عون: الوضع يفرض على الجميع التضامن.. الحكومة في مرحلة التآلف الأصعب.. والبيان الوزاري «سريعاً»

الرئيس اللبناني العماد ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري يتوسطون الوزراء في صورة تذكارية امس (محمود الطويل)

… والآن، الحكومة من التأليف الصعب، إلى التآلف الأصعب، بين مكونات سياسية متضاربة المصالح والأهداف، تحت مظلة حكومة وفاقية متعددة الألوان والتطلعات.


وأولى إشارات الصعوبة، قول رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط «إن المعركة بدأت لتصحيح الخلل ورفض الهيمنة والتصدي لنهب البلد».

جنبلاط عاد وبارك للحريري بتشكيل الحكومة، واعدا بالمساعدة ضمن الثوابت، مع الاعتراض على أي خلل.

لكن وزير الصناعة الاشتراكي في الحكومة الجديدة وائل أبوفاعور، عاد وصعّد الموقف الجنبلاطي، بقوله عبر تويتر: زرعوا في هذه الحكومة الخناجر، وسنكسرها نصلا بعد نصل، لأن قدرنا الانتصار، مشيرا بذلك، ضمنا، إلى الوزير الدرزي الثالث صالح الغريب، المحسوب على النائب طلال أرسلان.

هذا، وقد عقدت الحكومة اللبنانية الجديدة أولى جلساتها أمس برئاسة الرئيس ميشال عون وحضور رئيس الحكومة سعد الحريريوالوزراء، حيث شكلت لجنة وزارية لصياغة البيان الوزاري، ضمن مهلة شهر واحد.

وسبق الجلسة التقاط الصورة الرسمية للحكومة بحضور الرئيس ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري.

وتلا وزير الإعلام الجديد جمال الجراح، البيان الحكومي الأول، وأكد فيه رئيس الجمهورية ميشال عون، أن اللبنانيين ينتظرون الكثير من الحكومة الجديدة، مشددا على ان البلاد تشهد اليوم حكومة وحدة وطنية يجب أن تبقى متضامنة، لتحقيق مشاريع عدة لها الأولوية والأهمية مثل الكهرباء والموازنة العامة للدولة، داعيا إلى مباشرة العمل سريعا من خلال إقرار البيان الوزاري لأن الوقت يفرض العمل بسرعة لتعويض ما فات.

وأضاف الرئيس اللبناني: «المرحلة المقبلة ستكون أفضل بكثير من المرحلة السابقة، لاسيما في ما يخص الوضع المالي»، داعيا إلى وجوب التنبه في الحديث عن هذه الأوضاع المالية وتركها إلى «أهل الاختصاص».

من جانبه، قال رئيس الوزراء سعد الحريري إن «الوقت الآن هو وقت العمل فقط.. وأمامنا تحديات كثيرة علينا مواجهتها»، مشددا على أن التضامن الحكومي هو أساس عمل الحكومة الجديدة، مشيرا إلى أن الخلافات السياسية تكلف الدولة، وأن التضامن هو الطريقة الوحيدة لمواجهة التحديات التي يشهدها لبنان.

ولفت الحريري إلى أنه ستكون هناك قرارات صعبة في كل المجالات يجب أن يتخذها مجلس الوزراء، لاسيما تطوير القوانين والحد من الإهدار ومكافحة الفساد.

وتابع قائلا: «أمامنا تحديات إقليمية صعبة ويجب أن نواجهها متحدين»، داعيا إلى ترك الخلافات بين القوى السياسية وبعضها بعضا، خارج مجلس الوزراء، مشددا على أن لبنان أمام ملفات مهمة مثل أزمة الكهرباء وإقرار الموازنة الجديدة، ومشاريع المياه والطرق والصناعة والزراعة والعمل والقوى الأمنية.

وعلى الأثر، شكل مجلس الوزراء لجنة صياغة البيان الوزاري برئاسة الرئيس سعد الحريري وعضوية الوزراء: أكرم شهيب (اشتراكي)، علي حسن خليل (أمل)، محمد فنيش (حزب الله)، سليم جريصاتي (حصة الرئيس عون) يوسف فنيانوس (المردة)، منصور بطيش (التيار الحر)، مي شدياق (القوات اللبنانية)، صالح الغريب (الديموقراطي اللبناني).

