بدأ «الصمت الانتخابي» واستمر الحراك.. ولبنانيو الاغتراب بينهم المقيمون في الكويت يدلون بأصواتهم اليوم

رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي خلال تفقده غرفة العمليات الخاصة بإدارة ومراقبة الانتخابات النيابية في الخارج التي أنشأتها وزارة الخارجية والمغتربين بحضور وزير الخارجية عبدالله بوحبيب (محمود الطويل)

ساد «الصمت الانتخابي» في لبنان اعتبارا من منتصف ليل الأربعاء الخميس، حيث لا إطلالات انتخابية، ولا إعلامية، تمهيدا للمرحلة الأولى من اقتراع المغتربين اليوم الجمعة في البلدان العربية والإسلامية، التي تعتمد هذا اليوم عطلة رسمية، يعقبه صمت آخر يبدأ عند منتصف هذه الليلة تمهيدا للمرحلة الثانية من الانتخابات بعد غد الأحد في باقي المغتربات اللبنانية شرقا وغربا، ليتجدد الصمت قبل 24 ساعة من موعد انتخابات الداخل في 15 الجاري.

وسيكون اليوم الانتخابي الأول للمغتربين اللبنانيين في البلدان العربية والإسلامية ومن بينهم أكثر من 5700 لبناني مسجل للتصويت في الكويت، اليوم الجمعة، بمنزلة «بروڤة» للمرحلتين الأخريين، ان من حيث الاقبال على صناديق الاقتراع او من حيث انتظام سير العملية الانتخابية، ويبقى شبح التعطيل فوق مرحلة الانتخابات الداخلية في 15 الجاري.

وقد افتتح وزير الخارجية عبدالله بوحبيب غرفة العمليات الخاصة بإدارة ومراقبة الانتخابات النيابية في المقر المؤقت لوزارة الخارجية في شارع المصارف بوسط بيروت.

آخر المتكلمين مساء الأربعاء كان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، القادر على الكلام أيضا اليوم وغدا حتى يوم الانتخابات، لأنه غير مرشح، وغير مسوق او معلن لأي من المرشحين.

ميقاتي دعا الناخبين السنة إلى المشاركة بالانتخابات، ولم يخف قلقه من ان انتخاب رئيس جديد للجمهورية قد لا يمر بسهولة، واعتبر في حديث لـ «تلفزيون لبنان» ان الرئيس نبيه بري ضرورة في الوقت الحاضر، وانه بين جبران باسيل وسليمان فرنجية يختار فرنجية لرئاسة الجمهورية المقبلة، وفي الموضوع المالي قال: ان رصيد الاحتياطي في مصرف لبنان يبلغ حوالي 11 مليار دولار، إلى جانب مليار ومائة مليون دولار الذي يمثل قيمة حقوق السحب الخاصة في لبنان.

وخلال افتتاح غرفة العمليات الخاصة بإدارة ومراقبة الانتخابات النيابية في الخارج، دعا ميقاتي المنتشرين اللبنانيين إلى عدم التقاعس عن الاشتراك في الانتخابات، لأنهم قادرون على التغيير.

وبمعزل عن الصمت الملحوظ في قانون الانتخابات، استمر الحراك الانتخابي في مختلف الدوائر، واستقطبت دار الفتوى في بيروت الزخم الأكبر من الزيارات والاتصالات، ضمن اطار حث الناخب السني على المشاركة بالاقتراع، متخطيا موقف رئيس تيار المستقبل سعد الحريري، الداعي أعضاء تياره إلى تعليق المشاركة في الانتخابات.

غير ان المصادر المتابعة أكدت لـ «الأنباء» ان قيادة «المستقبل» تواصلت مع دار الفتوى، بعد اتساع المردود السلبي للبيان الصادر عن منسقية الاعلام في التيار، ردا على خطبة عيد الفطر للمفتي دريان الذي شدد فيها على رفض المقاطعة للانتخابات، ملحة على اصدار موقف ناف لانقطاع التواصل بين دار الفتوى والرئيس سعد الحريري، وقد صدر هذا الموقف عن دار الفتوى عبر المسؤول الإعلامي في الدار خلدون قواص، بثته قناة «إم تي ڤي»، وفيه أكد على ان التواصل بين المفتي دريان والرئيس سعد الحريري، كان ولايزال وسيبقى، مهما قيل ويقال، نافيا أي خلاف بينهما بسبب خطبة عيد الفطر، ولافتا إلى ان الحريري هنأ المفتي دريان بالعيد بعد القاء الخطبة وشدد على متانة العلاقة بينهما.

