التظاهرات أغلقت بيروت.. وطالبت باستقالة عون وسحب تكليف الحريري

محتجون خلال قطع الطرقات أمام حركة السيارات لليوم الخامس على التوالي احتجاجا على الأوضاع الاقتصادية المتردية والارتفاع المستمر في سعر صرف الدولار (محمود الطويل)

بكّر المنتفضون أمس بإقفال الطرق الدولية، بين بيروت ومحافظات الشمال والجنوب والجبل والبقاع بإطارات المطاط المشتعلة او الاتربة والردم، مع مقاربة الدولار الأميركي الى حدود 11 ألف ليرة، واختفاء المواد الغذائية الاساسية المدعومة من الاسواق، واضطرار اللبناني الى مطاردة علبة الحليب ووعاء الزيت، فيما المنظومة الحاكمة تبرر قعودها السياسي والمالي، بحقوق الطائفة والمعايير الموحدة، والى ذلك من مبررات واهية.

وفي هذا السياق، انطلقت من ساحة الشهداء الثانية تظاهرة بعد ظهر أمس، باتجاه وزارة الاقتصاد، ومصرف لبنان المركزي وجابت مختلف المواقع الرسمية في العاصمة، مطالبة بتشكيل حكومة ومن ثم بانتخابات مبكرة، تخرج المنظومة المتحكمة من الهيكل، وطالبت باستقالة الرئيس ميشال عون وبسحب تكليف الحريري وتشكيل حكومة مصغرة من «خارج هيكل الفساد».

من جهته، التيار الوطني الحر قرر اللحاق بركب المحتجين، فنظم حركة احتجاجية امام لاسيتيه ـ جونية تحت اسم «الحرس القديم»، مطالبا بالتدقيق الجنائي.

حكوميا، همدت حركة الاتصالات، إلا حركة اللواء عباس ابراهيم المكلف بإقناع الأطراف بحكومة «عشرينية»، ترضي الرئيس ميشال عون، الذي سيسمي 6 من وزرائها، أي اقل من الثلث المعطل، وفي هذا ترضية للرئيس المكلف سعد الحريري في آن واحد.

أما الوزيران الاضافيان فهما درزوي وكاثوليكي وكلاهما، سيؤول حكما، الى حصة الرئيس عون الوزارية، ما يعني في نظر المستقبليين، العودة الى الثلث المعطل، زائدا اثنين بدلا من واحد، فالوزيران الاضافيان سيكونان من خيار الرئيس عون شخصيا، او على الاقل من خيار فريق الممانعة، وقد استبق وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الاعمال رمزي مشرفية المحسوب على النائب طلال ارسلان وعلى تكتل «لبنان القوي»، الأمور، بتوجهه أمس الى دمشق، في زيارة يقول بيان صادر عن مكتبه الاعلامي، تستمر ليومين ويلتقي خلالها وزير الخارجية السوري فيصل المقداد ومسؤولين آخرين لبحث ملف إعادة النازحين السوريين.

هذه الزيارة كانت لافتة بتوقيتها ومضمونها، فمن حيث المبدأ لم يصدر اعلان عن حكومة تصريف الاعمال، بشأن هذه الزيارة المتجاوزة لتصريف الأعمال، ولا بيان من رئيس الحكومة حسان دياب الذي استقبل امس، سفيرة الولايات المتحدة الاميركية دورثي شيا في منزله.

وقد حذر دياب​ في كلمة له أمس، من أن ​لبنان​ بلغ حافة الانفجار بعد الانهيار والخوف من عدم امكانية الحماية من الاخطار، وأن الازمة الاجتماعية الخطيرة مرشحة للتفاقم بحال لم تتشكل حكومة جديدة مدعومة سياسيا.

وقال «لا حل الا بتشكيل حكومة جديدة، ولا حل للأزمة الاجتماعية من دون حل الأزمة المالية، ولا حل للأزمة المالية من دون استئناف المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، ولا مفاوضات مع صندوق النقد من دون إصلاحات ولا إصلاحات من دون حكومة جديدة».

وأضاف أن أي نقاش آخر خارج هذا السياق هو عبث سياسي، ومحاولة لتقاذف المسؤوليات، وهو ما قد يطرح أمامي خيار الاعتكاف وتعطيل الهامش الذي نتحرك فيه لتسيير أمور البلد، حتى أشارك في الضغط لتشكيل الحكومة.

إذا كان الاعتكاف يساعد على تشكيل الحكومة، فأنا جاهز للجوء إليه، على الرغم من أنه يخالف قناعاتي، لأنه يؤدي إلى تعطيل كل الدولة ويضر بمصلحة اللبنانيين.

بدوره، ينتظر الرئيس المكلف سعد الحريري المتواجد في دولة الإمارات، تحديد موعدا له لزيارة موسكو، طلبا للمساعدة في حل عقدة تأليف الحكومة، التي تبدو مربوطة الى الوتد الايراني في وقت ينصرف فيه فقهاء العلم الدستوري في بعبدا الى البحث عن مخرج دستوري لسحب التكليف منه، في وقت تقول مصادر بعبدا، ان الحريري اما غير قادر واما غير راغب بتشكيل الحكومة، وانه سيجد كل يوم عذرا للتهرب، وهو ذهب بعيدا عندما اشترط حصوله على ثقة نواب «لبنان القوي» ليعطي رئيس الجمهورية 5 وزراء.

ويقول احد نواب التيار الحر لموقع لبنان 24 ان القرار اتخذ بعدم عودة الحريري الى السراي الحكومي، وان البحث جار الآن عن نائب بيروتي بديل، مع الاشارة الى احدهم من دون ذكر اسم اي منهم، علما أنه في بيروت، نائبان سنيان فقط، يغردان خارج فضاء تيار المستقبل والحريري، وهما نهاد المشنوق وفؤاد مخزومي.

النائب التياري قال ان رئيس التيار الحر جبران باسيل اقنع الرئيس عون بهذا التوجه، وانه لا اعلان واضحا قبل مغادرة الحريري للمسرح، لكن الأمر تستبعده اوساط الحريري المتمسك بموقفه وبالتكليف النيابي الممنوح له.

وقد صدر بيان عن مكتب الاعلام الرئاسي ينفي اي كلام يصدر عن مصادر او زوار او اوساط بعبدا باستثناء كلام الرئيس شخصيا او مكتبه الاعلامي.

الانباء ـ عمر حبنجر

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.