وستعقد لجنة البيان الوزاري جلستها الأولى في رئاسة الحكومة غدا الاثنين.

وفيما يشبه الرد على الوزير جبران باسيل، قال بري: لا أحد يملك 11 وزيرا في الحكومة.

وأضاف بري: اما وقد انتهت مرحلة التأليف، وهو مهم، لكن الأهم هو تآلف الحكومة بما يمكنها من العمل والإنجاز وتخطي كل التحديات.

وتوقع بري الا يستغرق اعداد البيان الوزاري اسبوعا واحدا، وقال انه سيدعو على الفور إلى جلسة الثقة، صارفا النظر عن الجلسة التشريعية التي قررت هيئة مكتب المجلس عقدها.

وكان وزير الخارجية جبران باسيل، أعلن فور إذاعة مراسم الحكومة أن «تكتل لبنان القوي» الذي يترأسه حصل على 11 وزيرا، أي على الثلث المعطل، حاسبا الوزير التشاوري حسن مراد ضمن كتلته.

وأسف باسيل في مؤتمر صحافي للتأخير المكلف في تشكيل الحكومة، وقال: اليوم سنتكلم عن الذي حصل لأن هذا حق للبنانيين وحتى نأخذ الدروس اللازمة.

وتابع: على مستوى التيار الوطني الحر، لم نقدر أخذ وزارات المالية، الداخلية، الأشغال والزراعة، وهذان تنازلان كبيران قدمناهما. على مستوى الوطن لم نستطع تأمين مقعد وزاري للأقليات المسيحية والمسلمة وهذه المعركة لم تنته، تثبيت مبدأ الاخصائيين بالكامل، إلا أننا منعنا انهيار البلد اقتصاديا كما منعنا عدم تأليف الحكومة.

وأضاف: كانت هناك محاولة لمنع رئيس الجمهورية من ممارسة دوره في تشكيل الحكومة، وهذا ما لم يحصل، والحكومة تألفت بناء على دمج حلين من الحلول الخمسة التي طرحناها وليس ميشال عون من يتخلى عن صلاحياته.

وأكدت مصادر نيابية في تيار المستقبل على ان هذه الحكومة حكومة «لا غالب ولا مغلوب» ولا أحد يملك فيها الثلث المعطل.

أما الدكتور فارس سعيد رئيس لقاء سيدة الجبل، فقد غرد قائلا: في تاريخ الحكومات اللبنانية أكثر من طبيب أصبح وزيرا، لأنه عاين أو كان طبيبا خاصا لزعيم سياسي، ويبدو انه وصل الدور الى وزير الصحة الجديد «جميل جبق»، حيث تردد أنه طبيب السيد حسن نصر الله. وثمة حالة مشابهة تقريبا في قضية وزير الثقافة د.محمد داود داود، الذي سماه الرئيس نبيه بري ليكون أحد وزراء أمل الثلاثة، في آخر لحظة، عندما دعي إلى بعبدا، لينضم الى الرئيسين عون والحريري مساء الخميس، ولدى عودته الى عين التينة، طلب الاتصال بالدكتور داود ووصلوه به، وسأله أين أنت، فأجابه في السعودية، فقال له: خذ أول طائرة وعد الى بيروت، بسببك طلبت تأجيل الصورة التذكارية الى السبت، فاستغرب داود الأمر، وسأله: أي صورة تذكارية دولة الرئيس، فقال له بري صورة مجلس الوزراء الجديد، فأنت وزير الثقافة فيه.

وكانت وسائل الإعلام تداولت اسم السيدة مليحة الصدر، كريمة الإمام المغيّب موسى الصدر، لكن السيدة الصدر اعتذرت في اللحظة الأخيرة انسجاما مع قرار العائلة بعدم تسلم اي منصب رسمي أو حزبي عام، قبل وضوح مصير الإمام الصدر.

إلى ذلك، تناقلت مواقع إعلامية فيديو لرئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، وهو يروي كيف استشار عمته النائبة بهية الحريري لدى تشكيله الحكومة.

ونشرت المواقع الإخبارية فيديو حفل تكريم المجلس البلدي في صيدا للنائبة الحريري، حيث قال الحريري خلاله «لتكن كل الحكومة من النساء».

الانباء – عمر حبنجر وداود رمال وخلدون قواص

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.