أديب إلى ألمانيا.. والحريري: لن أكون رئيساً للوزراء ولن أسمي أحداً

اعتذر مصطفى أديب عن عدم المتابعة في مسار تشكيل الحكومة اللبنانية، ليظهر ما بعد الاعتذار ان المشكلة ليست في تمسك الثنائي الشيعي بوزارة المال، اخفاء لممارسات سابقة، أو طموحا للمزيد منها لاحقا، انما هي الرياح الاقليمية التي هبت من طهران مرورا بعواصم أخرى، تعطي المبادرة الفرنسية من طرف اللسان حلاوة، وتراوغ منها كما يروغ الثعلب. ففي لقاء وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف مع وزير خارجية ايران محمد جواد ظريف، نقل لافروف رغبة باريس تشكيل «حكومة مهمة» في بيروت، وكان رد ظريف «يجب ترك اللبنانيين يعالجون أمورهم بأنفسهم».

ووصلت الرسالة الى بيروت بوضوح تام، وكان التمسك بوزارة المال وبتسمية الوزراء ليس من جانب الثنائي وحده، انما من جانب فريق الممانعة بأكمله، مع الاحتفاظ بالمبادرة الفرنسية بالطبع! لكن تمسك الرئيس ميشال عون والرئيس نبيه بري وباقي فريق 8 آذار بالمبادرة الفرنسية طرح تساؤلات حول ما اذا كان ذلك سيترجم باستشارات نيابية عاجلة لاختيار من يشكل الحكومة العتيدة، أم مجرد تغطية للمسؤولية عن دفع رجل هذه المبادرة مصطفى أديب للاعتذار، كمن يقتل القتيل ويمشي في جنازته؟

بيد انه كان لافتا أمس حديث نائب رئيس حزب القوات اللبنانية النائب جورج عدوان عن الأمل بأن تسمي «القوات» مصطفى أديب لتشكيل الحكومة، رغم انها لم تسمه في المرة الأولى. لكن مصطفى أديب تحدث عن عودته خلال يومين الى سفارته في برلين «لأخدم بلدي من هناك، فأنا أتيت على أساس تسهيل مهمة تشكيل الحكومة، لأن لبنان يحتاج الى العمل، لا الى تضييع الوقت. وأنا آسف لفشل الجهود التي بذلتها لتشكيل حكومة اختصاصيين»، والتي هي ترجمة أساسية لمسعى الرئيس الفرنسي ماكرون وفق تصريح لقناة «الجديد».

من جهته، استبعد الرئيس سعد الحريري أي كلام أو إيحاء أو سوء تفسير، بقوله عبر صحيفة «الشرق الأوسط»: «لن أكون رئيسا للوزراء ولن أسمي أحدا لتولي رئاسة الحكومة ونقطة على السطر». وعاد الحريري وغرد مؤكدا انه غير مرشح لرئاسة الحكومة، الا انه يبقى على موقفه الداعم لمبادرة الرئيس الفرنسي والمُسهِّل لكل ما من شأنه انجاحها بصفتها الفرصة الأخيرة والوحيدة لوقف انهيار لبنان.

من جهته، أكد البطريرك الماروني بشارة الراعي في قداس الاحد من الديمان امس أن البطريركية المارونية تنطلق دائما من أركان الدولة الثلاثة: الدستور والميثاق ووثيقة الوفاق الوطني، داعيا الى عدم تخصيص اي حقيبة وزارية لأي فريق او حزب او طائفة او مذهب بشكل دائم، واعتماد المداورة الوطنية.

بدوره، رأى مفتي لبنان الشيخ عبداللطيف دريان ان اعتذار الرئيس المكلف شكَّل خسارة كبيرة وإضافية وتسبب بتداعيات جديدة على الساحة اللبنانية.

الى ذلك، أعلنت قوات الامم المتحدة المؤقتة في لبنان- اليونيفيل في بيان أنه «وبناء على طلب من القوات المسلحة اللبنانية، نشرت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان- اليونيفيل امس مفرزة تضم قوة متعددة الجنسيات في بيروت لمساعدة السلطات اللبنانية في جهودها الآيلة للتعامل مع تداعيات الانفجارات المأساوية التي وقعت في 4 أغسطس».

الانباء ـ عمر حبنجر

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.