البطريرك الراعي يزور قداسة البابا تواضروس الثاني

استهل غبطة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي زيارته الى مصر بلقاء قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية في المقر البابوي في العباسية يرافقه راعي الابرشية المطران جورج شيحان والرئيس العام للرهبانية المارونية المريميين الاباتي بيار نجم ووعدد من الكهنة والاباء. واقيم لغبطته استقبال حبري حاشد تقدمه البابا تواضروس ولفيف من الاساقفة والكهنة والاكليريكيين والمؤمنين.

وفي كلمة ترحيب له قال البابا تواضروس الثاني : “نرحب بغبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي هنا في مصر وفي الكنيسة الارثوذكسية القبطية كاخ حبيب في المسيح ونحن نحبه كثيرا ونحب كنيسته وبلده لبنان الذي تكلم عنه الكتاب المقدس هذا البلد الذي له تاريخ عظيم وحضارة.

ما اجمل ان يجتمع الاخوة معا وما اجمل ان تتواجد المحبة على الدوام بين جميع كنائسنا في العالم. نحن في منطقة الشرق الاوسط وفي هذه البلاد التي شهدت مهد الاديان والحضارات والثقافات والتاريخ الممتد والجذور الموجودة في التاريخ نحن في هذه البلاد الغنية روحيا والممتلئة بالخبرات والاختبارات الروحية نسعى كثيرا لنتقارب جميعنا في كنائسنا. وكما ان لبنان دولة مهمة جدًا لمصر هكذا مصر هي دولة مهمة جدا للبنان على المستوى السياسي والاقتصادي حيث التعاون الكبير بينهما وكثيرا ما نجد القيادات السياسية والشعبية في تلاق مستمر حتى على المستويين الثقافي والفني هناك تاريخ كبير بين البلدين. ومن احد العوامل الجيدة من هذه المشاركة هناك المشاركة في الاديرة والرهبانيات اذ انه كما نشأت الكنيسة القبطية على ارض مصر في القرن الثالث ميلادي وكان اول راهب هو القديس انطونيوس الكبير وهو مصري، كذلك نجد رهبنة خادمة وعاملة وفاعلة في لبنان في اديرة كثيرة وانا اعلم كثيرا محبة غبطته للرهبنة والاديرة وعندما زرت لبنان اكثر من مرة حدثني عن تاريخ بعض الاديرة والرهبنات في لبنان. ونحن نعلم ان الاديرة هي واحات للصلاة ومراكز روحية تجعل حياتنا في العالم حياة انسانية حقيقية فليست الحياة مادية فقط وهي ليست في الامور المنظورة ولكننا نؤمن جدا بقوة الصلاة.”
وتابع قداسته: ” نحن سعداء في هذا الصباح ان نطلب من البطريرك الراعي ان يباركنا في هذه الزيارة وندرك اهتمامه بالعمل التعليمي ونعتز بما صنعته المدرسة المارونية عبر تاريخها لاكثر من مئة عام في خدمة المصريين والذين تعلموا على مدى اجيال في هذه المدرسة المرموقة.
انا سعيد جدا بحضوركم يا صاحب الغبطة وفي شهر ايار المقبل هناك اجتماع الجمعية العامة لمجلس كنائس الشرق الاوسط بنعمة المسيح سيكون لقاء لكل الآباء في مصر للمرة الاولى في تاريخ مجلس كنائس الشرق الاوسط.”
وختم البابا تواضروس الثاني: “نتمنى لغبطتكم اقامة مريحة وسعيدة في مصر وان يكون لديك الوقت الكافي للقاء بعض الشخصيات المصرية ولتلمس كيف تقدم المجتمع المصري تحت قيادة الرئيس السيسي والنهضة التعليمية والصناعية والتكنولوجية والزراعية والاقتصادية الكبيرة على ارض مصر. ونشكر الرب ان بلادنا تتقدم بشكل كبير وبخطوات كبيرة في السنوات الاخيرة وانا اعلم ان مصر تقدم كل مساعدتها للمجتمع اللبناني لكي يقوم من ضعفه ولكي يتقدم ويعود الى مكانته العظيمة.”
