أين أصبحت التحقيقات في وفاة فتيات الكورة؟

كتبت ريبكا سمعان في جريدة الأخبار: لمتُختتم التحقيقات في ملفّ وفاة الشقيقات الثلاث من بلدة بزيزا، في الكورة، بالرغم من مرور عدة أيام على العثور على جثثهن على شاطئ طرطوس السورية. هل توفين انتحاراً؟ وفي حال انتحارهن، أي دافع قاد الثلاث إلى ذلك المصير؟
«الأخبار» استكملت جمع المعطيات الميدانية، في ظل تكتّم شديد من جانب عائلة كارول وعايدة وميرنا الحاج حسين.


لا يزال والد الفتيات يرفض الحديث لوسائل الإعلام، للتعليق على التّهم التي كيلت له بمسؤوليته عن مصير بناته. «المعاملة بالشدة والقسوة والعنف، وصولاً إلى التحرش الجنسي»، شائعات حامت حول الأب من دون ردّ منه. «الأخبار» اتصلت بأحد أقارب الفتيات، لكنه رفض أيضاً إعطاء أية معلومات، مكتفياً بالقول، إن «حالة الحزن التي تعيشها العائلة لا تسمح بالحديث عن الموضوع». بسبب هذا التكتم، لم تُحسم ملابسات اختفاء الفتيات عند حوالى الساعة الثالثة والنصف من بعد ظهر اليوم التاسع والعشرين من آذار. إحدى الروايات قالت إنهن «كنّ متواجدات مع والدتهن في السوق وأضاعتهن الوالدة». فيما تناقل بعض أهالي البلدة رواية أخرى تفيد بأنهن «غادرن منزلهن الأبوي بملء إرادتهن. وعندما وصلن إلى شكا، اتصلن بالأهل ليُعلمنْهم بوجودهن لدى أقارب للعائلة». لكن الرواية الأكثر تداولاً، هي أن الفتيات أبلغن في ذلك الاتصال، بأنهن ذاهبات للانتحار، قبل أن يُقفلن الهاتف الخلوي.

بالإضاءة على ظروف معيشة الشقيقات الثلاث، يظهر غموض لافت في أوضاع العائلة، التي حلّت في البلدة مع عدد من الأقارب منذ حوالى 15 عاماً، قادمين من الهرمل. كارول (عشرينية)، كانت تعمل في إحدى الشركات. أما عايدة وميرنا (قاصرتان)، فتبلغان أقل من 18عاماً، ولم تكونا في المدرسة.


«الأخبار» جمعت روايات أهالي البلدة، حول ما يعرفونه عن العائلة المؤلفة من خمس بنات وثلاثة شبان. البعض حكى عن أن «قسوة المعاملة المنزلية والتعنيف من قبل والدهن وغيرهما من الأمور، هي التي دفعت بالفتيات إلى الانتحار». في مقابل تلك الرواية، انبرت إحدى أخواتهن إلى النفي عبر وسائل التواصل الاجتماعي. فيما استحضر البعض ثأراً قديماً يربط آل الحاج حسين بعشيرة أخرى، دفع بالعائلة إلى الهرب إلى بزيزا، معتبرين أن ما جرى «ليس انتحاراً، بل هو أخذٌ بالثأر».

في مقابل الروايات التي نُشرت عن العائلة، أكد رئيس بلدية بزيزا، بيار عبيد لـ«الأخبار»، أن «سلوك العائلة جيد»، مستبعداً أن يكون الهروب أو الثأر سبباً لانتقال العائلة من الهرمل إلى بزيزا. لا يملك عبيد علماً بنتيجة تقرير الطبيب الشرعي في طرابلس، الذي أجرى التشريح للجثث بعد وصولها إلى لبنان. ويضيف: «القضاء هو المسؤول عن القضية ولا معلومات حتى الآن عن طريقة الوفاة والتحقيقات مستمرّة»، علماً بأن تقرير الأطباء الشرعيين بعد تشريح الجثث في سوريا، أفاد بأنهن توفين غرقاً قبل ثلاثة أيام من العثور عليهن في الثالث من نيسان الجاري. بنظر عبيد «من الطبيعي وجود مشاكل في كل عائلة. غير أن سبب الانتحار الذي بات شبه مؤكد يطرح علامات استفهام».

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.