السياسيون رفضوا 6 ملايين جرعة لقاح من تركيا طلبها رئيس الحكومة المكلف.. و«كورونا» على انتشارها

النائبة بهية الحريري تستقبل المنسق العام للتيار في صيدا والجنوب ووفد المكتب الجديد للمنسقية(محمود الطويل)

المشهد السياسي في لبنان على حاله من الجمود، والصحة العامة في ذروة التخبط، الوفيات على وتيرتها المرتفعة، والإصابات محدودة التراجع رغم الإقفال العام المتواصل منذ مطلع يناير، أما الحالة المالية والاقتصادية، فحدث ولا حرج.

البطريرك الماروني بشارة الراعي بدا الأكثر تحسسا لمخاطر الوضع في لبنان، وقد تساءل في عظة الأحد من بكركي: كيف يمكن الإمعان في المواقف السياسية المتحجرة الهدامة للدولة؟

وقال: بأي ضمير وطني، وبأي مبرر، وبأي نوع من سلطان وحق، وبتكليف ممن؟ ونسأل المعنيين: لماذا لا تؤلفون حكومة والشعب يصرخ من الوجع ويجوع من الفقر ويموت من المرض؟ لماذا لا تؤلفون حكومة والمستشفيات تضيق بالمصابين، والمستوصفات والصيدليات تفتقر إلى الأدوية، والمتاجر تعوزها المواد الغذائية؟ لماذا لا تؤلفون حكومة والأزمة النقدية والاقتصادية بلغت أوجها، والاقتصاد يتلاشى والإنتاج الزراعي يتلف؟ لماذا لا تؤلفون حكومة والناس على أبواب المصارف تستجدي أموالها فلا تجدها؟ لماذا لا تؤلفون حكومة ومؤسسات الدولة الكبرى العسكرية والمالية والقضائية تضرب في هيبتها ومعنوياتها ورجالاتها جراء الحملات المبرمجة والإشاعات المغرضة والكيدية القاتلة؟ لماذا لا تؤلفون حكومة والحدود سائبة والتهريب جار على حساب لبنان والسيادة منقوصة والاستقلال معلق والفساد مستشر؟

وتقول المصادر المتابعة ان الراعي أسمع المستشار الرئاسي سليم جريصاتي، الذي زاره منذ بضعة ايام، كلاما أقسى وأصرح من هذا، وأقله سؤاله له: الى أين تأخذون لبنان؟

في غضون ذلك، يتمسك الرئيس المكلف سعد الحريري بالمبادرة الفرنسية التي لا يرى غنى عنها، ومعها حكومة المهمة المؤلفة من مستقلين اختصاصيين، في حين لا نية لدى الفريق الرئاسي بالتفاهم مع رئيس الحكومة ولا ولادة حكومة قادرة على الاستجابة للمبادرة الفرنسية ولشروط الاصلاحات الدولية.

وأشارت مصادر متابعة الى خطاب مهم للحريري بمناسبة ذكرى استشهاد والده الرئيس رفيق الحريري في 14 فبراير المقبل، يفترض ان يحدث أثرا.

وقالت النائبة بهية الحريري ان سعد الحريري مستمر بالعمل لحكومة مهمة رغم العراقيل.

النائب أنور الخليل، عضو كتلة التنمية والتحرير، غرد أمس معتبرا «ان البيان الصادر عن مكتب الاعلام لرئاسة الجمهورية استغباء لعقول اللبنانيين»، وتوجه الى الرئيس عون قائلا: الدستور سمَّاك رئيس الدولة ورمزا لوحدة الوطن وحاميا للدستور. مستشاروك يجعلونك فريقا. كفى مماحكة وكن لكل لبنان وأنقذ البلد من الانهيار.

وكان التيار الحر دعا الرئيس المكلف سعد الحريري الى «ادراك خطورة المراوحة»، معتبرا ان «زمن الوصاية الخارجية انتهى، ومن الوهم ان يحاول البعض استبدالها بهيمنة داخلية».

وغرد النائب بلال عبدالله عبر حسابه على تويتر ردا على التيار الوطني الحر بالقول: «أنتم كالجندي الياباني التائه بعد الحرب».

لكن النائب السابق فارس سعيد اعتبر ان معركة استقالة رئيس الجمهورية محقة وتسمح بانتزاع ورقة ثمينة من يد حزب الله ومن موازين القوى الاقليمية، ومنها ايران.

وفي ظل هذا الصخب السياسي، جائحة كورونا صوتها مازال الأعلى في لبنان، وربما في العالم ايضا، لكنها هنا تأخذ مداها الأوسع، بفضل التشرذم السياسي والاكتظاظ في المستشفيات والذهنية التجارية الفاسدة المسيطرة على مختلف القطاعات الصحية والمعيشية.

وكان عداد كورونا سجل أول من امس 52 وفاة و4176 اصابة جديدة، كما سجل 17 إصابة في رحلات جوية وصلت الى بيروت الخميس الماضي، ولفت الخبير في الفيروسات بمستشفى الروم د.عيد عازار إلى ان 57% من الإصابات المسجلة منذ الأول من ديسمبر حتى 8 يناير الجاري تحمل الطفرة المتحولة البريطانية والجنوب افريقية.

وتنطلق المنصة الإلكترونية للقاح غدا، وشدد رئيس لجنة الصحة النيابية د.عاصم عراجي على وجوب تلقيح ما لا يقل عن 80% من المقيمين على الأراضي اللبنانية بمعزل عن جنسياتهم، وإلا فلن نتمكن من السيطرة على التفشي المجتمعي.

وبالمناسبة، نقلت وسائل اعلام تركية عن مديرة المنظمة الصحية التركية ان الرئيس سعد الحريري طلب 6 ملايين جرعة لقاح من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كمساعدة للبنان عندما التقاه مؤخرا، وقد وافق أردوغان، لكن سياسيي لبنان رفضوا.

وعلى صعيد الإقفال العام، استمر جزئيا أمس، بسبب حاجة غالبية الناس الى العمل والتسوق، وفي الوقت ذاته قررت لجنة مكافحة كورونا وقف إلزام المسافرين الآتين الى لبنان بالحجر الفندقي اعتبارا من 27 الجاري والعودة الى الحجر المنزلي، تحت رقابة صحية من البلديات.

الانباء ـ عمر حبنجر

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.