اعتصام في طرابلس احتجاجا على الوضع الاقتصادي والمعيشي

نفذ عدد من الناشطين في اللقاء الوطني للأحزاب والقوى الديموقراطية والنقابية في الشمال، إعتصاما أمام مبنى الضمان الإجتماعي القديم على بولفار فؤاد شهاب في طرابلس، بعنوان “للانقاذ في مواجهة سياسة الإنهيار”، ورفعت اللافتات التي كتب عليها “لا لدولة الفساد نعم للدولة المدنية الديموقراطية العادلة”.

استهل الإعتصام بالنشيد الوطني ثم ألقت الطالبة رين بريدي كلمة أكدت فيها أحقية المطالب، وألقى عضو الهيئة الإدارية لرابطة موظفي الإدارة العامة إبراهيم نحال كلمة إستهلها بالقول: “نتظاهر اليوم لكي نرفع البطاقة الحمراء في وجه سلطة الفساد التي وصلنا بنتيجة سياستها المالية والإقتصادية المتعاقبة منذ العام 1992 الى ما نعيشه اليوم من أزمات على كل المستويات، ونزولنا الى الشارع بهدف الدفاع عن لقمة عيشنا ولمواجهة الإنهيار الإقتصادي والمالي، والمفترض أن يدفع حيتان المال وحلفاءهم من الطبقة السياسية نتائجه، لأنه من صنع أيديهم ونتيجة وهبهم وسرقتهم للمال العام الذي ذهب أكثر من نصفه الى مصارفهم وجيوبهم، نتظاهر لمواجهة مشاريع الخصخصة والتعاقد الوظيفي وإلغاء القطاع العام وللوقوف ضد أي محاولة تستهدف تجميد مفاعيل سلسلة الرتب والرواتب أو تخفيضها أو تخفيض نسبة المعاش التقاعدي، وللدفاع عن قضايانا الحياتية والمعيشية من كهرباء وماء ومعالجة نفايات وتعزيز القطاعات المنتجة كالزراعة والصناعة، نريد حكومة تعمل على رفع أجور العاملين في القطاع الخاص أسوة بزملائهم في القطاع العام، حكومة تحمي الحريات النقابية”.

وختم متوجها الى كل القوى النقابية والسياسية والشعبية “لأخذ دورها والنزول الى الشارع للتصدي لسياسات السلطة ومقررات سيدر1 الخطيرة والهادفة الى فرض المزيد من الضرائب على الفقراء”، داعيا “كل المتضررين من سياسات سلطة المحاصصة الطائفية والمذهبية، سلطة الفساد للنزول الى الشارع في 20 الحالي ليكون صوتنا مدويا”.

مولود

بعدها ألقى باسم الشباب الناشط يحيى مولود كلمة قال فيها: “لم نعد قادرين على تحمل وزارات على قياسكم، وأنتم غير قادرين على تسيير أمور الناس، إرحلوا، لا نريد زمرة من المرتزقة من الصف الثاني لتطالب بحقوقنا التي ليست منة منكم والشارع سيفرضها عليكم، ولن تقدروا أن تفرضوا علينا تمويل مصارفكم وحملاتكم الإنتخابية، مرة بألعاب المصرف المركزي وتبييض أموالكم من جيوب الشعب، نريد حرية، عدالة إجتماعية، أمن، عمل، حرية، كهرباء، ماء، بنى تحتية، علم، صحة، وكرامة وطنية بعد أن جعلتم الكرامة ناقصة مرة بإسم الطوائف ومرة بإسم الطائف. تتحكمون بأوجاع المرضى والعمال وأصحاب الدخل المحدود، قضيتم على الطبقة الوسطى وأصبح أغنياء بنسب قليلة وكثر الفقراء، نريد دولة مدنية تحكمها الكفاءة وليس الواسطة يتحكم فيها العقل وليس المصالح والواسطة”.

وختم: “لنخرج من سجننا الكبير وننزل الى الشارع لأن الشارع وحده يخيفهم، وهذا حقنا المشروع”.

غصن

وتحدث مسؤول الحزب الشيوعي في الشمال الياس غصن فقال: “أيها المعتصمون الشرفاء في طرابلس والشمال، تجتمعون اليوم وفي هذه الساعة بالذات كما يجتمع أمثالكم في كافة المناطق اللبنانية تحت شعار واحد “الى الشارع للانقاذ في مواجهة سياسة الإنهيار”. أنتم اليوم ومن أمام مركز الضمان الإجتماعي تنادون بإبعاد الضمان الإجتماعي عن الخطر الذي يهدده نتيجة السياسات المتبعة التي أدت الى العجز في فرع المرض والأمومة والتعويضات العائلية ومن أجل حماية أموال نهاية الخدمة المهددة أيضا. أنتم اليوم ومن طرابلس أم الفقير كما كانوا يسمونها ترفعون صوت أبناء طرابلس المطالبين برفع الغبن عن مدينتهم، والتي أصبحت نتيجة إهمال المسؤولين لها أفقر مدينة على شاطئ البحر المتوسط حسب تقارير الأمم المتحدة”.

