تحرك فرنسي لمعادلة رئيس ممانع ورئيس حكومة من الفريق الآخر.. ودعوة المعارضة للاعتصام بالمجلس

اجتماع لنواب المعارضة المستقلين في مكتبة مجلس النواب (محمود الطويل)

جلسة مجلس النواب السادسة المقررة غدا الخميس، لن تكون رئاسية فحسب، فنواب المعارضة عقدوا العزم على مطالبة رئيس المجلس نبيه بري بأجوبة واضحة، عن عمل المجلس في فترة الشغور الرئاسي إلى جانب كيفية احتساب النصاب القانوني للجلسات، والذي أطاح الخلاف حوله بالجلسات الانتخابية الخمس السابقة.

أما عن الانتخاب الرئاسي بذاته، فالظاهر أنه فقد أهميته لدى النواب وربما لدى المواطنين، بعدما تبخرت إمكانيته، في ظل التطيير الدائم للنصاب، بغياب الضوء الأخضر الخارجي، الذي لابد منه في ظل ارتباط القوى الداخلية الفاعلة بمصادر الطاقة الخارجية التي تشعلها.

أوساط روحية أسفت لأن انتخاب رئيس الجمهورية لم يعد اولوية لدى السياسيين، وهناك لعب خطير بمصير لبنان، ولا يمكن جعل الشغور الرئاسي امرا واقعا. وفيما أنظار الخارج عليه، ليس من مبادرات جدية ولا تسميات لمرشحين يحظون بالإجماع أو شبه الاجماع حتى بعد خمس جلسات عاثرة.

وهناك دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري، التي تحولت من الحوار إلى التشاور، وقد قوبلت بتحفظ من المعارضة، بعدما رأى فيها «لقاء سيدة الجبل» تكريسا لـ «فيتو» «حزب الله»، رافضا الأمر الواقع الذي يحاول الحزب فرضه على لبنان، بمجاراة من رئيس المجلس نبيه بري «الذي يمعن في تطيير النصاب والإخلال بالدستور»، بحسب «لقاء سيدة الجبل» الذي دعا المعارضة إلى الاعتصام داخل المجلس النيابي، من قبيل الضغط، وقد جرى التطرق الى ذلك، في اجتماع نواب المعارضة في مكتبة مجلس النواب أمس.

وفي هذا السياق، قال النائب السابق فارس سعيد، رئيس «المجلس الوطني لرفع الاحتلال الإيراني عن لبنان»: إن «الحزب ومن خلفه إيران يمارسون احتلالا للأرض والهوية الوطنية، وإذ من ادعى أنه ضمانة لبنان ضد إسرائيل والإرهاب يبحث عن ضمانة له من خلال رئيس مضمون منه، أو من التفاهم الأميركي – الإيراني..».

في هذه الأثناء، يبدو ان معادلة رئيس الجمهورية من فريق الممانعة ورئيس الحكومة من الفريق المعارض، عادت الى التداول رغم المعارضة السابقة له، وبدعم فرنسي كما تقول صحيفة «الأخبار» القريبة من «حزب الله»، وأضافت أن باريس، تعمل على حل يقوم على انتخاب رئيس للجمهورية قريب من «حزب الله»، مقابل رئيس للحكومة قريب من المعارضة والدول العربية والغربية، وأن هذا ما لمسه زوار بكركي، وأن «حزب الله» والرئيس بري ورئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط قابلون بهذه المقايضة التي، في حال نجاحها، ستكون مرفقة بإطلاق برامج مساعدات للبنان في مقدمها برنامج مؤتمر «سيدر».

ومن معراب أكد رئيس القوات اللبنانية د. سمير جعجع عدم الاستعداد للمقايضة بين الرئاستين الأولى والثالثة لأن البلد بحاجة إلى رئيسين كفوئين وقادرين.

وشدد لقناة «الحرة» الاميركية على ان الدستور لحظ النصاب القانوني للجلسات النيابية ليحترم لا ليحترق، مشيرا الى ان القوات لن تشارك في أي جلسة تشريعية لمجلس النواب باعتبار ان أولوية المجلس حاليا فقط الاجتماع لانتخاب رئيس للجمهورية، ومعلنا ان مرشحه هو النائب ميشال معوض وسليمان فرنجية مرشح الحزب، «وأنا ارى ان الفراغ الرئاسي افضل من انتخاب رئيس من الممانعين، لن يعطي افضل مما اعطى ميشال عون».

وثمة عقبة أخرى أمام هذه المعادلة مصدرها جبران باسيل، الذي يعمل الحزب على اقناعه بهذا الخيار، مع التزام الحزب بعدم التصويت لسليمان فرنجية، إلا برضا حليفه جبران باسيل.

النائب ميشال معوض أكد على استمرارية ترشيحه للرئاسة، مشيرا إلى ان استمرار تشتت المعارضة والتغييريين وعدم اتفاقهم على اسم واحد، سيؤدي إلى الفشل المحتم، وقال: المهم ان نجتمع على اسم واحد..

وردا على سؤال، حول علاقاته الخارجية، أجاب: لو كان الأمر كذلك لما كنت اتواصل مع النواب، وهذا برهان على ان ترشيحي محض لبناني.

بدوره، رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي كشف عن امله بأن يكون رئيس الجمهورية سليمان فرنجية.

وقال في تصريح لقناة «الجزيرة» أملك صداقة مميزة مع الوزير السابق فرنجية وعلاقات تاريخية بيننا، لكن أترك للبرلمان ان ينتخب من يشاء، فأنا ليست لدي كتلة نيابية في المجلس، لكن اتمنى ان يكون سليمان فرنجية هو رئيس الجمهورية.

وعن موقفه من دعوة البطريرك بشارة الراعي الى مؤتمر دولي من أجل لبنان، قال ميقاتي: اعتقد أن غبطة البطريرك اراد من كلامه حث اللبنانيين على انتخاب رئيس كي لا تكون الخيارات الأخرى أسوأ.

وقال ميقاتي انه سيخاطب واشنطن رسميا للاستفسار عن احتمال تعرض لبنان للعقوبات في حال قبوله هبة النفط الإيرانية.

وردا على الرد، قالت قناة المنار الناطقة بلسان الحزب ان أبناء لبنان لا يريدون مساعدة انفسهم، فأولئك المصابون (بمتلازمة ستوكهولم) أي المدينين بالولاء والتعاطف (لخاطفهم) الاميركي لايزالون يرفضون هبة الفيول الايرانية.

وهنا لاحظت مصادر معارضة لـ «الأنباء» ان الولايات المتحدة رصدت مليوني دولار لترميم وإعادة تشغيل معمل (كهرمائي) في بلدة (رشميا) لزمته وزارة الطاقة الى شركة الموسوي للمقاولات، المحسوبة على حزب الله، دون تحفظ او اعتراض من الممول الأميركي!

الانباء – عمر حبنجر

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.
مواضيع تهمك

Comments are closed.