الترسيم الحدودي بين لبنان وإسرائيل.. عودة “ألعاب” الميليشيات

ظهر قبل ثمانية أسابيع، أن التسوية لملف الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل قاب قوسين أو أدنى، حمل المبعوث الأمريكي آموس هوكستاين في جعبته اقتراحات لتحقيق تسوية على المنطقة البحرية الغنية بالغاز.
كان الاتفاق يبدو متحققاً، وأطلقت تصريحات بما فيها التي قالها زعيم الميليشيات حسن نصرالله عن عدم تدخل ميليشياته بقرار الدولة اللبنانية في هذا الملف.
وخرج من قصر الرئاسة اللبنانية معلومات عن تنازل بيروت عن المطالبة بزيادة مساحة كبيرة من المنطقة البحرية إضافة إلى المساحة موضوع الخلاف. وللتسهيل على لبنان، الذي يعيش أزمة اقتصادية عميقة، اقترح هوكستاين أن تبدأ شركات الغاز الدولية بالبحث عن حقول الغاز وإنتاجه وتوزيعه بين الدولتين.
ولكن كما يبدو فإن ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل يتجه إلى مزيد من التعقيد، إذ تبدل موقف لبنان الرسمي من طرح هوكستاين، مع الاتجاه لرفض اقتراحات الحل، ما يؤدي لتطيير التسوية البحرية والعودة إلى نقطة الصفر.
ويشير مصدر دبلوماسي في بيروت إلى أن خلافات بين المسؤولين اللبنانيين ظهرت للواجهة، ولكن الواضح أن حزب الله يديرها سعياً للتخريب وإشعال الحروب في المنطقة بدلاً من تحقيق السلام، بينما تجهد واشنطن لإنهاء هذا النزاع خصوصاً في ظل استمرار الحرب الروسية – الأوكرانية.
وبرزت الإشكالية اللبنانية الأولى بموقف مستجد لحزب الله أطلقه القيادي في كتلة حزب الله النيابية محمد رعد قائلاً أنه يفضل بقاء الغاز في باطن البحر، على أن تستفيد منه إسرائيل.
وعلى رغم من أن نصرالله أعلن سابقاً عدم التدخل والسماح للحكومة بالتعامل مع الأمور، تداخل ارتبط بتراجع مكانته السياسية داخلياً، إثر دراسات عدة أشارت إلى أن الانتخابات المقبلة لن تكون جيدة له أو لحلفائه في ظل الانهيار الاقتصادي والاجتماعي الذي يعيشه البلد، وخصوصاً أن تهمة تفجير مرفأ بيروت ارتبطت بالمواد المتفجرة التي استوردتها الميليشيات.
ويدفع حزب الله رئيس الجمهورية ميشال عون إلى رفض الاتفاق والمطالبة بحصص أكثر مما اتفق عليه مع الموفد الأمريكي في فبراير (شباط) الماضي، ويطالب أيضاً برفع العقوبات الأمريكية عن صهر الرئيس، جبران باسيل، التي طالته بسبب دوره وآخرين معهم حزب الله بعمليات فساد ضخمة تكلفت اللبنانيين مليارات الدولارات.
وبالنظر إلى موقف حزب الله، يبدو أن لبنان يستعد للمطالبة بكل المساحات المتنازع عليها، وهو أمر عبثي لا يمكن للولايات المتحدة وإسرائيل قبوله، ما يعيق الصفقة، فيستغل نصر الله الأمر مجدداً لصالح حزبه وحلفائه في الانتخابات النيابية.
في وضع واشنطن هذه الأيام حيال الوضع في أوكرانيا والصين والاتفاق مع إيران، يُطرح السؤال عمّا إذا كانت الولايات المتحدة ستستخدم كل ثقلها لإنهاء القضية.
ولكن ما لا يعرفه اللبنانيون أن “ألعاب” حزب الله للمطالبة بكامل المساحة البحرية، ستحرر إسرائيل من أي التزام، وتالياً يمكنها البدء بإنتاج الغاز في الجزء الذي من المفترض أن يكون تابعاً لها.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.
مواضيع تهمك

Comments are closed.