احتجاجات لبنان وحل مشكلة الاقتصاد – حوار مع الناشط نزار حسن

احتجاجات لبنان وحل مشكلة الاقتصاد – حوار مع الناشط نزار حسن

استراتيجيات جهات سياسية لبنانية مضادة للانتفاضة الشعبية

نزار حسن -أحد مقدمي برنامج “بودكاست سياسي لبناني”- يحلل الأحداث السياسية في لبنان، متحدثا عن حلول لأزمة لبنان الاقتصادية، وعن دور حزب الله في المفاوضات السياسية، وعن آفاق السياسة اللبنانية. يوليا نويمان حاورته لموقع قنطرة.

منذ سبعة أسابيع، يحتجُّ مئات الآلاف في لبنان ضد السياسيين الفاسدين والأزمة المالية المستمرة. كيف تشارك شخصياً في الاحتجاجات الحالية ؟

نزار حسن: أنا جزء من مجموعة العمل المباشر في الحركة السياسية “لِحَقِّي”، والتي كانت الأولى في الدعوة للاحتجاجات في يوم الخميس 17 تشرين الأول/أكتوبر 2019، حين علمنا أن الحكومة كانت تقترح فرض ضريبة جديدة على الواتساب. وكانت تلك الضريبة الشكل الأكثر رجعية للضرائب الممكنة، لأنها كانت تتعلق بأخذ حوالي 20 سنتاً مقابل كل أول اتّصال في اليوم من كل مواطن، والتي كانت تستهدف غالباً الفقراء الذين لا يستطيعون تحمّل كلفة الاتصالات العادية. 

لذلك أصدرنا دعوة للاحتجاج في شوارع وسط بيروت، والتي جذبت الآلاف في غضون ساعات قليلة. وخلال الأيام الثلاثة التالية، تحول إلى أكبر احتجاج في تاريخ لبنان. ثم في يومي السبت والأحد، عُطِّلت حواجزُ الطرق جميع أنحاء البلد.

ومنذ تلك اللحظة، انتقل دوري شخصياً إلى المساعدة في تحديد المطالب بطريقة واضحة. وفي الوقت ذاته، اكتب تحاليل حول ما يحدث.

استقال رئيس الوزراء سعد الحريري وحكومته في نهاية شهر تشرين الأول/أكتوبر 2019 في استجابة للانتفاضة. ما هي مطالب الناس في الشوارع؟

في لبنان احتجاجات متكررة - التظاهر ضد عدم كفاءة الحكومة، وفسادها وسياسة "العمل كالمعتاد".  Foto: Reuters/A.M.Casares

التظاهر ضد عدم كفاءة الحكومة، وفسادها وسياسة “العمل كالمعتاد”: في لبنان احتجاجات متكررة ضد القيادة السياسية انطلقت في منتصف تشرين الأول/أكتوبر 2019. يشكو المتظاهرون قبل كل شيء من سوء الإدارة، والفساد المستشري ونقص الوظائف. وقد طالبوا باستقالة القيادة السياسية ويهدفون إلى استبدالها بحكومة تكنوقراط، أيْ: حكومة اختصاصيين وخبراء.

حسن: نريد حكومة مستقلة عن الأحزاب السياسية ومستقلة عن الطبقة الحاكمة، وعن المصرفيين والمضاربين العقاريين والأشخاص الذين استفادوا من النظام الاقتصادي على مدى السنوات الثلاثين الماضية. نريد خبراء مستقلين للإشراف على فترة انتقالية تجري فيها انتخابات مبكرة، وتُعالَجُ الأزمة الاقتصادية وتُتخَذ فيها خطوات نحو القضاء على الفساد.

كيف تُنظّمُ الاحتجاجات؟

حسن: لدينا أحزاب أو حركات سياسية تشكّلت قبل الانتفاضة. بعضها عبارة عن حركات أكثر شعبية من دون هيكل حزبي، وبعضها الآخر يقوم على عدد قليل من الأشخاص أو صفحة فيسبوك تتمتع بنجاح كبير جداً. ومن ثم لديك مجموعات نشأت من الاحتجاجات التي تركّز أكثر على العمل المباشر وغالباً ما تُنظّم عبر الواتساب.  

ينسّقون أعمالاً مباشرة بشكل خاص، مثلاً إغلاق الطرق؛ بينما يتناقش آخرون ومن ثم يلتقون على أرض الواقع. توجد عشرات آلاف مجموعات الواتساب في جميع أنحاء البلد. أنا شخصياً مشترك في ما يقارب الـ 40 مجموعة منها.

ماهي الاستراتيجيات التي تستخدمها الحكومة للتعامل مع الوضع؟

حسن: إنها تستخدم استراتيجيات مضادة للثورة. على سبيل المثال، أطلق السياسيون دعاية ضد إغلاق الطرق، مقارنين إغلاق الطرق بنقاط التفتيش. هذا يعيد الصدمة التي خلّفتها الحرب الأهلية، حيث فُصِلت المناطق بنقاط تفتيش ولم يكن يُسمح لأشخاص من خلفيات طائفية مختلفة بالعبور. 

كما يوجد لدينا هجمات مباشرة على المحتجين: على سبيل المثال، خرج أنصار حركة أمل وحزب الله إلى الشوارع لضرب المتظاهرين أو لحرق خيامهم. لا تهدف هذا الاعتداءات الخطيرة للغاية إلى إفزاع أولئك الذين يحتجّون فحسب، بل أيضاً إلى تخويف مؤيديهم، لكي لا تراودهم رغبة الانضمام إلى الانتفاضة. 

وفي الوقت ذاته، يحاول أنصارُ الأحزاب المعارضة لهذين الحزبين المشاركةَ في الحركة من خلال الانضمام إلى الاحتجاجات والتأثير في خطابها واستراتيجيتها فيما يخصُّ العمل في الشارع. هذا يخلق انقساماً، أيْ: فكرة “الشوارع المتعددة” المعارضة. وحين تقوم بذلك، فإنك تدمّر فكرة انتفاضة شعبية موحّدة ضد المؤسسة.

ما هو دور حزب الله في المفاوضات السياسية؟

حسن: دور حزب الله في هذه الانتفاضة أن يكون الحرس الثوري المضاد. يقوم حزب الله أساساً بما تريد جميع الأحزاب السياسية في السلطة القيام به بيد أنها لا تستطيع، أي: تحمّل اللائمة عن كونهم يعارضون الثورة، لأنهم يعلمون أنه يملك القدرة الأكبر للتأثير في الناس وإقناعهم. إنه يملك الآلة الدعائية الأكثر فعالية وأقوى قاعدة دعم عبر الطيف الديموغرافي، لا سيما بين الشباب.

كيف يتواءم السياسيون مع النظام المصرفي؟

حسن: إنَّ السياسيين وعائلاتهم مرتبطون ارتباطاً وثيقاً بالقطاع المصرفي، إضافة إلى قطاعي العقارات والاستيراد. إنهم يمتلكون أسهماً في البنوك، وغالباً ما يكون لديك مصرفيون معينون كوزراء. كما أن النظام الضريبي شديد الانحياز إلى البنوك. 

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.