مخاوف من تحوّل لبنان لدولة «فاشلة» وميقاتي لوزرائه: أمامنا منزلق كبير

أهالي الموقوفين في أحداث الطيونة خلال وقفة احتجاجية أمام المحكمة العسكرية مطالبين بإطلاق سراح ذويهم (محمود الطويل)

تمضي حكومة الرئيس نجيب ميقاتي في رهانها على مساع أميركية – فرنسية، لرأب الصدع مع الدول الشقيقة، وهذا ما دفع مصادر الى اعتبار أن هذا الامتناع عن مخاطبة الاشقاء العرب مباشرة والاعتماد الكلي على واشنطن وباريس، شكل إساءة إضافية، تضاف الى إساءة وزير الاعلام جورج قرداحي التي فجرت الأزمة، ورفض الجانب اللبناني معالجة النواقص الأخرى بجدية كعدم الانضمام الى تحالفات معادية للسعودية ودول مجــلــس التعــــاون الخليجي، والامتناع عن تدريب الارهابين على ارضها والسماح لقنواتهم بالبث منها، ووقف تهريب المخدرات وتسليم المطلوبين المعروفين بالاسماء.

واللافت أن هذا المنحى التفكيري المعيوب، معشعش في عقول من يفترض بهم تصحيح مسار علاقات لبنان العربية.

وهنا أشار وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إلى أن المملكة ترى أن التعامل مع الحكومة اللبنانية في الوقت الحالي «غير مثمر وفاقد للجدوى»، رافضا وصف ما جرى بـ«الأزمة».

وقال في مقابلة مع شبكة «سي إن بي سي» (CNBC) الأميركية، إن السعودية وصلت إلى «خلاصة مفادها أن التعامل مع حكومة لبنان الحالية ليس مثمرا مع استمرار حزب الله في الهيمنة على الساحة السياسية»، وكذلك «مع ما نراه تلكؤا من قبل الحكومة الحالية والقادة السياسيين اللبنانيين عموما في تطبيق الإصلاحات الضرورية وفي القيام بالإجراءات الضرورية لدفع لبنان في اتجاه تغيير حقيقي».

وامتد الفشل إلى خلية الأزمة التي يفترض بها أن تجد الحلول، بحسب رئيسها وزير الخارجية عبدالله بوحبيب الذي عاد ونزع عنها صفة الخلية، ليقول ان الاجتماع الوحيد الذي عقدته كان وزاريا، قبل ان يعلن انتهاء أمر هذه الخلية، وهذا ما اعترف به الرئيس ميقاتي شخصيا، عندما تحدث إلى وزرائه عبر الواتساب الخاص بالفريق الوزاري، حيث ابلغهم قوله: نحن أمام منزلق كبير، واذا لم نتدارك حل هذه الازمة سريعا، نكون وقعنا في ما لا يريده احد منا. اللهم اشهد اني قد بلغت.

وفي اطار مساعي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لإيجاد حل لتداعيات الأزمة، تشاور مع الرئيس ميقاتي المشارك في قمة المناخ في مدينة غلاسكو، حول الخطوات الواجب اعتمادها، واطلع منه على نتائج الاتصالات التي اجراها مع عدد من المسؤولين الدوليين المشاركين في القمة، والتي تناولت الموضوع نفسه.

ويطرح فشل الدولة في معالجة الأزمة، تحول لبنان إلى دولة فاشلة، بالقول والفعل، بدليل تعثر معالجتها، لكافة الأزمات التي حاقت بلبنان، وليس أزمة العلاقات العربية فحسب، فأي حكومة تلك التي لا تستطيع اقالة وزير، ولا حتى أن تستقيل، بسبب تردد رئيسها، ومجاراة رئيس الجمهورية لمن يقف خلف الوزير المطلوب الإطاحة به؟

وحتى العلاقة بين الوزراء فقدت سويتها، اذ غرد وزير الاشغال علي حمية، المكلف بالعلاقات مع سورية، قائلا: ان السيادة الوطنية واستقلالية القرار وكرامة لبنان تسمو على كل اعتبار، وما الحياة الا وقفة عز».

ورد عليه وزير الصحة العامة فراس الأبيض بتغريدة قال فيها: «صحيح الحياة وقفة عز، وهي أيضا وقفة وفاء، واقولها كلبناني اقام وعمل في المملكة لسنين، مع كامل التقدير لكل ما قدمته وتقدمه دول الخليج للبنان، من دعم واعمار ومنح، وفرص عمل».

الانباء – عمر حبنجر

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.
مواضيع تهمك

Comments are closed.