اللجنة التأسيسية لتجمع أهالي الشهداء انفجار مرفأ نفذت وقفتها الشهرية

أقامت “اللجنة التأسيسية لتجمع أهالي الشهداء والجرحى والمتضررين من انفجار مرفأ بيروت”، عصر اليوم، وقفتها الشهرية أمام بوابة الشهداء رقم 3.

وألقى رئيس اللجنة ابراهيم حطيط كلمة قال فيها: “مناسبات عدة مرت وستمر علينا خلال آذار ونيسان، بدءا بالصوم الكبير لدى الطوائف المسيحية، مرورا بعيدي الطفل والأم، مرورا بشهر رمضان المبارك وعيد الشعنينة، وصولا إلى عيدي الفصح المجيد والفطر المبارك. لكل مناسبة من هذة المناسبات العظيمة والجليلة ذكرياتها لدى أهالي شهداء وضحايا انفجار مرفأ بيروت مع شهدائهم وضحاياهم”.

أضاف: “وإن كان الصوم المتزامن جمع اللبنانيين بكل طوائفهم وأطيافهم، فنذكر بأن مجزرة انفجار مرفأ بيروت سبق أن وحدت دماءهم جميعا، إذ جمعتهم المأساة والألم ووحدتهم المصيبة، قبل أن تتدخل السياسة اللعينة والأحزاب المقيتة لتفرقهم جريا على عادتها لتضعف قوة موقفهم، الذي أرعب الجميع، حينما شاهدوا بأم العين مئات آلاف اللبنانيين يناصرونهم في الذكرى السنوية الأولى، وهبوا من كل المناطق والمحافظات اللبنانية ليطالبوا معهم بالحقيقة والعدالة والمحاسبة”.

واعتبر أن “الحقيقة في لبنان فعل ناقص، والعدالة فيه يتوسطها حرف علة، والمحاسبة أساسها فيه نصب ومنصوب أطاح بكل علوم أبو الأسود الدؤلي وسيبويه ليكون قواعده الخاصة التي تتلخص بالفرار من العقاب والتلطي خلف الطوائف والسياسيين والأحزاب، التي تسيطر على كل شيء في هذا البلد المسكين وتعين حتى رؤساء الأجهزة الأمنية والقضائية التي تعمل بأمر أولياء نعمتها، ضاربة عرض الحائط كل القوانين والأنظمة التي لا تطبق، إلا على من لا صوت ولا ظهر لهم، عنيت بهم عامة الشعب اللبناني”.

وقال: “بالعودة إلى قضيتنا، وهي الحقيقة والعدالة في جريمة انفجار مرفأ بيروت، فها نحن على بعد أربعة أشهر من الذكرى السنوية الثالثة للمجزرة المروعة التي قتلت أكثر من ٢٣٦ ضحية وشهيدا وجرحت الآلاف ودمرت نصف العاصمة بيروت بأكبر انفجار غير نووي في العالم، نقف أمام قضاء منقسم متناحر يناكد بعضه بعضا بقرارات واجتهادات صبيانية، كي لا نقول تآمرية، في ظل سجون فارغة فراغ القرار الظني من الحقائق الدامغة الممنوعة من العرض”.

أضاف: “حينما أتكلم لا أتكلم من فراغ كما حينما عرضت في مؤتمري الصحافي في ٢ آب الماضي كل تلك الحقائق التي تجاهلها الجميع حتى وسائل الإعلام، رغم التحدي الذي أطلقته أمام الجميع، حين قلت إن وثائقي هي وثائق دامغة وتحديت أن يتم حبسي إن كانت مزورة  أو كاذبة، وهذا إن دل فعلى تآمر معظم القوى السياسية والأمنية والقضائية على هذا الملف الوطني والإنساني”.

وتابع: “المستهجن والمستغرب أن وكالاءنا في مكتب الإدعاء في نقابة المحامين لم يطالبوننا بتزويدهم بهذه الوثائق وأداروا الأذن الطرشاء للحقائق التي عرضتها، بعدما قاطعونا بسبب موقفنا من قاضي التحقيق المبني أساساً على هذه المعلومات والمعطيات مما يخلق ألف سؤال و علامة استفهام حول حقيقة الدور الذي تلعبه”.

وأردف: “كل هذا وأكثر كان يمكن تجنبه منذ البداية، لو أن القاضي طارق البيطار عمل بمهنية واستدعى، من كنا منذ اليوم الأول نطالبه بإستدعائهم من رؤساء جمهوريات وحكومات ووزراء وقادة أجهزة أمنية وقضائية، منذ تاريخ إدخال النيترات إلى حين انفجارها ، لكن الشعبوية والزهو والأضواء الاعلامية، في ظل بعض الصلاحيات الاستثنائية الممنوحة له، جعلته ديكتاتورا وحاكما بأمره فزج بأبرياء في السجون وترك المتسببين الحقيقيين خارجها، بل خارج نطاق استدعاءاته أصلا، فمنهم من أعلنا أسماءهم ورفعنا صورهم منذ أشهر عدة، فاستدعى بعضهم منذ شهرين، وغض الطرف عن عدد كبير آخر”

وقال: “على سبيل المثال لا الحصر، أعاد استدعاء قائد الجيش السابق جان قهوجي الذي كان يجب أن يكون موقوفا منذ استدعائه أول مرة، واستدعى قاضي الأمور المستعجلة جاد معلوف للمرة الأولى، فيما يتحمل قهوجي ومعلوف المسؤولية الكبرى والحقيقية والأولى عن هذا الانفجار المروع، فماذا يسمى هذا؟ هل هو تسييس أم استنسابية أم هي المؤامرة بكل معانيها، في ظل ما شهدناه جميعا وعلمناه في الفترة الأخيرة من زيارات قضاة اوروبيين و أمنيين لمنزله فضلا عن مكتبه”.

أضاف: “لا يجوز في أي حال من الأحوال بعد الآن السكوت عن تجاوزات هذا القاضي، خصوصا من قبل الحقوقيين والإعلاميين مهما كانت الضغوط والإغراءات، فالتاريخ لا يرحم الخونة، وأعظم  الخيانات خيانة الدماء، خصوصا الدماء البريئة، لا سيما أنها تركت خلفها عائلات مفجوعة وأيتاما وأرامل وثكالى دموعهم ما جفت ولن تجف تدعو على ظالميها ليل نهار، خصوصا في هذه الأيام المباركة”.

أضاف: “إن كنتم لا تخافون الله فليكن عندكم بعض ضمير وشرف وإحساس وإنسانية. نحن نجدد رفضنا تدخل بعض الاحزاب في قضيتنا. كما رفضنا كل أشكال التدويل، ومنها لجنة تقصي الحقائق لعدم ثقتنا بكل ذلك. كما ندين بشدة الاستهتار الذي حصل في الفترة الأخيرة في القضاء وأدى إلى مزيد من عرقلة وصولنا إلى الحقيقة والعدالة. ونخشى أيضا من تسوية تطبخ على حساب قضيتنا”.

وتابع: “نحن كأهالي شهداء مرفأ بيروت وأولياء الدم، لن نسمح بأن تجري أي تسوية في هذا الملف. نعرف تماما أنكم تراهنون على تعبنا وتيئيسنا. ولذا، نجدد العهد والوعد لأرواح شهدائنا بأننا لن نتعب ولن نيأس ولن نخاف ولن نتراجع ولن نقف مكتوفي الأيدي بعد الآن، ونصيحة من الآن ضعوا ألف خط تحت مكتوفي الأيدي بعد الأعياد”.

واختتمت الوقفة باضاءة الشموع والصلاة لأرواح الشهداء.

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.