الانتخابات في دائرة الشك.. باسيل يعترف: لا نملك الأكثرية ومعلومات عن التسليم لفرنجية بالرئاسة لقاء حفظ الدور

رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ومنسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية نجاة رشدي يوقعان ا تفاقية تعاون(محمود الطويل)

مهما كانت حاجة الانسان للشمس، فهي تغيب كل يوم، دون أن يحزن لغيابها أحد، لأنها ستشرق مجددا. تلك هي الثقة التي يفتقدها اللبنانيون بمن ولي أمرهم، في هذه المرحلة وما قبلها، وما بعدها، الذي لايزال في ضمير الغيب وفي ذمة فرقاء من فاقدي الذمم.

ومن تعثر المساعي والمبادرات، في اخراج البلد من عنق زجاجة الفوضى والشلل، ما أبقى الاستحقاق الانتخابي في دائرة الشك، حتى قبل أسبوعين من موعده، حيث الموظفون الحكوميون في حالة امتناع عن العمل، ومثلهم قضاة الاشراف، بغياب التمويل واللوجيستية، ولوائح القيد غير المنقحة، اذ مازال ممكنا إشراك الأموات غير المصرح عن وفاتهم في التصويت، وكذلك بعض النسوة المتزوجات اللواتي بوسعهن الاقتراع مرتين، مرة استنادا الى سجل قيدهن القديم على خانة الأهل، قبل الزواج وثانية، بموجب سجل قيدهن على خانة الزوج، علما ان هناك 30 ألف امرأة في مثل هذه الحالة بحسب إحصاءات الأحوال الشخصية، لم تسمح بتصحيحها الفوضى الإدارية وإضرابات موظفي الإدارات الرسمية، طلبا لتصحيح الأوضاع المعيشية التي ذهبت أدراج الدولار، وتفاقم الأسعار، وصولا الى جوازات السفر التي ساهم تعذرها في دفع اللبنانيين البائسين الى تفضيل «قوارب الموت» على متابعة العيش في مطاردة يومية لحبة الدواء وربطة الخبز وصفيحة البنزين، الى جانب المعاناة مع الأمن الهش، حيث بات الخطف من أجل الفدية فعلا اجراميا يوميا في بعض المناطق وتحديدا في منطقة بعلبك – الهرمل، الحدودية منها، فضلا عن ضياع ودائع الناس في غياهب الكارتلات المصرفية.

وأمام كل هذه العورات الاقتصادية والمالية والأمنية المكررة، المطلوب من الناخب اللبناني الوثوق بأن التغيير حاصل، وان ما بعد الشدة الا الفرج، وان المحاسبة ممكنة، بل بدأت الفعل، من طرح كتلة القوات اللبنانية الثقة بوزير الخارجية عبدالله بوحبيب على خلفية التوزيع السيئ لمراكز الاقتراع في المغتربات، في أستراليا. لكن فقدان النصاب كان لها بالمرصاد بسب انعدام حماسة تيار المستقبل ورفض التيار الحر وحزب الله، بحيث بقي نواب القوات وحدهم في الساحة، وعلى مسافة منهم نواب كتلة التنمية والتحرير لغاية في نفس رئيسها نبيه بري وهي «زكزكة» الرئيس عون والنائب جبران باسيل اللذين يشكلان المظلة الحامية للوزير بو حبيب، والأخير اعترف في تصريح له امس، بأن السفراء المنسوبة إليهم الأخطاء المتعلقة باقتراع المغتربين، غير معصومين.

وفي هذا السياق، أبلغ سفير لبنان في الارجنتين، جوني ابراهيم وزارة الخارجية إلغاء مشاركة الجالية اللبنانية في هذا البلد بالانتخابات، لأن عدد من سجلوا أسماءهم للاقتراع لم يتجاوز 130 مغتربا.

رئيس التيار الحر باسيل وفي أول اعتراف منه بالانكفاء السياسي، قال لقناة الميادين الايرانية: نحن جزء من واقع سياسي نرفضه، لكننا لا نملك الأكثرية اللازمة لفرض برنامجنا، فهناك انقلاب حصل علينا في 17 اكتوبر، لكن التفاهم مع حزب الله أعطانا القوة لمواجهة مشاريع خارجية. باسيل التقى مع نائب رئيس القوات اللبنانية جورج عدوان برفض انتخاب الرئيس بري لرئاسة المجلس العتيد.

مصادر متابعة قرأت في كلام باسيل التواضعي، نوعا من القبول بإخلاء المضمار الرئاسي للمتسابق الرئيسي باتجاه بعبدا، سليمان فرنجية، مقابل ان يحفظ له الأخير مكانته السياسية ودوره على مستوى الزعامة المسيحية، فضلا عن حماية مناصري التيار الذين تم توزيعهم على مرافق الدولة.

وفي رأي المصادر فإن هذه الصفقة، تم انضاجها خلا إفطار رمضاني الذي أقامه السيد حسن نصر الله للحليفين اللدودين مطلع شهر رمضان، ويتناغم مع كل هذا، حديث رئيس الجمهورية ميشال عون بالأمس، عن الرئيس الذي سيتولى الرئاسة من بعده.

في غضون ذلك، يبقى انتشال الغرقى من «مركب الموت» في مياه الشاطئ الطرابلسي، في رأس الاهتمامات الشعبية. وأبلغ وزير الخارجية انه طلب من سفراء الدول القادرة تقديم ما يمكن من معدات لانتشال الزورق عن عمق 400 متر وسيأتي الرد الى وزير الدفاع موريس سليم.

وفي حشد شعبي غاضب، تحدث الشيخ سالم الرافعي، من هيئة العلماء المسلمين، متوجها الى المسؤولين بالقول: طرابلس اليوم مطار مقفل، ومرفأ مصفر ومنطقة اقتصادية لا يسمح لها بالعمل ومنطقة صناعية لا تعمل ومصفاة معطلة، وهذه المؤسسات لو قيد لها العمل لاستوعبت 20 ألف وظيفة، انما جرى تعطيلها بقرار سياسي كي تبقى طرابلس مهمشة ومحرومة وصندوق بريد يستعمله السياسيون غب الطلب.

وتوجه الى قيادة الجيش بالقول: «كل الشهود أكدوا ان الأمر كان تعمدا من الضابط الذي أراد اغراق المركب، ونحن لا نستبق التحقيق، علما ان المؤسسة العسكرية لا يضيرها ان تسلمه الى القضاء»

على الصعيد الانتخابي، نبه النائب العكاري وليد البعريني من مسرحية تعد لتأجيل الانتخابات، وقال انها قيد التحضير الآن، محذرا من ان هذه الخطوة ستكون بمنزلة آخر مسمار في نعش الدولة.

القوات اللبنانية، قررت تقديم شكوى امام القضاء ضد عمر حرفوش المرشح عن المقعد السني في طرابلس، لإدلائه بتصريحات تزعم حصول القوات على دعم إسرائيلي!

وحرفوش فنان لبناني مقيم في فرنسا ويحمل جنسيتها، وقريب في أفكاره السياسية من التيار الحر.

وفي المعلومات، ان المرشح للانتخابات عن دائرة بعلبك – الهرمل رفعت المصري، اعلن انسحابه من المعركة الانتخابية في مؤتمر صحافي، ليكون المرشح الشيعي الثالث، الذي ينسحب من اللوائح المنافسة لثنائي أمل وحزب الله، وبخاصة لوائح القوات اللبنانية في تلك الدائرة، بعد رامز أمهز وأيمن مشيك.

الانباء – عمر حبنجر

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.
مواضيع تهمك

Comments are closed.