“تمايز” بين “أمل” و”حزب الله” حول مواصفات الحكومة

عكس موقف “حركة أمل”، التي يترأسها رئيس مجلس النواب نبيه بري، حول التمسك بحكومة الاختصاصيين غير الحزبيين أمس (الاثنين)، تمايزاً عن موقف حليفها “حزب الله” الذي قدم اقتراحاً جديداً في الأسبوع الماضي بتشكيل حكومة سياسية، في أول موقف متمايز منذ انطلاق مباحثات تشكيل الحكومة، رغم أن الحركة لا تعد ذلك تمايزاً ولا اختلافاً، بل تأكيد على المُتّفق عليه منذ تكليف سعد الحريري تشكيلها.

وتدعم “أمل” موقف الحريري المتمسك بحكومة اختصاصيين غير حزبيين، لا تضم أثلاثاً معطلة. وجدّدت تأكيدها أمس على هذا الطرح، بعد أيام قليلة على طرح أمين عام “حزب الله” حسن نصر الله على الرئيس المكلف تشكيل حكومة تكنوسياسية تحظى بتغطية سائر القوى السياسية لقراراتها، وقدمها في إطار “اقتراح”، من غير أن يرفض التزامه الأول الداعم لحكومة الاختصاصيين.

وجدد المكتب السياسي لـ”حركة أمل” بعد اجتماع عقده أمس، مطالبته بـ”الإسراع بتشكيل حكومة اختصاصيين غير حزبيين وفق ما تم التوافق عليه في المبادرة الفرنسية بعيداً عن منطق الأعداد والحصص المعطلة وتحوز ثقة المجلس النيابي وكتله، وتكون قادرة وبسرعة على إطلاق ورشة الإصلاح الاقتصادي والمالي والنقدي، ولديها القدرة على إعادة ثقة اللبنانيين بوطنهم، وتعزيز علاقات لبنان الخارجية ومع المؤسسات الدولية، وإدارة حوار بناء ومسؤول لإعداد حفظ الخروج من الأزمة”.

وإثر تفسير كثيرين أن موقف الحركة متمايز عن موقف حليفه “حزب الله”، رفض عضو كتلة «التنمية والتحرير» (حركة أمل) النائب أيوب حميّد أن يكون هناك أي تمايز في الموقف، مؤكداً لـ”الشرق الأوسط” أن “موقفنا لم يتغير”. وأوضح أن الحركة “تؤيد مضمون المبادرة الفرنسية، ولا زلنا على موقفنا”، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن أمين عام الحزب “قال بوضوح إنه يؤيد هذا الطرح، لكنه قدم وجهة نظر أخرى لإنجاح الحكومة تكون تكنوسياسية من غير أن يرفض التزامه الأول”، وبالتالي “فإن موقفنا ليس تمايزاً” طالما أن الحزب لم يغير موقفه الأول.

وقال حميد: “قناعاتنا نعبّر عنها كل يوم حيث نشدد على ضرورة تشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن كي تثق الناس فينا كدولة، أما التفاصيل المتعلقة بها فهي مرتبطة بالتفاهمات بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري”، مشدداً على أنه “بالنسبة إلينا، نريد حكومة اليوم قبل الغد”.

وإذ أكدت مصادر مطلعة على موقف الطرفين أن الحزب والحركة “متوافقان على نص المبادرة الفرنسية بمعزل عن الطرح غير الملزم لنصر الله أخيراً”، رافضة التمايز بينهما على ضرورة تشكيل حكومة سريعاً، لفتت إلى أن التفاوت بين موقفيهما حول تسمية الحريري «لا يفسد بالود قضية». وقالت المصادر لـ”الشرق الأوسط” إن التمايز حول السياسة الداخلية “يؤكد أن وجهتي نظرهما غير متطابقتين بالكامل داخلياً، رغم تطابقهما بالمواقف الاستراتيجية التي لم يفترقا فيها بتاتاً”.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.