ماذا تعرف عن الشركة الصينية التي تنافس غوغل؟
Getty Imagesتستخدم تنسينت البطريق كرمز لمنصة الرسائل الشهيرة QQ، والتي تم إطلاقها قبل خمس سنوات من فيسبوك، في عام 1999
تتمتع شركة “تينسينت” التي تأسست عام 1998، ومقرها في إقليم شينزن بشعبية كبيرة في الصين وتحقق الكثير من الأرباح.
و رمز البطريق اللطيف مألوف جداً للأطفال في الصين تماماً كرمز ماكدونالدز “الأقواس الذهبية” المألوف لدى الأطفال في الغرب، كما تقول كيري ألين، خبيرة الإعلام الصيني في بي بي سي.
وقالت: “يُعتقد أن تينسيت أكبر بكثير من مجرد شركة صينية في الصين، لقد اكتسبت شهرة باعتبارها شركة صديقة للأسرة وتربط العائلات والأصدقاء وزملاء العمل في العصر الرقمي”.
وتضيف: “لديها نموذج عمل لا تستطيع الشركات الصينية الأخرى إلا أن تحسدها عليهإذ يمكنها الوصول إلى جميع فئات الجمهور عملياً”.
لكن الكثير من الناس في الغرب لم يسمعوا بها من قبل. لكن هذا لا يعني أنها غير موجودة في حياتنا اليومية. وعلى أية حال، تمتلك تينسينت أيضاً أسهماً في مجال الألعاب والموسيقا والأفلام الأكثر شعبية في الثقافة الغربية.
تطبيق وي تشات (WeChat )
ومثل ألفابيت، الشركة الأم لغوغل، تمتلك تينسينت مجموعة واسعة من الاستثمارات والشركات والتطبيقات رغم أننا نستطيع القول أنها لا تزال تشتهر بخدمات المراسلة.
وقد خصّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تطبيق WeChat في آخر أمر تنفيذي له، وطالب الشركات الأمريكية بالتوقف عن التعامل معها.
ولدى وي تشات أكثر من مليار مشترك داخل الصين وحول العالم، وتسمى النسخة الصينية من التطبيق بـ “واي تشين”. وغالباً ما تتم مقارنته بواتس آب، وبالتأكيد يستخدم على نطاق واسع للمراسلة.
تم حظر العديد من تطبيقات المراسلة ومواقع التواصل الاجتماعي الأمريكية في الصين، فمثلاً لا يمكنك إرسال رسالة عبر فيسبوك إلى صديق مقيم في بكين. كما أن هناك الكثير الذي بإمكانك فعله على تطبيق وي تشات غير المراسلة.
ما هو الحاسب الكوانتي الذي تطوره أمريكا لأغراض عسكرية؟
تيك توك: هل ستتجه الولايات المتحدة إلى تقسيم شبكة الإنترنت؟
استمرار مباحثات مايكروسوفت لشراء حصة التطبيق الصيني رغم تهديد ترامب بحظره
Getty Imagesيستخدم تطبيق وي تشات أكثر من مليار شخص شهرياً
وي تشات أقرب إلى نظام تشغيل مستقل تماماً، كما يمكنك استخدام أندرويد من غوغل، ونظام التشغيل آبل (أي أو إس) لمجموعة متنوعة من المهام ، يمكن استخدام وي تشات لقراءة الأخبار ودفع الفواتير وطلب تكسي أو الطعام وإدارة الشركات الصغيرة.
ولم تكشف الشركة مدى تحقيق “وي تشات” منفردة للأرباح فحسب، ولكن من الواضح أن تينسينت ككل في حالة نمو وازدهار.
Getty Imagesيقع المقر الرئيسي لشركة تينسينت في شينزن
وأظهرت نتائج الأرباح في الربع الأول من عام 2020 إجمالي إيرادات قدرت بـ 108 مليار يوان صيني (15.2 مليار دولار أمريكي)، بزيادة قدرها 26 في المئة سنوياً، رغم انتشار وباء كوفيد 19.
بينما بلغت عائدات شركة ألفابت في نفس الفترة 41.2 مليار دولار.
وكشفت البيانات الشركة أن لها 479 استثماراً وصلت قيمته إلى أكثر من 6.6 مليار دولار وأهمها:
الألعاب
من الواضح أن تينسينت تجني الكثير من الأموال من خلال الألعاب. فهي أكبر ناشر لألعاب الفيديو في العالم، ولديها حصة في أشهر لعبتين حول العالم: فورتنايت وبوبجي.
