الدالاي لاما: سبعة مليارات إنسان بحاجة “إلى إحساس بوحدة البشرية”
Getty Images
يجد الدالاي لاما أسبابا للتفاؤل ومحفزات للأمل، حتى وسط جائحة كورونا. إذ يقول في حوار مع بي بي سي إن الناس باتوا ، بسبب الوباء، مهتمين أكثر بمساعدة بعضهم البعض.
وقال في الحوار الذي أجراه جاستن رولات عبر اتصال بتقنية الفيديو من مقر إقامته في دارامسالا (الهند)، مقرّ الإدارة المركزية لحكومة التيبت في المنفى: إذا طور المليارات السبعة الذين على الأرض “إحساسا بوحدة النوع البشري” فقد يتوحدون بعد ذلك لحل مشكلة التغيّر المناخي.
وأمضى الدالاي لاما فترة الإغلاق التام في مقره المحاط بالجبال والمناظر الطبيعية الخلابة. ويقول: “هنا، لدينا مياه منعشة وعذبة، وهواء نقي. أشعر هنا بالسلام”.
ويفكّر الدالاي لاما بمن مرّوا بظروف صعبة وشعروا بالخوف خلال الجائحة، لكنه يقول إنّ بالإمكان الخروج من هذه المحنة بدروس ملهمة، تستحق الاحتفاء,
ويضيف : “تكشف مواجهتنا للمواقف المأساوية عن أعمق القيم البشرية، وهي التعاطف. في العادة، لا يفكّر الناس بتلك القيم العميقة، لكنهم حين يرون أخوتهم وأخواتهم في الإنسانية يعانون، تأتي استجابتهم بشكل تلقائي”.
Getty Imagesمنطفة ماكلود غانج حيث مقر حكومة التيبت في المنفى
ولكن ما هي نصيحته لمن يشعرون بالقلق والخوف؟
يقول الدلاي لاما : “إذا كانت هناك طريقة لتجاوز محنتك، فابذل بعض الجهد، ولا داعي للقلق. وان لم يكن هناك مخرج من المأزق، لا داع للقلق أيضاً، لأنك لن تستطيع فعل شيء. عليك أن تتقبّل ذلك. تماماً مثل التقدّم في السنّ”.
سيبلغ الدالاي لاما سنّ الخامسة والثمانين خلال أسابيع.
ويعتقد أنّ الشباب سيلعبون دوراً طليعياً في مواجهة التحدّي الأكبر برأيه، وهو الحفاظ على البيئة. ويقول: “يجب أن نأخذ الاحتباس الحراري بجدية كبيرة”، ويحثّ الدول على الاستثمار أكثر في الطاقة الهوائية والشمسية.
الأهم برأي القائد الديني الثمانيني، هو أن ندرك أننا لسنا أفراداً وحدنا، وأننا نعتمد على المجتمع الذي ننتمي له. “مهما كانت عائلتك ثرية، لن تستطيع الصمود. في السابق كنا نعطي أهمية كبيرة للقارة، والوطن، والدين، هذا كله بات من زمن آخر. ما نحتاج إليه الآن هو شعور الوحدة بين 7 مليارات انسان”.
ويرى الدالاي لاما، وتعني “القائد الأعظم”، أنّه يُمكننا الخروج بدروس إيجابية من وباء كورونا، لكن الاحتباس الحراري خطر أكبر، وسيشتدّ تهديده عقداً بعد عقد.
ومن التحديات الكبرى التي تشغل الدالاي لاما: التعليم.
“على العالم بأكمله أن يعطي انتباهاً أكبر للقدرة على تغيير مشاعرنا، يجب أن يكون ذلك جزءاً من التعليم، تثقيف الأطفال حول السلام الذهني، وكيف ننميه، ذلك مهم جداً”.
Comments are closed.