صحيفة عبرية: ماذا لو أسقط صاروخ “حزب الله” المسيّرة الإسرائيلية؟

لو كان الصاروخ الذي أطلقه حزب الله نحو الطائرة الإسرائيلية المسيرة في سماء جنوب لبنان أصابها وأسقطها، لأمرت القيادة السياسية الجيش الإسرائيلي بمهاجمة لبنان رداً على ذلك. فسلاح الجو كان سيعمل ضد البطارية التي نفذت إطلاق النار أو ضد أهداف مشابهة لحزب الله، وكانت الحدود الشمالية قد تتدهور إلى تبادل شديد لإطلاق النار. والأسوأ من ذلك: حين نفذ حزب الله إطلاق النار كان يعرف بأن إسرائيل سترد إذا ما نجح في الإصابة. مما سيعلمنا بأن “الحدود الهادئة” في الشمال هي الأكثر تفجراً والأسهل على الاشتعال.

حين نفذ حزب الله إطلاق النار كان يعرف بأن إسرائيل سترد إذا ما نجح في الإصابة. مما سيعلمنا بأن “الحدود الهادئة” في الشمال هي الأكثر تفجراً والأسهل على الاشتعال.

في حدود غزة اقتنت قطر لإسرائيل هدوءاً صناعياً. فقد زاد القطريون هذه السنة التزامهم بمساعدة حكومة حماس من 240 مليون دولار في العام 2020 إلى 360 مليوناً هذه السنة. وهكذا باتت الحدود الجنوبية في نوع من التحكم. وبالنسبة للحدود الشمالية، فإن حدث أمس جاء ليذكرنا بأننا نجلس على مخزونات من المواد القابلة للاشتعال. وثمة منطق بأن ليس لإسرائيل ولا لحزب الله مصلحة في إشعال الحدود الشمالية. ظاهراً، يبدو كل طرف الطرفين منهما يردع الآخر: حزب الله يعمل تجاه إسرائيل بشكل ملجوم، وإسرائيل تبذل جهداً جباراً بألا تمس برجال “حزب الله” ولا تهاجم علنًا القدرات العسكرية للمنظمة في لبنان. ولكن كل هذه الأقوال جيدة حتى النقطة التي يقرر فيها أحد ما شد الحبل.

يطير سلاح الجو فوق لبنان كجزء من الاستعدادات العسكرية لانفجار عنيف، دون أخطار، من دولة ليس فيها حكومة مركزية فاعلة. ما يلزم إسرائيل بأن تكون في تحكم استخباري أقصى يتضمن حضوراً جوياً. يرى “حزب الله” نفسه كدرع للبنان، ويرى في الطلعات الإسرائيلية خرقاً للسيادة. والطرفان لا يحترمان الاتفاق الذي تحقق في 2006 في إطار قرار مجلس الأمن 1701. كل شيء قد يتفجر في اللحظة التي يقرر فيها أحد الطرفين بأنه لم يعد يلعب لعبة الاستغماية. وكاد هذا يحصل أمس.

على مدى الـ 24 ساعة التي سبقت إطلاق النار باتحاه المسيّرة، بلغت وسائل الإعلام في لبنان عن طلعات شاذة لطائرات قتالية ومسيرّات إسرائيلية. عزز الجيش اللبناني جنوبي لبنان القوات في ضوء طلعات منخفضة لمسيّرات إسرائيلية. كما بلغ عن طلعات إسرائيلية في الضواحي الجنوبية لبيروت حيث يسيطر “حزب الله”، وفوق رأس العين وصور في لبنان. ربما جاءت هذه الطلعات، أغلب الظن، كرد على نشاط شاذ لـ”حزب الله”. وفي إطار هذه الأحداث – أطلق الصاروخ. في تشرين الثاني الماضي أيضاً أطلق صاروخ نحو مُسيّرة إسرائيلية، غير أن إسرائيل هذه المرة أكدت تقارير لبنان عن إطلاق النار، إذ نفذ في وضح النهار وصوّر.

القدس العربي – ترجمة

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.