المصادر المتابعة انتظرت موقفا مرنا من قيادة المستقبل، بعد سلسلة الاتصالات المطالبة بالبيان الذي صدر عن دار الفتوى، وكان التوضيح ان الرئيس الحريري علق مشاركة تياره في الانتخابات، ولم يدع عامة الناس، وبالتالي ان أي دعوة للمشاركة العامة الآن، فيها تناقض مع الذات.

وعليه، فقد جزمت المصادر لـ «الأنباء» بأنه لن يصدر أي موقف عن الرئيس الحريري، حيال المشاركة بالانتخابات، لا تأكيدا على المقاطعة ولا رجوعا عنها.

المصادر اعتبرت ان الدعوة للمقاطعة، او لتعليق المشاركة، خطوة انفعالية، كان ليترتب عليها نتائج سلبية بعيدة المدى، لأن تغييب الصوت السني في بيروت وطرابلس وصيدا والشوف والبقاع الغربي، من شأنه تسليم القرار السياسي لمصلحة الأحزاب والتيارات السائرة في خط الممانعة، وان المقاطعة الحريرية للانتخابات ستهدي حزب الله والتيار الحر، 7 مقاعد للسنة في مختلف المناطق.

رئيس حزب الكتائب سامي الجميل دعا إلى تصحيح الخطأ الجسيم الذي ارتكب العام 2016، حيث كانت هناك الدولة وحزب الله، ولمجرد انتخاب رئيس جمهورية حليف لحزب الله أصبحت الدولة تحت سيطرة الحزب، وأول ما يجب عمله، سحب هذه الشرعية من الحزب، والفصل بينه وبين الدولة، أي العودة إلى ما قبل العام 2016، لأن أي خطوة لحزب الله تدفع الدولة والشعب اللبناني ثمنه، وعلينا سحب «الأكثرية» من حزب الله، بعدم السماح له باختيار رئيس الجمهورية.

ودعا الجميل عبر برنامج «صار الوقت» من قناة «إم تي ڤي» إلى فصل الحياة العسكرية عن الحياة المدنية، ولا يجوز ان تصبح قيادة الجيش منصة للوصول إلى رئاسة الجمهورية، ذلك يدمر الجيش اللبناني، واعتقد ان العماد جوزيف عون رافض لهذا الوضع وقد قالها شخصيا، وبالتالي انا اعتبر ان الانتخابات الرئاسية يجب ان تكون حصرا بالمدنيين.

وحول آلية التصويت، تقول المصادر: ان عدم التصويت يضعف كل مرشح لا يملك قدرة على الحشد بقوة المال او التحريض السياسي والمذهبي.. ويخدم الفريق الذي يستطيع ان يحشد بقوة بسبب التحريض الديني والحزبي، وهذا ما يقوم به فريق الثنائي الحاكم بحث ناخبيه على التصويت لحماية مشروعه في السيطرة على لبنان.. والتصويت بورقة بيضاء، يرفع من مجموع الحاصل الانتخابي المطلوب لدخول نادي المنافسة على تسمية المرشح الفائز.. من اللوائح المتنافسة، ولكنه لا يخدم المرشحين الذين لا يمتلكون القدرة على التجييش، مما يجعل الامر اكثر صعوبة عليهم.. وتأثير الورقة البيضاء حينها اصعب واكثر سوءا من عدم التصويت، لأنها ترفع النسبة المطلوبة لتحديد الحاصل الانتخابي، وبالتالي تخدم المرشحين الذين استطاعوا التجييش.

واعتبرت المصادر ان من يروج للمقاطعة او التصويت بورقة بيضاء على سبيل الاحتجاج، او التعبير عن رفض المشاركة، انما يخدمون مرشحي الثنائي الحاكم، ومشروعهم في تحقيق اغلبية نيابية تسمح لهم بتعديل الدستور، وتغيير وجه لبنان السياسي والثقافي والاقتصادي.

الانباء – عمر حبنجر

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.
مواضيع تهمك

Comments are closed.