حكومة الـ 24 بمرمى التعطيليين.. و«المستقبل»: باسيل اخترع بعبع «النصف +1»

تظاهرة شعبية بدعوة من الحزب الشيوعي من أمام المصرف المركزي في الحمرا وصولا إلى السرايا الحكومي (محمود الطويل)

بعد حركة السفراء على خط «التسوية» الحكومية الجديدة المطروحة، وتوافق معظم القوى السياسية على رفع عديد الحكومة من 18 إلى 24 وان كان من حيث المبدأ، بمن فيهم رئاسة الجمهورية وبيت الوسط والمختارة، يبقى موقف القوات اللبنانية، كما لموقف رئيس المجلس النيابي نبيه بري، البالغ التأثر والتأثير.

ومعروف ان الرئيس بري بصدد التحرك هذا الأسبوع لإعادة تنشيط ملف تشكيل الحكومة، بعد أشهر عديدة من الخمول، وستكون الانطلاقة من العدد 24، الذي اقترحه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط للحكومة الجديدة، ولم يتردد الرئيس ميشال عون في قبوله من حيث المبدأ، كما وافق عليه الرئيس المكلف سعد الحريري، طالما انه مبني على ألا ثلث معطل لأي طرف.

لكن رغم المعاناة مع التعطيل السياسي وارتداداته المدمرة اقتصاديا ومعيشيا، ناهيك بالوضع المالي والمصرفي المنهار، مازال هناك من لا يتردد في تعطيل البلد من أجل ثلث معطل، انهم يعطلون البلد تحت شعار منع التعطيل.

وهذا ما بدا جليا ومكشوفا في تحفظ التيار الوطني الحر على «التسوية» المطروحة والمدعومة دوليا من خلال سفراء الدول العربية، أو الكبرى الدائمة العضوية في مجلس الأمن التي سيؤول إليها ملف تدويل لبنان في حال استمرار الغزل السياسي على هذا المنوال الضار، وذريعة التيار، الذي تجاوز هنا موقف الرئيس عون من هذا الطرح، ان حكومة من 24 وزيرا تعطي رئيسها النصف زائد واحد، مع احتساب بعض الوزراء الشيعة والدروز والمردة إلى جانبه.

واتهم المجلس السياسي للتيار الحر الحريري باعتماد منحى إقصائي في تعامله مع رئيس الجمهورية والكتل النيابية المعنية، والمقصود كتلة لبنان القوي، التي يرأسها رئيس التيار الحر النائب جبران باسيل، بداعي رغبة الحريري بتسمية الوزراء المسيحيين، ليكون له نصف أعضاء الحكومة زائد واحد.

«المستقبل» رد بعنف على ما سماه تخبط جبران باسيل ومجلسه السياسي، مجددا التأكيد بأن الرئيس المكلف لن يتنازل عن القواعد، وان باسيل يصر على «تطييف» الأزمة الحكومية ويخترع «بعبعا» جديدا اسمه «النصف زائد واحد» لرئيس الحكومة.

هذا التصعيد من جانب باسيل مرده في الأساس إلى التزامه بموقف حزب الله بخلفيته الإقليمية، فالكلام الذي صدر عن المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإيراني حسين أمير اللهيان، في أعقاب دعوة السفراء إلى بعبدا واتهامه لبعض الدول بأنها «لا تريد حكومة قوية في لبنان»، هذا الكلام يعني ان طهران تضع ورقة الحكومة اللبنانية في ملف مفاوضاتها المأمولة مع واشنطن، وكل معاذير العرقلة والتأخير الداخليتين مجرد قنابل صوتية، بدليل ان أي صيغة سيكون لها ما يعرقلها من جانب فريق الحكم الذي يضم التيار الحر وحزب الله.

ومن هنا جاء قول البطريرك بشارة الراعي، في قداس الشعانين من بكركي أمس، ان معظم المسؤولين تخاذلوا في مسؤوليتهم بإدارة شؤون البلاد، والبعض غلَّب مصلحة دول أجنبية على مصلحة لبنان، ويا ليتهم يسمعون صوت الشعب الذي هو مصدر سلطتهم وشرعيتهم.

وأضاف: ندين كل مسؤول سياسي أوصل دولة لبنان وشعب لبنان إلى هذه الحالة المأساوية، لم يكن هذا الصرح البطريركي مؤيدا في يوم من الأيام لأي مسؤول ينأى بنفسه عن إنقاذ لبنان وشعبه، أو لسلطة تعرقل تأليف الحكومات، لجماعات سياسية تعطي الأولوية لطموحاتها الشخصية على حساب سيادة لبنان واستقلاله.

بدوره متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران إلياس عودة اعتبر في عظة قداس الأحد أمس انه من المعيب ان يتوقف تشكيل الحكومة بسبب «أداء قبلي» وكل من المسؤولين يريد حصة قبيلته ومصلحتها قبل مصلحة البلد.

أما النائب زياد حواط عن تكتل «الجمهورية القوية» فقال لإذاعة «صوت كل لبنان»: ذاهبون إلى انفجار أمني كبير إلى جانب الانفجار الاقتصادي والاجتماعي.

ميدانيا، نظمت مسيرة شعبية راجلة من أمام مقر مصرف لبنان المركزي في شارع الحمراء صباح أمس، باتجاه الوسط التجاري، احتجاجا على تفلت سعر الدولار الأميركي على حساب الليرة اللبنانية، والذي تراوح أمس بين 12550 ليرة للشراء و12650 للمبيع.

«كورونيا»، سجلت أمس 45 وفاة في مختلف المناطق اللبنانية، إضافة إلى 2957 إصابة.

الانباء ـ عمر حبنجر

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.