السنّة يشاركون بقوة في الانتخابات اللبنانية رغم مقاطعة الحريري

بلغ عدد اللوائح الانتخابية المسجلة لخوض الانتخابات البرلمانية في لبنان 103 لوائح عقب انتهاء مهلة التسجيل بعد منتصف ليل الاثنين – الثلاثاء، وسط ارتفاع في عدد اللوائح الانتخابية السنية عن مثيلتها في انتخابات 2018 رغم مقاطعة تيار المستقبل ورئيسه سعد الحريري للانتخابات.

وتبيّن من خلال استعراض اللوائح الانتخابية السنية في الدوائر أن دائرة الشمال الثانية (طرابلس – المنية – الضنية) احتلت المرتبة الأولى في عدد اللوائح الذي بلغ 11، ولتحلّ بعدها في المرتبة الثانية دائرة بيروت الثانية بعشر لوائح، ثم جاءت كل من دائرة الشمال الأولى (عكار) ودائرة البقاع الأولى (زحلة) في المرتبة الثالثة بثماني لوائح انتخابية.

وحلّت في المرتبة الرابعة بعدد سبع لوائح دوائر جبل لبنان الأولى (كسروان – جبيل)، والثالثة (بعبدا)، والرابعة (الشوف – عاليه)، والجنوب الأولى (صيدا – جزّين)، والشمال الثالثة (البترون – زغرتا – الكورة – بشري).

ويلاحظ مراقبون أن الدوائر التي تضم العدد الأكبر من الناخبين السنّة هي التي شهدت زحمة في اللوائح وكثرة في عدد المرشحين، بينما يقل عدد اللوائح في الدوائر التي تضم العدد الأكبر من الناخبين الشيعة.

بسام مولوي: عدد اللوائح الانتخابية سجل ارتفاعا مقارنة بانتخابات 2018

وكانت استطلاعات الرأي توقعت أن تنخفض نسبة مشاركة السنة في الانتخابات المزمع إجراؤها في الخامس عشر مايو القادم، لكن عدم مشاركة تيار المستقبل في الانتخابات النيابية سمح وفق محللين لأعداد كبيرة بالترشّح باعتبارها فرصة لإمكانية الفوز بالمقاعد السنّية في غياب الضابط السياسي والانتخابي.

ويرجع المراقبون ارتفاع نسبة المشاركة إلى عدم قناعة الناخبين والمرشحين في الساحة السنّية بأن رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة أو نواب المستقبل السابقين قادرون على أن يشكلوا بديلا لرئيس الحكومة السابق سعد الحريري.

ويقول هؤلاء إن انكفاء قيادات المكون السني عن خوض الانتخابات يفتح الباب أمام القيادات الشابة لقيادة التغيير المنشود والقطع مع استراتيجيات الزعماء التقليديين في التعاطي مع ملفات لبنان الحارقة.

وينص القانون الانتخابي في لبنان على أن أي مرشح لا ينضوي ضمن لائحة يسقط ترشيحه ويعتبر خارج السباق الانتخابي.

وتضم اللائحة الانتخابية عددا من المرشحين على مقاعد نيابية عن إحدى الدوائر الـ15 (قضاء أو أكثر).

ومنتصف مارس الماضي بلغ عدد المرشحين 1044 مع إقفال باب الترشح، إلا أن هذا العدد انخفض الثلاثاء إلى 718 بعد انسحاب 42 مرشحا، وسقوط ترشيح 284 آخرين لعدم انضوائهم تحت أي لائحة.

عدم مشاركة تيار المستقبل سمح لأعداد كبيرة بالترشّح باعتبارها فرصة لإمكانية الفوز بالمقاعد السنّية
وأشار وزير الداخلية اللبناني بسام مولوي إلى أن عدد اللوائح الانتخابية سجل ارتفاعا ملحوظا مقارنة بالانتخابات النيابية الماضية عام 2018 حيث بلغ حينها 77 لائحة فقط.

وتُجرى الانتخابات البرلمانية في لبنان كل أربع سنوات وفق التوزيع المعتمد منذ اتفاق الطائف عام 1989، بواقع 128 مقعدا بالمناصفة بين المسلمين والمسيحيين في عموم البلاد.

وتتوزع المقاعد الـ128 على النحو الآتي: 28 للسنة، 28 للشيعة، 8 للدروز، 34 للموارنة، 14 للأرثوذكس، 8 للكاثوليك، 5 للأرمن، مقعدان للعلويين، ومقعد واحد للأقليات داخل الطائفة المسيحية.

وتجرى الانتخابات النيابية في ظلّ أزمة اقتصادية طاحنة وغير مسبوقة، أدت إلى انهيار قياسي في قيمة العملة المحلية مقابل الدولار، فضلا عن شح في الوقود والأدوية وارتفاع أسعار السلع الغذائية.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.