عون يؤيّد تعويم الحكومة الحالية في حال تعذُّر تشكيل حكومة جديدة.. وتداول اسم خبير جديد

‎رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مستقبلا في السرايا النائب السابق بهية الحريري (محمود الطويل)

«ذاب الثلج وبان المرج»، انه واحد من الأمثال اللبنانية الشعبية التي تعبر عن انكشاف الحقيقة المخفية ولو بعد حين، وذلك في مثل الحالة التي انتجت انتخاب نبيه بري رئيسا لمجلس النواب الجديد، والتياري إلياس بوصعب نائبا للرئيس.. وإلى آخر السلسلة المعنية بالمطبخ التشريعي لمجلس النواب.

لقد كشفت عمليات فرز الأصوات ما كان مغطى من تسويات تحت الطاولة بين حركة أمل والتيار الحر، بمسعى من حليفهما المشترك حزب الله، وبالتعاون السلبي فاز نبيه بري بأصوات التيار الحر، ونائبه إلياس بوصعب بأصوات ثنائي «أمل» وحزب الله، وتوحد الثلاثة بواحد، حزب الله وأمل زائد التيار الحر، وكانت الحصيلة المشتركة 65 صوتا من أصل 128.

وهذه أكثرية ضعيفة مقابل 63 صوتا للفرقاء الآخرين، الذين حافظوا على «تفرقهم»، فذهبت ريحهم في المواجهة الأولى.

لكن وليد جنبلاط، الذي انتخبت كتلته النيابية بري وعكسه غسان سكاف، لم يفقد الأمل بتوحد المعارضين ونهوضهم من حفرة التفرد وضعف الرؤية، وقال في تغريدة تويتيرية له: «بعد هزيمة الأغلبية الجديدة في المجلس النيابي بانتخاب نائب رئيس المجلس نتيجة سوء التنسيق، قد يكون من الأفضل صياغة برنامج مشترك يتجاوز التناقضات الثانوية من أجل مواجهة جبهة 8 آذار السورية ـ الإيرانية التي، للتذكير، ستنتقم لهزيمتها في الانتخابات بكل الوسائل ولن ترحم أحدا».

مصادر القوات اللبنانية أعربت عن خشيتها حيال الاستحقاقات الدستورية المقبلة من حكومية ورئاسية إذا لم يقرأ بعض التغييريين مشهدية ما حصل في مجلس النواب من سعي التيار البرتقالي والثنائي الشيعي لنسف ما أفرزته العملية الانتخابية من نتائج لأجل إبقاء قبضتهم على كل مؤسسات الدولة، بعدما ضرب حزب الله ضربته نيابيا ووفر للتيار الحر وحركة أمل ما يريدانه من أصوات من كلا الطرفين من تحت الطاولة، لعدم كشف التفاهم، وقد أكد أحد أعضاء كتلتهما النائب قاسم هاشم التصويت لصالح مرشح التيار إلياس بوصعب رغم عدم الامتنان لكون نواب التيار لم يلتزموا كثيرا بالتصويت لبري، وفاء لتعهدهم، علما ان كتلة بري قدمت ما يلزم من أصوات لبوصعب.

ولاحظت المصادر انه فيما كان حزب الله يدير اللعبة الانتخابية داخل المجلس، كان نواب التغيير والشعارات يتلهون بقشور التغيير لا في جوهره.. ولفتت إلى ان الناس صوتت من أجل قيام حركة اعتراضية منتجة داخل المجلس، لا حركات استعراضية في الساحات والشوارع.

ونقلت إذاعة «لبنان الحر» عن أوساط قريبة من حزب الله ان ما حصل كان أول اختبار لحقيقة أحجام الكتل النيابية بعد الانتخابات، ودحض الأقاويل عن أكثرية تمتلكها القوى المناوئة للحزب، مشددة على ان نتائج تصويت الثلاثاء حسمت الأكثرية للحزب وحلفائه، وهم (62 نائبا) يضاف إليهم آخرون بحسب الاستحقاق والملف، أما القوى المناوئة للحزب، كـ «القوات» وحلفائها، فلا يزيد عددهم على 38، والباقي 13 نائبا للتغيير و15 للمستقلين.

وعن موقف القوات اللبنانية ومسؤوليتها حيال ما حصل، قال النائب فادي كرم، عضو تكتل الجمهورية القوية، ان «القوات» فتحت المجال كي تختار القوى التغييرية مرشحها لنائب الرئيس، وقال: إنها تدعم أي مرشح يمكن الاتفاق عليه، لكن للأسف، لم يحسنوا ترجمة هذا الموقف.

الملف الحكومي وضع على الطاولة مع زيارة رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى رئيس الجمهورية ميشال عون مع النواب المنتخبين أمس الأول، ولم يعرف ما إذا كان في الوارد ان يدعو الرئيس عون إلى الاستشارات الملزمة لاختيار رئيس الحكومة الجديدة قبل موعد الجلسة النيابية المقررة يوم الثلاثاء المقبل أو بعدها.

ويبدو ان طرح تعويم حكومة نجيب ميقاتي، المكلفة بتصريف الأعمال، والذي أشارت «الأنباء» إلى تداوله بالأمس، كان له وقع صدى لدى الرئيس عون الذي أثاره أمام زواره من باب عدم ممانعته في تجديد الثقة بالحكومة الحالية من قبل مجلس النواب الجديد في حال موافقة القوى السياسية الأخرى على ذلك.

وأوضحت مصادر قريبة من بعبدا ان التعويم ليس طرحا يتبناه رئيس الجمهورية، إنما هو خيار أشار إليه ردا على سؤال، مشددة على ان الأولوية بالنسبة إليه هي لتشكيل حكومة جديدة في أسرع وقت، علما انه يصبح التعويم أحد المخارج في حال تعذر التشكيل، وان هناك سوابق في هذا المجال.

القوات اللبنانية استغربت من جهتها الحديث عن تعويم الحكومة الحالية، مشيرة إلى وجوب احترام المسار الدستوري بهذا الشأن، ومواصلة الدفع باتجاه توحيد القوى السيادية والتغييرية للاتفاق على اسم الرئيس المكلف، ليشكل حكومة جديدة بمعايير جديدة مرتبطة بنتائج الانتخابات وتوازناتها، وتختلف كل الاختلاف عن الحكومات السابقة.

وأعربت المصادر «القواتية» عن اعتقادها أن عملية ابتزاز نجيب ميقاتي بدأت عبر إعادة طرح اسم جواد عدرة لترؤس الحكومة المقبلة، في حين رأى الرئيس ميقاتي في حديث لقناة «الجديد» ان هناك صعوبة في تشكيل حكومة جديدة، لأن «الرئيس عون يريد ان تكون له فيها أكثرية ليطمئن».

وعن خليفته لرئاسة الحكومة من داخل مجلس النواب، اقترح ميقاتي أسماء كل من: أشرف ريفي وعبدالرحمن البزري وفؤاد المخزومي وغيرهما من الشخصيات، ومن خارج المجلس هناك رجل وطني اسمه عامر بساط وأي شخص يطرح سأكون بجانبه.

بعض الأوساط اعتبرت في تسمية هذه الشخصيات بمنزلة محرقة لها، في حين تشير معلومات «الأنباء» إلى تسليط الضوء على شخصية اقتصادية هو الخبير في صندوق النقد الدولي د.صالح منير نصولي، الموجود حاليا في بيروت، والذي زار مفتي لبنان الشيخ عبداللطيف دريان في سياق سلسلة لقاءات عقدها مع القوى السياسية.

الانباء ـ عمر حبنجر

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.
مواضيع تهمك

Comments are closed.