إيقاع سياسي وعسكري مرتفع في المشهد اللبناني وتحرك مرتقب لأركان «الخماسية» لتضييق مساحات التباعد

تشهد الساحة اللبنانية إيقاعا مرتفعا في الميدان السياسي لجهة إحداث خرق جدي في ملف الاستحقاق الرئاسي، وفي المواجهة المفتوحة بين «حزب الله» وإسرائيل.

ففي الشأن السياسي، يتوقع أن يشهد هذا الأسبوع تحركا لأركان «اللجنة الخماسية» في اتجاهات عدة، تمهيدا لتضييق المسافات أكثر بين الفرقاء اللبنانيين، وصولا إلى فتح قاعة البرلمان أمام النواب لعقد جلسة لانتخاب الرئيس، بدورات مفتوحة أو بجلسات متتالية مفتوحة، وفق ما يتم الاتفاق عليه مع رئيس المجلس نبيه بري.

وفي هذا السياق، كشف مصدران نيابي لبناني وديبلوماسي غربي كبير لـ «الأنباء» عن موقف نسباه إلى نافذين في الإدارة الأميركية، مفاده أن الأخيرة أبلغت عددا من النواب اللبنانيين من اتجاهات مختلفة، «وخصوصا من المنتمين إلى محور الممانعة، رفض الإدارة الأميركية وصول مرشح محسوب بالكامل على الممانعة إلى قصر بعبدا». الا انهما نقلا أجواء إيجابية لجهة قبول الأميركيين برئيس تطمئن اليه الممانعة، وتحديدا «الثنائي الشيعي»، طارحة إضافة أسماء عدد من المرشحين إلى اللائحة القصيرة التي باتت في عهدة «الخماسية». وفي اعتقاد المصدرين، فإن الغاية من الطرح الأميركي «ضمان استبعاد المرشح الرئيسي للممانعة (الوزير السابق سليمان فرنجية)، وإمكان إحداث خرق لجهة القبول بالمرشح الرئيسي لقوى المعارضة، أي قائد الجيش العماد جوزف عون، وإن كان ذلك من الصعوبة بمكان». وتحدث المصدران «عن كباش حقيقي لجهة الوصول إلى رئيس توافقي لا يستفز أيا من الفرقاء، من دون ان يتخلى عن الحزم في إدارة الملفات الداخلية والخارجية تحديدا. وهذان الأمران متوافران لدى شخصيتين من ضمن اللائحة القصيرة للخماسية».

وتوازيا، أكد مصدر ديبلوماسي آخر لـ «الأنباء» ان بيان «الخماسية» الأخير «وضع النقاط على الحروف، وهو بمثابة تحذير للقوى السياسية اللبنانية للتعاون في انتخاب رئيس للجمهورية ووضع إطار محدد في إنجاز المهمة الموكلة اليه انطلاقا من مبدأ: ألا هل بلغت..».

ورأى المصدر «انه إذا لم تتدارك الأطراف السياسية المعنية رسالة اللجنة الخماسية المدعومة عربيا ودوليا لانتخاب رئيس للجمهورية، فسيصبح لبنان مكشوفا على كل المستويات ويدخل في الفوضى الشاملة».

كما أبدى خشيته من عدوان إسرائيلي موسع على لبنان إذا فشلت مهمة الخماسية التي أعطت لنفسها وقتا إضافيا محددا لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، «الذي لم يعد يحتمل التأخير في ظل التطورات الإقليمية المتسارعة في المنطقة وخصوصا في غزة».

وتمنى لو «أن اجتماع المجلس النيابي بخصوص ملف النزوح السوري واتخاذ توصية للحكومة بشأنه، تزامن مع توصية أخرى بتحديد موعد زمني لانتخاب رئيس، الأمر الذي يوفر على لبنان مزيدا من التشرذم والانقسام في استحقاق هو من أولى الأولويات الذي بموجبه تحل أغلبية الأزمات».

وفي وقت يدور الجدل بين الحوار أو التشاور ومن سيوجه الدعوة، قالت مصادر مقربة من رئيس مجلس النواب نبيه بري لـ «الأنباء» إنه: «متى لمس استعدادا جديا من قبل الكتل النيابية للدخول في مسعى لانتخاب رئيس للجمهورية، فسيدعو فورا إلى جلسة لانتخاب الرئيس».

وأضافت المصادر: «ما دامت الأطراف المعنية غير مستعدة للتقدم خطوة واحدة إلى الأمام وتطوير مواقفها، فإنه لن يدعو إلى جلسات مفتوحة لن تنتج رئيسا بل تأتي نتائجها عكسية، وتتحول إلى سجال يجر البلد إلى مكان لا يريده الحريصون».

وذكرت المصادر بطرح الرئيس بري في 31 أغسطس الماضي، حين عرض في ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر حوارا لمدة 7 أيام، «نذهب بعده لانتخاب رئيس ايا كانت نتائج الحوار». وقالت: «لو لبى المعارضون دعوته يومذاك لكان لدينا اليوم رئيس للجمهورية».

وفي هذا الإطار، نصحت مصادر ديبلوماسية عددا من الأطراف «بضرورة تقديم التنازلات من أجل انتخاب رئيس يعيد الاستقرار ويجنب البلد توسع الحرب على الحدود».

وأشارت إلى «أن هناك اكثر من مسعى لإعادة تموضع نيابي، تحسبا لحصول حوار وتشاور قد يؤدي لانتخاب رئيس للجمهورية».

كذلك تحدثت مصادر مقربة من كتلة الاعتدال الوطني لـ «الأنباء» عن أن «مبادرة الكتلة لاتزال قيد التداول، واللجنة الخماسية ترحب بها وتعتبرها من ضمن الحلول المطروحة للبحث، ولا تحتاج إلى شروط مسبقة كي لا تفقد مصداقيتها». ونسبت إلى اللجنة الخماسية القول انه ينبغي التعامل مع مبادرة الكتلة «بشفافية وحسن نية، خصوصا أنها حتى الآن المبادرة الوحيدة التي عادت إلى الواجهة من جديد، ويتقبلها بالحد الأدنى معظم الفرقاء».

وفي وقت تعبر المفوضية العامة لشؤون اللاجئين عن رفضها إجراءات وزارة الداخلية والمؤسسات الأمنية اللبنانية، وما تتخذه البلديات من خطوات إزاء النازحين السوريين، ذكرت مصادر مطلعة لـ «الأنباء» ان ديبلوماسيين أوروبيين كشفوا لمسؤولين لبنانيين في مواقع القرار، «عن مؤشر جديد في المواقف الأوروبية، وان دولا أصبحت ترى أن عودة النازحين إلى المناطق الآمنة في سورية تشكل حلا لأزمة لبنان، وربما تسهم في تخفيف الضغط عن أوروبا».

وفي الميدان الجنوبي، تستمر المبارزة المفتوحة بين إسرائيل و«حزب الله». الأولى تقصف أهدافا بالطائرات الحربية والمدافع الثقيلة وتنفذ عمليات اغتيال بالمسيرات. فيما يرد «الحزب» باستهداف نقاط عسكرية حساسة، وأخرى يعطل فيها مقومات الحياة في المستوطنات شمال إسرائيل، وقت تنفيذ الأخيرة اعتداءات على مدنيين لبنانيين جنوبا.

الأنباء – أحمد عز الدين وخلدون قواص

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.
مواضيع تهمك

Comments are closed.