قزي: باسيل التقى هوكشتاين في ألمانيا وكان التراجع إلى الخط 23.. صراع بين «الرئاسة» وحاكمية مصرف لبنان

اختصر مجلس النواب جلستيه التشريعيتين المقررتين بجلسة واحدة عقدها أمس، بعد إقرار ما أمكن تمريره من مشاريع القوانين. وستكون هناك جلسة لمجلس الوزراء في السراي الحكومي غدا، وما بين الحراك النيابي والحكومي، قد تشهد الحلبة القضائية، جولة للفريق الرئاسي ضد حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، العاصيين على قضاء المنظومة التي تعيش حالة عد تنازلي باتجاه نهاية «جائحة العهد» على حد تعبير رئيس مجلس النواب نبيه بري.

لكن المعطيات المتوافرة تشي بأن الفريق الرئاسي وحلفاءه، اصطدم بجدار صخري، يتعذر خرقه لحساب بعض المكاسب الشعبوية، والعهد على أبواب النهاية، بصرف النظر عن مسؤولية الحاكم حيال ما آلت اليه أمور لبنان المالية والمعيشية، الأمر المتروك للعهد الآتي، لأن البدائل المطروحة لسلامة، من السلالة السياسية لرئيس الجمهورية ميشال عون لن تكون أفضل.

وما لم ينفجر الوضع في أوكرانيا، سيكون وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان في بيروت قبل نهاية الشهر ليضخ شحنة جديدة من الدعم والإصرار على اجراء الانتخابات النيابية، الجاري تركيب الأجنحة القانونية لها، تمهيدا لتطييرها، مع الانتخابات الرئاسية اللاحقة، حيث لايزال ظل «صفقة» الوسيط الأميركي – الإسرائيلي آموس هوكشتاين في عملية ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، مخيما في فضاء المنظومة الحاكمة والمتحكمة، والتي يقول المتابعون، انها، أي الصفقة، تطرح التمديد لمجلس النواب وللرؤساء الثلاثة سنتين مع رفع العقوبات الأميركية عن النائب جبران باسيل مقابل ترسيم الحدود البحرية عند الخط 23.

وكان الرئيس بري، أكد على الانتخابات في حديث لصحيفة الأهرام القاهرية، ولفت قوله في النسخة الإنجليزية من الاهرام، ان الرئيس سعد الحريري «منع» من خوض الانتخابات، وان تعليقه العمل السياسي لم يكن قرارا شخصيا، في حين انه في النسخة العربية من الصحيفة أجاب ردا على السؤال عينه بالقول: لا تعليق، سواء منع او امتنع فالنتيجة واحدة، هو الآن خارج المعادلة السياسية.

وعن الانتخابات، قال عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق،: نحن قادمون على انتخابات من اجل ان تكون معبرا لإنقاذ الوطن من الازمات، أما الطرف الآخر فيريد الانتخابات معبرا للانقسامات الداخلية، بتمويل خارجي.

وضمن عناصر تهديد الاستحقاق الانتخابي، طرح الرئيس عون موضوع الاقتراع بطريقة «الميغاسنتر»، تحت عنوان التخفيف من أعباء انتقال الناخبين الى مناطق نفوسهم البعيدة، كما انه يحرر الناخبين من سطوة القوى النافذة في مناطق القيد، وقد تخطى قانون الانتخابات «الميغاسنتر»، في انتخابات 2018، كما في انتخابات 2022، بحجة عدم توافر الوقت لإنجاز الإجراءات اللوجستية، وفي اكتوبر 2021، تم تقديم اقتراح قانون معجل مكرر يرمي الى اعتماد «الميغاسنتر»، من دون ربطه بالبطاقة الممغنطة، وعبر اعتماد التسجيل المطلق الكترونيا لمكان الاقتراع على غرار اقتراع المغتربين، بالتوازي مع شطب أسمائهم من اللوائح منعا للمخالفات. إلا ان هذا الاقتراح لم يدرج على جدول اعمال المجلس النيابي، وامام إصرار الرئيس عون على اقتراحه، كان جواب وزارة الداخلية، ان مثل هذا الاقتراح يتطلب موافقة مجلس النواب الرافض له أصلا!

الوزير السابق سجعان القزي، لاحظ ان هناك اجماعا على ضرورة الانتخابات، وإجماعا، في ذات الوقت على التشكيك بحصولها، متوقعا حسم مصير الانتخابات في أواخر مارس، أي بعد مؤتمر فيينا وترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، والحوار الخليجي – الإيراني، وأخيرا استكشاف حقيقة الموقف الإسرائيلي من كل ذلك.

قزي وفي حديث لقناة «ال بي سي»، قال انه قرأ عن لقاء جبران باسيل، رئيس التيار الحر بالوسيط الأميركي آموس هوكشتاين، في ألمانيا، حيث اتفقا على اعتماد الخط البحري 23 مقابل رفع الإدارة الأميركية عقوباتها عن باسيل، إفساحا في المجال امامه، للترشح الى رئاسة الجمهورية، لكن قزي استغرب خروج عون عن الخط 29 والتراجع الى حدود الـ 23، وانتقد صمت المسؤولين وعلى رأسهم وزير الدفاع عن الحملات التي تستهدف الجيش اللبناني وقائده العماد جوزف عون.

بدوره، النائب السابق فارس سعيد تناول المتداول عن لقاء باسيل وهوكشتاين في ألمانيا مستبعدا أن «يكون الرئيس عون قد اتخذ ‏هكذا قرار من دون استشارة حزب الله». ‏

ولفت سعيد في تصريح إلى أنه «تم تداول معلومات بأن جبران باسيل ‏زار الرئيس عصام فارس وتوجه الى ألمانيا للقاء هوكشتاين، لكن لا نعرف مدى ‏صحتها، ولكن موضوعا بهذا الحجم لا يجرؤ ميشال عون أن يأخذه على عاتقه من ‏دون التنسيق بشكل كامل ودقيق مع «حزب الله». ‏ وقال: «هناك فيينا وسواه، وإذا تم تأمين أمن إسرائيل يحصل الحزب ‏في المقابل على النفوذ في لبنان»، معتبرا أن «الرهان على أن الاتفاق في فيينا سيتم ‏وإذا لم يحصل «لاحقين يخربطوا». ‏ورأى سعيد أن «حزب الله يفضل الدخول إلى الانتخابات النيابية بانطباع سياسي ‏ودعائي وفعلي أن أمورهم مع الولايات المتحدة إلى تحسن وأنهم حاجة في المنطقة ‏وثبتوا نفوذهم فيها». ‏

وردا على سؤال، أجاب سعيد: «ما يحصل مكسب لحزب الله، وسيقوم بحملة دعائية ‏مفادها أن «العونيين» لعبوا الورقة الصحيحة، الورقة الرابحة في المنطقة».

الانباء – عمر حبنجر

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.
مواضيع تهمك

Comments are closed.