مواجهة مفتوحة بين التيار والقوات.. والحليفان باسيل وأرسلان يتزاحمان على مقعد الأقليات

لافتة للرئيس سعد الحريري مرفوعة في منطقة الطريق الجديدة معقل تيار المستقبل تدعو لمقاطعة الانتخابات (محمود الطويل)

دخل الرئيس ميشال عون على خط التجييش الانتخابي، عبر التشكيك بنزاهة الانتخابات، ما ولد انطباعا بأن في كلام الرئيس عون، من خلال تغريدة تويترية، يسمح بالتشكيك في إمكانية اجرائها، على هذه الصورة.

وقال عون في تغريدته: «‏مع تصاعد منسوب المال الانتخابي أستذكر ما كتبت في العام 1998: تحاشوا أن تنتخبوا المرشحين لما في جيوبهم فهذا لهم، بل اختاروهم لما في قلوبهم وعقولهم فهذا لكم».

وردا غرد النائب السابق عن طرابلس د ..مصطفى علوش عبر «تويتر» قائلا: «للمتحدثين عن سقف المصروف الانتخابي الا تدخل «المرافقة العسكرية» في هذا المصروف؟ ولمن يسعى لإحداث فتنة في كل زيارة يدخلها عنوة، الا يقع تحت سقف القانون؟».

وواضح أن علوش يشير بقوله هذا إلى النائب جبران باسيل، الذي يتجول في مناطق ترفض وجوده، مستعينا بالحرس الجمهوري،

والوحدات العسكرية القتالية، كما حصل في البقاع الأوسط، أمس الأول، وقد ختم علوش تغريدته بقوله: «لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي».

بدوره د.سمير جعجع رئيس حزب «القوات اللبنانية» علق على التغريدة الرئاسية، قائلا: «الرئيس عون نجح في أمرين: الأول أنه بشرنا بأننا ذاهبون إلى جهنم، والثاني في تلطيخ صورة بعض القوات الذين نشأوا حول القوات مدعين انهم قوات ونسبت إليهم بعض المخالفات، وإذا بميشال عون، بدلا من أن يكون عنده الحد الأدنى من الشرف، ويقول هؤلاء ليسوا من القوات الفعليين، غطى على كل الحقائق ولم يبرز سوى الشواذات التي حصلت».

عمليا المواجهة بين «التيار الحر» و«القوات اللبنانية» قائمة في مختلف الدوائر ذات الأكثرية المسيحية، وخصوصا في دائرة «بيروت الأولى» التي تضم الأشرفية والرميل والمدور والصيفي، وحيث تتنافس ست لوائح تضم 38 مرشحا على ثمانية مقاعد، إذ لأول مرة تخوض «القوات اللبنانية» الانتخابات في هذه الدائرة، بلائحة لا تتضمن اسم نديم بشير الجميل، الذي اختار العودة الى جذوره الكتائبية، في وقت يبدو فيه الصوت السني في هذه الدائرة (12691 اقترع منهم 4860 بانتخابات 2018) مشتتا بسبب عزوف «تيار المستقبل».
وثمة مواجهة بين قيادة التيار وبين حليفها في البقاع الغربي، نائب رئيس المجلس النيابي إيلي الفرزلي، إذ سبق لجبران باسيل أن تهجم عليه الفرزلي، واصفا اياه بـ «الوصولي الجاحد»، وقد رد الفرزلي بقول للإمام الشافعي وفيه: يخاطبني السفيه بكل قبح فأكره أن أكون له مجيبا، يزيد سفاهة فأزيد حلما، كعود زاده الاحراق طيبا..