وأضاف: “أنتم اليوم تهتفون بإسم أبناء طرابلس الفقراء المعوزين والعاطلين عن العمل والعمال المثقفين وأصحاب المهن الحرة والتجار والصناعيين والزراعيين أن إرفعوا الظلم والقهر والفقر عن هذه المدينة وأمنوا لها كل متطلبات الحياة الكريمة. فطرابلس علمتنا الوطنية والعروبة والإنسانية وكانت دائما الى جانب قضايا العرب وفي مقدمتها قضية فلسطين، طرابلس علمتنا النضال السياسي والإقتصادي والإجتماعي واليوم نقولها بالفم الملآن إن أبناء طرابلس والشمال باتوا يدركون ان الخروج من مستنقع الصراعات العبثية ومن سجون الطائفية والمذهبية والحزبيات الضيقة الى فضاء الوطن أمر لا مفر منه كما لا مفر من الموت. وذلك يدفعنا كمرجعيات للوقوف صفا واحدا من أجل منع السلطة السياسية من التمعن في إذلال اللبنانيين على كافة الصعد. نقولها بالفم الملآن أن المحاصصة هي المرض العضال الذي يهدد كل المجتمعات. نقولها بالفم الملآن لا لوصفات البنك الدولي التي لا يأتى منها سوى المزيد من الديون والإفلاس والخضوع لمشيئة الإستعمار. أين ستصبح الوعود بالإصلاح والتغيير والأحوال على هذا المنوال؟ ولماذا ستتبدل هذه الوعود بدعوات للتقشف على كل المستويات؟”.

وتابع: “ليكن معلوما أن قليلا من الضرائب على أصحاب الثروات الكبرى والمصارف والأملاك البحرية ووقف الهدر والفساد كفيل بحل الكثير من المشاكل التي تعاني منها الأكثرية الساحقة من اللبنانيين. كفى مماطلة في تشكيل الحكومة وتهربا من المسؤولية، كفى تلاعبا بمصير الشعب والوطن، كفى وعودا ولنقف صفا واحدا من كل الطوائف والمذاهب والإنتماءات بوجه كل السياسات التي تهدد سلامة الوطن وتمهد الطريق الى التقسيم والتوطين والتجنيس خدمة فقط للعدو الصهيوني وعملائه”.

وختم: “الى الشارع مجددا الأحد القادم في بيروت للانقاذ في مواجهة سياسة الإنهيار.

حافية

الكلمة الأخيرة كانت لمنسق التحرك الشعبي الوطني في الشمال جميل حافية الذي قال: يا أبناء طرابلس والشمال، تمر البلاد في ذروة الأزمة الإقتصادية والإجتماعية والسياسية التي أوصلتنا إليها السلطة الفاسدة. الأزمة أيها الحضور التي تجلت في أواخر فصولها بعدم الوصول الى تشكيل حكومة بعد 7 أشهر من التكليف. الأزمة أيها الحضور الكريم، ناتجة عن تغليب مصالح الطبقة السياسية على حساب مصالح الشعب، كل الشعب. الأزمة عنوانها الصريح والواضح: الهدر والفساد والزبائنية.
وتابع: إن السياسة المتبعة أدت الى الشلل الكبير في مؤسسات الدولة وأوصلت البلاد والعباد على حافة الإنهيار، مهددة مصالح النناس في رواتبهم وأجورهم ووضعهم الصحي والإجتماعي.

وأضاف: يا أبناء طرابلس والشمال، إن مؤتمر سيدر1 لن يجلب الى البلد سوى المزيد من الديون والمزيد من الفساد ومزيد من الضرائب. إن هذا السيدر هو في أعلى تجلياته تمهيد صريح للخصخصة وضرب القطاع العام وتمهيد جدي للتوطين. الحضور الكريم إن وقوفنا هنا في طرابلس عاصمة الشمال المصنفة أفقر مدينة على المتوسط هو جزء من مواجهة وطنية شاملة وموحدة على إمتداد مساحة الوطن. يوماً بعد يوم يتبين عجز السلطة وفسادها آخرها ما نعيشه اليوم بسبب العاصفة التي تحولت الى كارثة، أضرت الناس ومصالحهم وأرزاقهم ولا سيما الفقراء منهم.

وأردف: أيها الحاضرونن لماذا نحن هنا؟ نحن هنا في الشارع لنقول ونرفع الصوت معكم: لا لسيطرة قلة قليلة محتكرة من رجال المصارف والمال وتجار العقارات. نعم لبناء إقتصاد وطني منتج يخدم أوسع فئات الشعب ويؤمن فرص العمل للشباب الوطني في مواجهة الهجرة والتهجير. لا للنظام الطائفي التحاصصي العفن المتحالف مع سلطة رأس المال الريعي. نعم للإصلاح الإداري واللامركزية الإدارية. نعم لإستقلال الإدارة العامة. نعم لتعزيز أجهزة المراقبة والمحاسبة للتفتيش المركزي ومجلس الخدمة المدنية. لا ولا لبدعة التعاقد الوظيفي التي تكرس التبعية والزبائنية. نعم لإنشاء نظام تامين صحي وطني يوفر التغطية الصحية الشاملة لجميع الفئات الإجتماعية لا سيما الفقراء منهم والمعوقين. لا لقوانين الإيجارات التهجيرية ونعم لحق الحصول على تعويضات منصفة وعادلة لكل الأطراف من صغار المستأجرين وصغار الملاكين على حد سواء. نعم لتعزيز التعليم الرسمي والمهني عبر تنفيذ إلزامية التعليم ومجانيته ورفع مستوى موارده البشري. نعم لإقرار سياسة بيئية أساسها الحفاظ على الثروات الطبيعية والحد من التلوث الناجم عن النفايات الصلبة والكسارات والمياه المبتذلة.

وختم: “نعم لكم، لوحدتكم ووقوفكم صفا واحدا، أينما كنتم دفاعا عن الدولة المدنية الديمقراطية العادلة. وندعوكم الى أوسع مشاركة في التظاهرة المركزية في بيروت يوم الأحد المقبل في 20 الحالي”.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.