لا مؤشرات لبنانية داخلية على تخطي العقبات وحديث عن ضغوط فرنسية على باسيل مرفقة بإغراءات

حضر الملف اللبناني في إعلان جدة الذي صدر في ختام أعمال القمة العربية العادية في دورتها الثانية والثلاثين، من حيث دعوة اللبنانيين الى الحوار وحثهم على انتخاب رئيس للجمهورية يرضي طموحاتهم، وانتظام عمل المؤسسات الدستورية والاصلاحات، كما حضر في كلمة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، الذي طالب بخارطة الطريق لعودة النازحين السوريين الى بلادهم ومنع تصدير المخدرات الى البلاد العربية.

وكان الوضع في لبنان أيضا محور لقاءات ميقاتي مع كل من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الذي شكره على تمديد هبة النفط. 

هذا ما كان في قمة جدة، أما ما بعد القمة، خصوصا في الداخل اللبناني، فليس هناك من مؤشرات تدل على ان القوى السياسية اللبنانية، العاجزة عن التحاور والتلاقي، ستعطي أذنا مصغية لبيان القمة!

ولقد درج بعض السياسيين في لبنان على النظر الى العمل السياسي، كتجارة ومقاولات، ربح وخسارة، يبيعون التبعية بأي ثمن، ويتنازلون عن الكرامة لقاء منصب أو دور أو صفقة رابحة.

عمليا، لا جديد رئاسيا على مستوى الداخل، حيث يستمر رهان، كل من فريقي المعارضة والممانعة، على استقطاب كتلة «التيار الحر» ورئيسه جبران باسيل، فيما «حزب الله» منشغل في التحضير لمناورته العسكرية، المقررة اليوم الأحد، في إقليم التفاح الجنوبي، بمناسبة عيد «المقاومة والتحرير» والتي هي ذكرى الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان.

النائب نديم الجميل، عضو «كتلة حزب الكتائب»، رأى «ان هذه المناورة العسكرية لن تكون موجهة ضد إسرائيل، إنما هي تهويل على كل لبناني مؤمن بلبنان، وضد الدولة وسيادتها». وأضاف الجميل قائلا: «ان إيران، وعن طريق ميليشياتها، تصر على ان تجعل من لبنان ساحة مناورات ومنصة صواريخ، وحروب وهمية، وان على الجيش ان يمنع ذلك».

على الصعيد الرئاسي، دعا النائب فؤاد مخزومي المعارضة، من بكركي، وبعد لقائه البطريرك بشارة الراعي، الى الاتفاق على مرشح والتوجه الى مجلس النواب لانتخاب رئيس، كي يصبح لدينا رئيس جمهورية، وحكومة لتطبيق الإصلاحات المطلوبة، وفيما المنطقة تتجه الى التسويات ما زلنا في لبنان نتجادل حول «جنس الملائكة».

بدوره، النائب حسين الحاج حسن، عضو «كتلة الوفاء للمقاومة»، اعتبر أن في ملف الرئاسة اللبنانية بداية الحلول، وقال، في لقاء سياسي في مدينة بعلبك، إن: المنطقة تشهد تطورات إيجابية، لكن هذا لا يعفينا من التفاهم، فيما بيننا كلبنانيين، حول موضوع رئاسة الجمهورية بغض النظر عن تفاهمات المنطقة.

ورأى النائب إبراهيم الموسوي، عضو الكتلة عينها، في تغريدة: «ان رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، هو الشخصية المناسبة لرئاسة الجمهورية، في هذه المرحلة، ونحن ندعمه، وحظوظه ترتفع، يوما بعد يوم.

وطبعا يبقى كل ذلك كلام بكلام، ما لم يفلح أحد الطرفين، الممانع أوالمعارض، باستقطاب «كتلة لبنان القوي»، برئاسة باسيل، للانضمام الى صفه تأمينا لنصاب جلسة الانتخاب، ومن ثم التصويت لمرشحها، كونه يتحكم بثاني اكبر كتلة نيابية مسيحية، بعد «كتلة الجمهورية القوية»، الجناح النيابي لـ «حزب القوات اللبنانية».

وفي آخــر معلومـات المصادر المتابعة لـ «الأنباء»، ان الديبلوماسية الفرنسية على تواصل مستمر مع جبران باسيل، وان آخر العروض التي طرحت عليه، أن يتولى اختيار حاكم مصرف لبنان المركزي، بعد تنحية رياض سلامة، الملاحق من القضاء، الفرنسي والدولي، لقاء المسير في موكب ترشيح سليمان فرنجية، الى جانب «الثنائي الشيعي»، وتحديدا «حزب الله»، وتعتبر المصادر ان الجانب السياسي، في خلفية ملاحقة الحاكم سلامة، من جانب القضاء الفرنسي، يأخذ في اعتباره الاستجابة، لرغبات خصوم الحاكم، وعلى رأسهم جبران باسيل، الذي يرفض، من حيث المبدأ، أي مرشح تفرضه المعارضة، لا يكون حاصلا على رضى «حزب الله» وقبوله.

ويتهم القضاء الفرنسي رياض سلامة، الحامل للجنسية الفرنسية، بتأليف جمعية أشرار لارتكاب جرائم، تصل عقوبتها الى عشر سنوات، وغسيل الأموال، ضمن عصابة منظمة والاحتيال الضريبي المشدد.

أما في لبنان فالوقائع مختلفة، حيث ينتظر ان يمثل سلامة، أمام النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات، بعد أيام. وسيطرح ملف سلامة على اللقاء الوزاري التشاوري غدا الاثنين، برغبة من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، في اتخاذ خطوات، ومن بينها إقالة سلامة، تمهيدا لتعيين الخلف الذي قد يكون احد الأثمان المطلوبة من جانب الكتل النيابية.

الانباء – عمر حبنجر

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.
مواضيع تهمك

Comments are closed.