تغطية دولية وتوقّع الحكومة.. قريباً دياب يبحث في الأسماء والحقائب.. و«الحراكيون» يدعونه إلى «خيمتهم»

شبان من الحراك الشعبي يتلفون صورة رئيس الحكومة المكلف د. حسان دياب في ساحة رياض الصلح بوسط بيروت (محمود الطويل)

انتهت استشارات التكليف والتأليف، وبدأ الرئيس المكلف د ..حسان دياب السباحة في بحيرة الاسماء والحقائب، منفردا كما يقول، ساعيا الى تشكيل حكومة اخصائيين (تكنوقراط) بعيدين عن السياسة قريبين من دهاقنتها، الا من كان منهم قوي الاستشعار فانكفأ مبتعدا، حتى لا يصيبه من تتن المرحلة الآتية عودُ.

كثيرون يرون بالمنظار السياسي ان الآتي سيكون اعظم، وتقول النائبة بولا يعقوبيان التي شاركت باستشارات د.دياب في مجلس النواب، وان لم تشارك في تسميته، ان الرئيس المكلف ابلغها استعداده للاعتذار اذا واجهته صعوبات كأداء، لكنه لينفي مثل هذا الاستعداد في كلمته بنهاية يوم الاستشارات الطويل، ربما لاطمئنانه الى ان من يجولون في بعض شوارع بيروت منددين بتكليفه على خلفية الميثاقية المذهبية علموا شيئا وغابت عنهم اشياء.

وقد عززت زيارة نائب مساعد وزير الخارجية الاميركي ديفيد هيل الى بيروت بعد تكليف حسان دياب اتجاهات السياسة الاميركية، نحو المهادنة في لبنان بانتظار تشكيل الحكومة الجديدة، وتظهير برنامجها الوزاري، وما سيتضمنه من اصلاحات ادارية وخطوات سياسية داخلية، تعذر تنفيذها من قبل حكومة سعد الحريري المستقيلة على ما تضم من قوى حزبية رئيسية تُعد من اساسيات «التسوية الرئاسية» التي انجبت هذا العهد.

وتبدو اوساط فريق 8 آذار الذي يطغى لونها على الحكومة العتيدة مطمئنة الى مسار تأليف الحكومة، وتتوقع ولادة طبيعية لها مطلع العام، اي ضمن الستة اسابيع التي تحدث عنها الرئيس المكلف، في حين ذهبت المصادر المتابعة في توقعاتها لـ «الأنباء» الى حد ترقب ظهور الحكومة قبل نهاية هذا الشهر استنادا الى التغطية الداخلية والخارجية لها ولرئيسها المكلف والتي عكستها جولة هيل ومتابعة سفراء الدول الداعمة.

ولاحظت المصادر المتابعة لـ «الأنباء» ان مقاطعة الاستشارات او الامتناع عن المشاركة في الحكومة حتى من قبل اختصاصيين من جانب فرقاء 14 آذار لا يبدو ان هدفه اظهار اللون الواحد لحكومة دياب، انما المسألة تبدو أبعد من ذلك لتصل الى المهمات المطلوبة من حكومة رجل الهندسات الكوبيوترية في الستة اشهر المقبل، والتي تتناولها الصحافة الغربية بالتفصيل الممل، ومنها الحدود النفطية اللبنانية والعقود مع الشركات والمشاركة الاميركية المقرونة بالرعاية وصولا الى ما يعرف بصفقة القرن، وان بداية انتشال لبنان من قعر ازمته المالية مرتبطة بهذه الامور.

الى ذلك، توقف المتابعون امام قبول الرئيس ميشال عون والوزير جبران باسيل بحكومة تكنوقراط يشكلها د.حسان دياب، بينما رفضوا تشكيل الحريري لهذه الحكومة، في حين لازال حزب الله على دعوته لحكومة وحدة وطنية لغاية نزع اللون الواحد عنها.

في غضون ذلك، وجه الحراكيون دعوة الى الرئيس المكلف للتشاور معهم في خيمة الحراك الرئيسية في ساحة الشهداء اذا اراد ان يعبر عن ايمانه بأحقية مطالبهم.

واتسمت تظاهرات الامس في بيروت بمشاركة واسعة من حراكيي طرابلس للمرة الثانية.

وتجمع الحراكيون في ساحتي الشهداء ورياض الصلح اعتبارا من الثالثة من بعد الظهر مجددين شعاراتهم الاساسية، رافضين الاشتراك في الحكومة المقترحة.

وكان الرئيس المكلف استبق الامور بدعوة الحراكيين الى منزله تنفيذا لما تعهد به من الحرص على استشارتهم واشراكهم في تشكيل الحكومة، ومن قبيل الاعتراف بدورهم وحضورهم، مكررا القول انه يريد ان يلعب دورا في حل هذه الازمة في مواكبة ومساعدة جميع الاطراف التي ابدت كل الاستعداد للتعاون، موافقا على كل ما يقال في الحراك، حكومة اختصاصيين نظيفي الكف.

ووجهت دائرة المراسم في رئاسة مجلس الوزراء الدعوات الى شخصيات معروفة في الحراك بدءا من منتصف ليل السبت للتشاور مع الرئيس المكلف في منزله بمحلة تلة الخياط، واذ سارعت قيادة الحراك الى تحذير اعضائها من تلبية الدعوة تحسبا للوقوع في الاغراءات، وعلى هذا فقد لبى البعض الدعوة، فدخل حراكيا وخرج مستقلا، وبعضهم تجنب كاميرات الاعلام المنتشرة في باحة المنزل مخفين وجوههم رافضين التصريح.

الانباء ـ عمر حبنجر

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.