أما في بيروت (الدائرة الثانية) فتتنافس 11 لائحة بينها ثلاث تدور في فلك «حزب الله»، هذا الواقع حفز مفتي لبنان الشيخ عبد اللطيف دريان على تخطي دعوة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري مناصريه إلى عدم المشاركة بالانتخابات، والتشديد على دعوة رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة للمشاركة الكثيفة في الانتخابات، تحسبا لتمثيل بيروت، بمن لا يشبهونها، وهنا يقول صلاح سلام، رئيس تحرير صحيفة «اللواء»، إن موقف المفتي وضع «تيار المستقبل» في موقف حرج، إذ لأول مرة في تاريخ العلاقة بين دار الفتوى و«تيار المستقبل» يحصل مثل هذا التباين، لكن الفعاليات البيروتية مازالت تنتظر الكلمة الفصل من الرئيس سعد الحريري شخصيا، وإلا فسيكون خروجه من المضمار الانتخابي خروجا من الوجدان الشعبي، الذي مازال يتعامل معه كوريث سياسي لوالده الشهيد رفيق الحريري.
في دائرة بيروت الاولى الصراع على المقعد الماروني الوحيد في الأشرفية، حيث يتنافس النائب نديم الجميل، مع مرشح «القوات اللبنانية» جورج شهوان، ويبدو أن غياب الجميل عن الدائرة التي ورثها عن جده لن تتجاوب معه هذه الدورة بسبب ذلك الغياب.

الجميل، قال لقناة «أم تي في»، إن الانتخابات النيابية اليوم هي استفتاء، لمعرفة اي لبنان نريد، لبنان الممانع أم لبنان المنفتح؟ وقال: نحمل هوية شهداء الأشرفية وتضحياتهم، وشدد على وجوب تقوية سلاح الدولة بوجه «حزب الله» ونفوذه الذي يعمل لخدمة مشروع إيران.

بدوره هاجم باسيل حلفاءه في دائرة بيروت الثانية، متهما اياهم بمحاولة انتزاع مقعد الأقليات المسيحية منه، والذي يشغله الآن ادغار طرابلسي، وقال في احتفال انتخابي ان إدخال المال السياسي إلى المجتمع جريمة أسوأ من القتل.

ومشكلة باسيل هنا، مع حليف اللائحة طلال أرسلان الذي يطالب «حزب الله» بدعم مرشحه الدرزي في الدائرة الثانية، بوجه مرشح «الحزب التقدمي الاشتراكي» ووليد جنبلاط، كأولوية عن سواه، في وقت لا يستطيع الحزب أن يجير أصواته إلى أكثر من حليف واحد، حتى لا يفقد أحد مرشحي «الثنائي الشيعي» في هذه الدائرة.

وأمل أرسلان أن «لا يقدمنا الحلفاء جائزة ترضية للخصوم، مشيرا إلى هذه الانتخابات قد تكون الأخطر في تاريخ لبنان».

وردا على المواقف العنيفة التي أعلنها باسيل من البقاع الغربي قبل أيام، اتهم عضو اللقاء الديموقراطي وائل ابو فاعور باسيل وتياره بمحاولة تمزيق العيش الواحد في هذه المنطقة، ودعا أهالي البقاع إلى اسقاطهم، أما عن الشراكة الإسلامية – المسيحية قال أبو فاعور، لقد رأينا نموذجا عنها في قبرشمون وطرابلس وعكار، فأنتم وعهدكم الأسود تفهمون الشراكة تبعية وخنوعا وذلا.

وفي مجال الضغط الانتخابي، أقدم ذو الفقار رعد، على ضرب ابن عمه المرشح للانتخابات في دائرة بعلبك الهرمل د.حسين رعد، داخل حسينيية آل رعد، حيث كان يقدم التعزية حتى أغمي عليه، لرفضه الانسحاب من المواجهة الانتخابية مع «حزب الله».
وطلب الشيخ عباس الجوهري رئيس اللائحة التي ينتمي إليها رعد، من الرأي العام مواكبة ما يحصل في دائرة بعلبك الهرمل، لأنه لم يعد

يتحمل، هذه الداعشية، وقال: لا أدري كيف سنضع حلا لها، وتوجه إلى السيد حسن نصر الله قائلا: هذه المعايير الأخلاقية توجب عليه التواصل مع جماعته.

في غضون ذلك، منع «فيسبوك» البحث عن اسم النائب علي حسن خليل، معللا ذلك بأن اسم الرجل يرتبط «بأعمال خطيرة» يقوم بها أفراد ومنظمات، وهو أمر غير مسموح به على «فيسبوك»، علما أن علي حسن خليل لايزال عضوا في مجلس النواب وهو مرشح للانتخابات النيابية، رغم انه مدعى عليه في «جريمة العصر» ويتحدى القضاء رافضا المثول أمامه.

الانباء – عمر حبنجر

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.
مواضيع تهمك

Comments are closed.