ماذا فعل الأميركيون عند فيصل كرامي؟
كتبت كلير شكر في “نداء الوطن”: يصرّ النائب فيصل كرامي على أنّ فحوى جولته على القوى السياسية والمرجعيات الدينية لا تدخل أبداً ضمن تسويق ترشيحه لرئاسة الحكومة، ولكنه ضمن حراك لا بدّ منه لبلورة أي صيغة قد تخرج البلاد من عنق الانهيار الحاصل، وفي ضوء الانسداد الحاصل بين رئيس الجمهورية وفريقه السياسي ورئيس الحكومة المكلف من جهة مقابلة، خصوصاً وأنّ هذا الخلاف قد يحول دون تمكّن الحكومة، في ما لو شكّلت، من القيام بدورها الانقاذي على أكمل وجه. اذ لا يمكن لأي رئيس حكومة أن ينجح في مهمته اذا لم يكن على تفاهم تام مع رئيس الجمهورية، بدليل ما شهدته التجارب الماضية من اخفاقات حين كان الخلاف سيد العلاقة بين الرئاستين الأولى والثالثة. لكن هذا التحرك لا يلغي الواقع بأنّ كرامي ليس طارئاً على الحياة السياسية أو مسقطاً بالبراشوت، فيما أفكاره وثوابته معروفة للجميع، إن لناحية عروبية خطابه أو ايمانه بالعيش المشترك، فيما نظرة الكرامية السياسية لفرادة التركيبة اللبنانية مثبتة بالتجربة، كما سلوكها في إدارة شؤون الدولة.
من هنا، تحمل زيارة وفد السفارة الأميركية إلى كرامي في هذا التوقيت بالذات، دلالات معبّرة، خصوصاً في ضوء ما يتسرب من كلام عن دبلوماسيين غربيين تهتم بلدانهم بالشأن اللبناني، حيث ينقل عن هؤلاء اعتقاد بلدانهم بأنّ البحث عن حلول تقي لبنان شرّ الوقوع في مستنقع الفوضى، قد يقضي تجاوز هوية رئيس الحكومة للبحث في أفكاره ورؤيته السياسية والإقتصادية الإنقاذية. ولذا من غير المستغرب ألّا يدخل الأميركيون، خلال لقائهم مع كرامي في الكثير من التفاصيل، والاكتفاء بالاستماع إلى وجهة نظره من كافة التطورات والأحداث، كما إلى نظرته للأمور… ففي بعض الأحيان، يكون عنوان الخبر هو الحدث بحدّ ذاته.
Comments are closed.