وتمتلك حصة 40 في المئة في فورتنايت وإيبك كيمز، ولديها ترخيص في تسويق بوبجي في الصين رغم فشلها في الحصول على الموافقة اللازمة.
كما أنها تمتلك بشكل كامل كل من League of Legends و Riot Games. وفي أكتوبر/تشرين الأول 2019، نشرت PC Gamer قائمة تضم 16 شركة ألعاب خارج الصين استثمرت فيها تينسينت بشكل علني بما في ذلك يوبيسوفت وديسكورد.
ما الدول التي يقضي سكانها أطول الأوقات على مواقع التواصل الاجتماعي؟
الموسيقا والأفلام
وتستثمر تينسينت في الموسيقا والأفلام الغربية أيضاً. فقد أكملت مؤخراً صفقة تمنحها حصة 10في المئة في شركة الموسيقى يونيفرسال العالمية، حيث توزع الشركة اغاني وموسيقى فنانين كبار مثل ليدي غاغا وتايلور وديريك وكيندريك لامار. بالإضافة إلى ذلك، تمتلك الشركة فعلياً قسماً موسيقياً خاصاً بها يدعى ( TME).
وشهدت عملية تبادل الأسهم بينها وبين سبوتفاي في عام 2017 حصلت تينسينت على حصة 7.5 في المئة في شركة سبوتيفاي ( Spotify) العملاقة بينما حصلت الاخيرة على 9.5 في المئة من اسهم تي أم أي.
وشاركت Tencent Pictures، ذراع الشركة السينمائي والإنتاجي، في عدد كبير من أفلام هوليوود بما في ذلك فيلم تيرمينيتر “دارك فيت” لعام 2019، وفيلم “ووندر وومن” لعام 2017، والفيلم الذي سيعرض على الشاشات في العام المقبل ” مافيرك”.
ولن ننسى امتلاك امتلاك العملاق الصيني لحصة خمسة في المئة أيضاً من شركة السيارات الكهربائية الأمريكية تيسلا.
ما الذي يقلق الولايات المتحدة؟
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن انتشار تطبيقات الهاتف المحمول التي طورتها وتملكها الشركات الصينية في الولايات المتحدة “تهدد الأمن القومي والسياسة الخارجية واقتصاد الولايات المتحدة”.
وتقول الحكومة الأمريكية إن كلاً من تطبيقي تيك توك وويتشات يجمعان معلوماتكثيرة عن مستخدميها”.
ويقال أن “جمع البيانات يسمح للحزب الشيوعي الصيني بالوصول إلى المعلومات الشخصية للأمريكيين”.
ويعرف على نطاق واسع أن ما هوتينغ، الرئيس التنفيذي لشركة تينسينت والمؤسس الشريك في، المعروف باسم بوني ما ، يدعم الحزب الشيوعي، كما أنه عضو في مجلس الشعب الصيني (البرلمان الوطني الصيني). وجاء في الأمر التنفيذي الذي أصدره ترامب أيضاً أن كلاً من وي تشات وتيك توك، يجمعان بيانات عن الرعايا الصينيين الذين يزورون الولايات المتحدة، مما يسمح لبكين “بمراقبتهم” .
ويشير البروفيسور آلان وودوارد ، خبير الأمن الالكتروني من جامعة ساري، إلى أنه بالنسبة للمستخدمين الدوليين، فإن بيانات وي تشات موجودة على خوادم خارج الصين، مما يعني من الناحية النظرية أنها محمية بشكل أكبر من رقابة الدولة.
لكنه أضاف أن سياسة حماية البيانات الشخصية بـ وي تشات تنص صراحة على أنها “ستمتثل لأي طلبات قانونية من وكالات الدولة لتسليم البيانات الموجودة في خوادمها”.
وقال: “تماماً كما هو الحال مع تيك تو ، فإن القلق هو أن الشركة الأم صينية، وبالتالي قد يُقال أنها تخضع بالفعل لقانون الاستخبارات الصيني”.
ولم تصدر شركة تنسينت حتى الآن أي رد على قرارات الادارة الأمريكية. واكتفت بالقول: “نحن نراجع الأمر التنفيذي لمعرفة كل جوانب القضية”.
Comments are closed.