هل يتجه لبنان نحو «حكومة انتخابات» للخروج من النفق؟

REUTERS/Aziz Taher/File Photo

مع لعبة تضييع الوقت المتمادية على حلبة التأليف الحكومي في لبنان، في سياق استنفاد ما بقي من هامش، لمحاولة إبقاء خيار التسوية الحكوميّة قائماً، مع ما يعنيه الأمر، وفق الإجماع الداخلي، من حتميّة انتظار «نهاية المسرحيّة»، التي يؤمل أن تنتهي قبل أن تنتهي الجمهورية، وقبل أن ينهار ما تبقّى من الدولة، شهدت الساعات القليلة الماضية، ارتفاع منسوب الكلام، عن أن لا إمكانيّة للخروج راهناً من حلقة الفراغ الحكومي، إلا من معبر واحد، ويتمثل بأن تُنتج الاتصالات الخارجيّة في شأن لبنان، وتحديداً الأمريكيّة- الفرنسيّة، حلاً سياسياً للمأزق المستمرّ منذ أكثر من ثمانية أشهر.

وهذا الحلّ، وفق ما يتردّد، يقوم على الذهاب نحو «حكومة انتخابات»، وظيفتها الإعداد للاستحقاق النيابي المرتقب في مايو من العام المقبل، على أن تتولّى أيضاً مهمّة إدارة الأزمة الخانقة التي يشهدها لبنان، في سياق منعها من التفاقم.

وفي السياق، تردّدت معلومات مفادها أنّ عواصم القرار تجسّ، حالياً، نبض القوى السياسيّة اللبنانيّة، إزاء طرْح «حكومة الانتخابات». فإذا تأمّنت موافقة العهد عليه، فإنّ رئيس الحكومة المكلّف، سعد الحريري، سيذهب نحو الاعتذار، لتبصر هذه الحكومة النور. أمّا إذا لم يتأمّن الضوء الأخضر الرئاسي هذا، فإنّ الحريري قد يعتذر، لتفادي تحمّل كلفة الانهيار المتدحرج، أو قد يقرّر الاستمرار في التكليف من دون تأليف، لاستنزاف العهد نهائياً.

خيارات.. ومناورات

ووسط هذه الصورة القاتمة، وفي انتظار ما ستؤول إليه الاتصالات الخارجية بشأن لبنان، بات مؤكّداً أنّ الوضع الحكومي والسياسي، بات مفتوحاً على شتّى الاحتمالات، فيما الخيارات الداخليّة تتراوح بين حدَّين: إمّا تسوية شبه مستحيلة حتى الآن، أو اعتذار الرئيس المكلّف سعد الحريري.

وما بين هذيْن الحدّيْن، لا يزال الداخل «مثقلاً» بمعلومات تتردّد، ومفادها أن لا حكومة في المدى المنظور، والترقّب قد يطول حتى نهاية العهد الحالي، وتحديداً حتى 31 أكتوبر من العام المقبل، مع ما يعنيه الأمر من بقاء لبنان، الدولة والمؤسّسات، «أسير» لعنتيْن: لعنة الخروج من المؤسّسات وعليها، ولعنة التقاء المتحكّمين بالمؤسّسات على تدميرها من الداخل. الأولى تضعه على حفافي الحرب، والثانية تضعه في مصاف الدول الفاشلة.

ولعلّ الأخطر من كلّ ما سبق، هو ارتفاع منسوب الكلام عن السيناريو الذي قد يواجهه لبنان، في حال استعصاء تشكيل حكومة جديدة، واعتذار ‏الحريري، وهذا السيناريو، وفق ما يتردّد، يتمثل بالانزلاق نحو إدارة دوليّة للانهيار، على قاعدة إنسانيّة في المقام الأوّل.

وعادت المناورات إلى الواجهة مجدّداً، وهي تتنوّع بين طروحات عدّة، بدءاً من اللجوء إلى الاستقالات النيابيّة، والذهاب للانتخابات المبكرة، مروراً بتعديل الدستور، لمصلحة إحكام رئيس الجمهورية قبضته على أيّ رئيس مكلّف، ووصولاً إلى طرْح طاولة الحوار والخيارات الثلاثة، وفق القراءات السياسيّة، هي لزوم شراء عامل الوقت.

البيان – وفاء عواد

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.