زيارة بعبدا لم تكسر الجمود.. الحريري يصرّ على «موقفه».. والرئاسة اللبنانية: الرئيس المكلف لم يأت بأي جديد

الرئيس العماد ميشال عون مستقبلا الرئيس المكلف سعد الحريري في بعبدا (محمود الطويل)

الرئيس المكلف سعد الحريري، من باريس الى بعبدا، مصحوبا، بوجهة نظر فرنسية أقرب الى رؤيته حيال حجم الحكومة ومواصفات وزرائها، ومعفاة من ضريبة الثلث المعطل الذي فيه الخصام، لكن اللقاء الذي دام نحو نصف ساعة، لم يخرج بنتيجة، وكان الحريري صريحا ومباشرا عندما أكد لوسائل الاعلام بعد خروجه من مكتب عون على وجوب تشكيل حكومة اختصاصيين، قائلا «تشاورت مع رئيس الجمهورية وسأكمل التشاور ولا تقدم في تشكيل الحكومة ولكن شرحت له الفرصة الذهبية التي نحن فيها وكل فريق يتحمل مسؤولية مواقفه منذ اليوم».

وأضاف «خلال زيارتي الى فرنسا لمست حماسا لتشكيل الحكومة اللبنانية والمشكلة تكمن في تأليف حكومة مكونة من اختصاصيين ولذلك لا يمكن القيام بأي مهمة إصلاحية».

وشددت على ان «موقفي لن يتغير، بتأليف حكومة من 18 وزيرا ولا ثلث معطل وجميعهم اختصاصيين».

وسرعان ما رد المكتب الاعلامي لرئاسة الجمهورية بالقول إن «الرئيس ميشال عون استقبل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بطلب منه، وتشاور معه في موضوع تشكيل الحكومة العتيدة بعد الجولات التي قام بها الحريري الى الخارج، حيث تبين ان الرئيس المكلف لم يأت بأي جديد على الصعيد الحكومي».

علما ان ثمة تصريحا صدر عن بعبدا يؤكد ان ابواب بعبدا مفتوحة للرئيس المكلف متى يشاء ومن دون حاجة الى دعوة رسمية، فاعتبرها الحريري بمنزلة دعوة غير مباشرة، وبعد وصوله ليلا الى بيروت، كانت زيارة بعبدا بداية تحركه صباحا، والذي اعتبره البعض من قبيل رفع العتب.

بينما هو في الواقع، تلبية لمسعى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، معطوفا على رغبة الحريري برؤية الرئيس عون، لمراجعة أخيرة قبل خطاب يوم الأحد بذكرى اغتيال والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري، والذي يرتقب ان يكون حاسما.

وأشارت معلومات إلى أن الرئيس ميشال عون أعاد التشكيلة الحكومية المؤلفة من ١٨ وزيرا الى الحريري التي سبق وأودعها رئيس الجمهورية وأبلغه انها لا تصلح.

ما حصل في لقاء بعبدا، توقعه وليد جنبلاط، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي الأول من امس، عندما غرد مستبعدا التفاؤل بنتائج رحلات الحريري خصوصا لقاءاته في باريس، وهو الذي تواصل معه من هناك، وبتغريدة له تساءل: هل عشاء باريس فتح الطريق الى المريخ للتخلص من جليد الثلث المعطل؟ وسارع النائب العوني جورج عطاالله الى الرد تويتريا، بالقول: وليد بك، العشاء لم يفتح الطريق الى المريخ، انما افهم من يحاول العودة الى تشكيل حكومة ما قبل 2005 ان هذا غير ممكن، وان الحاضر في قصر بعبدا هو العماد ميشال عون ان كنتم غافلين! وسرعان ما رد عضو اللقاء الديموقراطي النائب بلال عبدالله عبر حسابه على تويتر، على النائب جورج عطاالله قائلا: زميلي جورج، بين العهد القوي والمريخ، هناك انسجام كامل، وضيق صدركم من أية ملاحظة من وليد جنبلاط، دائما تأخذكم الى إعلان بطولات دونكيشوتية.

