الشيعي هو صاحب القرار الفعلي في البلد الغارق في أزمات اقتصادية وسياسية حادّة.

وقال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس الخميس إنّ “وقودا من بلد خاضع لعقوبات عديدة مثل إيران ليس حلاً مستداما لأزمة الطاقة في لبنان”.

نيد برايس: الوقود من بلد خاضع لعقوبات ليس حلا مستداما

وأضاف “حسب رأينا هذه لعبة علاقات عامّة يلعبها حزب الله وليست محاولة منه لإيجاد حلّ بنّاء للمشكلة”.

وتابع المتحدّث الأميركي “نحن ندعم الجهود الرامية إلى إيجاد حلول شفّافة ومستدامة لمعالجة مشكلة النقص الحادّ في الطاقة والوقود في لبنان”.

ولم يوضح برايس ما إذا كان لبنان سيخضع لعقوبات أميركية بسبب شحنات المازوت الإيراني، مكتفيًا بالتذكير بأنّ الرئيس جو بايدن مستعدّ لرفع العقوبات المفروضة على إيران إذا عادت إلى الامتثال بالكامل لبنود الاتفاق النووي المبرم بينها وبين الدول الكبرى في 2015.

ويأتي تصريح المتحدّث الأميركي في الوقت الذي يزور فيه بيروت حسين أمير عبداللهيان، وزير الخارجية في الحكومة الإيرانية الجديدة التي شكّلها الرئيس المحافظ والمتشدّد إبراهيم رئيسي.

وكان رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي انتقد شحنات الوقود الإيراني التي دخلت بلاده دون المرور بالمؤسسات الرسمية، معربا عن اعتقاده بأنّ طريقة دخولها إلى لبنان لن تعرّضه لعقوبات أميركية.

وقال ميقاتي يومها “أنا حزين على انتهاك سيادة لبنان ولكن ليس لدي خوف من عقوبات عليه، لأنّ العملية تمّت بمعزل عن الحكومة اللبنانية”.

ووفقا لمسؤول إيراني فإنّ رجال أعمال لبنانيين هم الذين اشتروا شحنات المازوت الإيراني التي وصلت عبر البحر إلى سوريا ومن ثم دخلت لبنان برّا في صهاريج.

واعتمد حزب الله على “شركة الأمانة للمحروقات” لتوزيع المواد المستوردة من إيران كونها تخضع أساسا للعقوبات الأميركية منذ 2020 لأنها على مِلك مؤسسة تابعة لحزب الله.

وأتى استقدام حزب الله للمازوت الإيراني في خضمّ أزمة محروقات حادة يعاني منها لبنان بسبب تراجع قدرته المالية على الاستيراد ووسط انهيار اقتصادي متسارع.
العرب

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.