تشكيل الحكومة يدخل مرحلة عض الأصابع ومبادرة بري مستمرة للرمق الأخير

تشكيل الحكومة يدخل مرحلة عض الأصابع ومبادرة بري مستمرة للرمق الأخير

دخلت لعبة تشكيل الحكومة اللبنانية طورا جديدا، عنوانه يعتذر الرئيس المكلف عن التأليف أو لا يعتذر، فيما العصف الاجتماعي يشتد، نتيجة ارتفاع سعر الدولار الأميركي من 6 آلاف ليرة في فترة التكليف قبل 8 أشهر الى 15 ألفا، وما يزيد.

وبات واضحا ان المساكنة، بين رئيس الجمهورية ميشال عون، وصهره جبران باسيل، وبين الرئيس المكلف سعد الحريري باتت مستحيلة، وما يجري الآن أشبه بلعبة عض الأصابع ومن يصرخ «آخ» أولا. والرئيس عون يدير دفة الحكم بيدي النائب باسيل، وعبر حكومة تصريف أعمال، صرف غيابها مقومات الدولة وأعمار اللبنانيين، وسط غياب المعارضة الجادة، الخائفة على تقلص أسهمها الشعبية تحت تأثير المزايدات الطائفية المستعارة «غب الطلب».

السجال الإعلامي بين رئيس التيار الحر جبران باسيل، وبين المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب نبيه بري، النائب علي حسن خليل، المعاقبان من قبل الولايات المتحدة، عكس التوتر القائم بين رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس النواب أيضا، ونقلت مصادر متابعة عن الرئيس بري انزعاجه من طريقة التعامل مع مبادرته.

وتعليقا على محاولات دفع الرئيس المكلف سعد الحريري للاعتذار، تساءل بري عبر جريدة «الجمهورية» عن البديل، في حال اعتذار الحريري؟ هل لديهم بديل مقنع وحقيقي قادر على مواجهة تداعيات الأزمة الاقتصادية والاجتماعية ومخاطر الانهيار والمعاناة، التي تواجه اللبنانيين على كل الصعد؟ هل لديهم بديل موضوعي وجدي يستطيع حماية جوهر اتفاق الطائف وتوازناته؟

وأضاف: شو ها المزح، ليس هكذا تمشي الأمور، وليس بهذه الخفة يتم التعاطي مع ملف تشكيل الحكومة، في لحظة مصيرية لا تتحمل المناورات والتجارب».

وقال: إن «مسألة تغيير الرئيس المكلف هي أكثر تعقيدا مما يفترض البعض. عليهم أن يقنعوني بالبديل، ويقنعوا أيضا الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والمجلس الشرعي الإسلامي الأعلى والمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ورئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط ورئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية ونائب رئيس المجلس إيلي الفرزلي، وعليهم إقناع الفقراء والمعترين الذين يقفون في الطوابير أمام محطات الوقود والصيدليات»، خالصا الى القول: «ان مبادرته مستمرة حتى الرمق الأخير، علما انها ليست قرآنا ولا إنجيلا، لكنها الفرصة الأخيرة، وأنا متمسك بها حتى النهاية».

المصادر المتابعة، ذكرت ان بري طلب من الحريري التريث بالاعتذار، وأصر على ربط الاعتذار بالتوافق مع الحريري على البديل، الحاصل على غطاء الطائفة السنية، لئلا تتكرر تجربة حسان دياب رئيس حكومة تصريف الأعمال، وهو لا يريد تسليم زمام البلد للرئيس ميشال عون وصهره جبران باسيل، ولا إعطاءهما فرصة الظهور بمظهر المنتصر. ولا يريد ان يكون البديل واحدا من الأسماء التي اقترحها عون وباسيل، معتبرا ان الحل لا يمكن ان يكون بتسمية رئيس حكومة من جو 8 آذار، لا يحظى بالتوافق وبالغطاء السني الكامل، لأن هذا الأمر، لن يساعد في إخراج البلد من الأزمة، وربما هنا المقصود النائب فيصل كرامي نائب طرابلس، العميق الصلة بدمشق، ويبدو ان بري ارتاح كثيرا لموقف المجلس الشرعي الأعلى الرافض للاعتذار.

نائب رئيس تيار المستقبل د.مصطفى علوش اعتبر من جهته، ان مبادرة بري مستمرة، والقناعة على حالها لدى الرئيس الحريري، بتشكيل حكومة دون ثلث معطل، والمشكلة الأكبر بالنسبة للرئيس عون، هي السيطرة على الحكومة، تشبثا برئاسة الجمهورية من جانب النائب باسيل!

ومن جهته، قال البطريرك الماروني بشارة الراعي في افتتاح السينودس السنوي في بكركي: ان الإهمال الكامل من المسؤولين في الدولة أدى ويؤدي إلى تعطيل السلطة الإجرائية المتمثلة بالحكومة بهذا الواقع الذي نعيشه أفقر نصف الشعب اللبناني وقضى على الطبقة الوسطى وأتاح لقلة أن تصبح أكثر ثراء وهجر خيرة قوانا الحية.

الانباء – عمر حبنجر

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.