كفاكم اختباء وراء الرئيس، تجرؤا وأعلنوا مطالبكم وحصتكم وثلثكم المخرب…! النائب السابق مصطفى علوش، رأى ان كل ما يريده عون هو حكومة تضم وزراء ينتمون الى النائب جبران باسيل بالكامل. اما النائب نهاد المشنوق فقد اعرب عن ندمه لانتخاب الرئيس عون، واصفا ذلك «للسكاي نيوز» بالخطيئة، وليس الخطأ.

غير ان الجديد اللافت للنظر أمس، مطالبة المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان بحكومة اقطاب وطنية وسياسية بامتياز متخطيا بذلك الثلث المعطل وحكومة المهمة واهل الاختصاص ما يعكس عدم رضا الثنائي الشيعي عن الاسماء المطروحة في لائحة الحريري، وتحديدا الاقتراح الفرنسي بأن تسمي باريس وزيرين مسيحيين محايدين عن المحاور السياسية.

وقال قبلان: المطلوب طبخة وطنية لا طبخات أجنبية. المطلوب لبننة لبنان وليس فرنسته أو أمركته. الحل يجب أن يكون هنا، وليس في الخارج.

وما يجري الآن بخصوص الحكومة نزاع مكاسب على فوهة بركان نشط، وعلى طريقة الرسائل النارية.

المطلوب حكومة أقطاب وطنية وسياسة بامتياز، لأن التمثيل التقني موجود بكوكب آخر، وليس في لبنان، والمأزق الكارثي لا يقوم به إلا حكومة أقطاب، وليس حكومة مستشارين ووكلاء.

في هذا الوقت، عداد كورونا لم يتوقف، وكأنه لا يعترف بإغلاق عام، او جزئي، وعلى هذا فقد سجل امس 63 حالة وفاة و3136 اصابة، وقد رد مدير مستشفى الحريري الحكومي د. فراس الأبيض، ذلك الى عدم الامتثال الكامل في كل المناطق، والى وجود المتحور البريطاني الأكثر عدوى والأسرع انتشارا.

ويقول د.بيار اده مسؤول العناية المركزة في مستشفى سيدة المعونات ان ارتداء اكثر من كمامة يرفع حواجز افضل بوجه الڤيروس، داعيا الى استعمال اللقاحات السريعة.

الهيئة الصحية الاسلامية التابعة لحزب الله تحدثت عن دراسة تظهر ان الاصابات الفعلية بكورونا تقدر بسبعة اضعاف المعلن رسميا في لبنان.

وأيد رئيس لجنة الصحة النيابية د.عاصم عراجي، هذه التقديرات، المعتمدة ايضا في الولايات المتحدة، ورد ذلك الى أن 80% من المصابين لا يشعرون بعوارض الوباء.

على صعيد قضية اغتيال الناشط السياسي لقمان سليم، دعت كتلة الوفاء للمقاومة مجددا الأجهزة القضائية والامنية المختصة الى كشف مرتكبي الجريمة، واعتبرت في بيان تلاه النائب حسن عز الدين، ان الحملات الاعلامية الموجهة والاتهام السياسي لحزب الله، قائمة على البهتان والافتراء، وتستوجب الملاحقة امام القضاء، لأنها تستهدف التحريض والفوضى وتقديم خدمات مجانية للعدو الصهيوني.

وكان قارئ السيرة الحسينية الشيخ علي خليل تراجع عن قراءته في مأتم سليم، بعد تعرضه لهجوم من «الجيش الالكتروني» الذي عاب الصلاة على لقمان.. وكانت مصادر الحزب وكتلته النيابية دأبت على دحض الاتهام الموجه اليها، ودعت القضاء الى ممارسة دوره، ما يوحي ان هناك جهات اخرى متورطة بالجريمة.

الأنباء – عمر حبنجر

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.