من جهته رح البطريرك الراعي بكلمة شكر قال فيها: ” شكراً قداسة البابا على محبتك الكبيرة، شكراً على كلمتك اللطيفة وعلى الصفحة الرائعة من تاريخ العلاقة بين لبنان ومصر العزيزة، وبين الكنيسة المارونية والكنيسة القبطية.
أحيّي إخواني السادة الأساقفة الموجودين معنا، والآباء والحاضرين، ومع أخي سيادة المطران جورج شيحان الذي يحافظ على هذه العلاقة الطيبة، وقدس رئيس عام الرهبانية المارونية المريمية التي انتمي اليها، وكل من يعمل على ايصال الرسالة، إن كانوا من رهبنتنا أم من سواها، وبإسم كل الكهنة وكل شعبنا، أريد أن أعبّر اليوم عن محبتي الكبيرة لقداستك، وأن أقول أمام الجمهور بأن هذه المحبة التي تربطنا مع قداسة البابا ليست محبة كنسيّة فقط، بل هي عاطفيّة وروحية، وهذا هو الأساس. لذلك عندما يكون لدي زيارة الى مصر أشعر في قلبي أنني سألتقي بأخ كبير وعزيز عليّ، ودائماً أوجّه له تحيّتي وصلاتي، وأوجّه له أيضاً الدعوة الى لبنان للمكوث عندنا، وأكرر له الدعوة الآن بأن يزورنا في فصل الصيف. أتأمّل أن يستطيع قداسته تلبية الدعوة هذه السنة لنكمل هذه الرسالة الأخويّة المبنيّة على الاحترام والتقدير.”
وتابع غبطته: “هذه العلاقة مع قداسة البابا تواضروس، وهذه المحبة، هي محبة لكل واحد من الأساقفة والكهنة وشعبنا من الأقباط الأحبّة، فعندما نحبّ الرأس، نحبّ الجسد كله، لذلك محبتنا لقداسة البابا هي محبّة للجميع.
نحن سعيدون كموارنة بوجودنا في مصر رسمياً منذ بداية الرهبنة المريمية، التي كانت تُعرف بالحلبيّة اللبنانية، والتي انطلقت عام 1745، وهذه الرهبنة اليوم تُقسم الى رهبنتين، الرهبانية المريمية والرهبانية اللبنانية المارونية ومن ابنائها، مار شربل والقديسة رفقا والقديس نعمة الله، والاخ اسطفان.
كنا في الأساس رهبنة واحدة تأسست عام 1695، وانطلقنا بالرسالة، وهكذا توطّدت العلاقة من خلال انتخاب مطارنة لرعاية الأبرشيات، وسيادة المطران جورج شيحان هو المطران السابع الذي يعمل بكل محبة، ليس فقط للكنسية المارونية بل للكنيسة القبطية الكاثوليكية، وعندما يحتفل قداسة البابا تواضروس بالذبيحة الالهية لمناسبة عيد الميلاد المجيد ويوجّه تحية لمطران المورانة أشعر بفخر كبير، ونحن على الرغم من كل الصعاب التي نعيشها، لا يمكننا الاّ أن نربي أجيالنا على التراث المسيحي الذي ذكرته بين مصر ولبنان.
أريد أن أشكر مصر التي تفتح دائماً أبوابها للبنان على الصعيد الاقتصادي، أضف الى ذلك محبة الشعب المصري للشعب اللبناني، وهو شعور متبادل. اللبنانيون عاشوا بإخلاص في مصر وأعطوا مصر اقتصادياً ثقافياً واعلامياً، ولذلك نحن نفاخر بأن يكون شعبنا مساهم في الحياة المصرية.”
وختم البطريرك الراعي: “لبنان اليوم متعثّر بكل أسف، واتكّالنا على صلوت قداسة البابا وصلوات الكنيسة، ونحن يجب أن نواجه الصعوبات بقوة الرب يسوع المسيح الذي يقول لنا دائماً لا تخافوا.
ولا أستطيع الا ان أحيّي من هذا المكان الرئيس المصري، الذي يقف دائماً الى جانب لبنان ويحمل همّه ويحمل له في قلبه كل النوايا الحسنة، لذلك تبقى علاقتنا أخويّة ومبنيّة على العاطفة. شكراً قداسة البابا على محبتك وعلى هذا اللقاء.”

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.
مواضيع تهمك

Comments are closed.