الفوعاني: لتعزيز التكامل والتضامن الوزاري وتوسيع مساحة العمل لتخفيف حدة الازمات

أشار رئيس الهيئة التنفيذية في حركة “أمل” مصطفى الفوعاني الى أن “الوقت أمام الحكومة ليس مفتوحا، بل تستوجب رسم خارطة طريق للاصلاح الجدي مبنية على عناوين البيان الوزاري الذي نالت الحكومة ثقة المجلس النيابي على أساسه، وهو الامر الذي يتطلب إعادة تفعيل عمل مؤسسات الدولة بكل مستوياتها لملاقاة الاحتياجات الضرورية التي تنعكس مباشرة على حياة الناس ومعيشتهم وأوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية والصحية، وتحديدا من خلال معالجة الأزمة الخانقة التي تصدع هيكل الدولة والعمل سريعا للتصدي لها من خلال إصلاحات ضرورية على المستويات كافة، بدءا من الكهرباء إلى المالية العامة ومكافحة الهدر والفساد، وطريقة التفاوض مع المؤسسات المانحة لمصلحة لبنان وأبنائه، وإعادة الثقة بالنقد الوطني، ومنع كل أشكال الاحتكار وإذلال الناس وإفقارهم وتجويعهم”.

جاء ذلك خلال احتفال أقامته حركة “أمل” بمناسبة أربعينية الإمام الحسين، في مقام السيدة صفية، في بلدة حوش تل صفية، بحضور النائب غازي زعيتر، الوزير السابق الدكتور حسن اللقيس، نائب رئيس حركة “أمل” هيثم جمعة، عضو هيئة الرئاسة العميد عباس نصرالله، مسؤول مكتب الشؤون البلدية والاختيارية المركزي بسام طليس، المسؤول التنظيمي في إقليم البقاع أسعد جعفر وأعضاء قيادة الإقليم، المفتي الشيخ عبدو قطايا، رئيس اتحاد بلديات شمال بعلبك زهير الحاج حسن، رئيس بلدية حوش تل صفية عباس معاوية، رؤساء بلديات قرى المنطقة وفاعليات سياسية ودينية واجتماعية.

وقال الفوعاني: “على الحكومة إدراك أنها محكومة بعامل الوقت مما يفترض الإسراع لا التسرع في معالجة الملفات الأساسية والحيوية التي من الممكن أن ترسل إشارات إيجابية تطمئن اللبنانيين، ولا سيما بعد مرارة الظروف التي نعيشها ولما تزل قائمة وموجعة”.

أضاف: “إن تحقيق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي والسياسي معا، يفترض جملة خيارات ضرورية لتعزيز الثقة والإيجابية في لحظة مفصلية من تاريخ لبنان، وعلينا أن نتعاون جميعا لما فيه الخير العام للبنان”.

وتابع: “يجب تعزيز التكامل والتضامن الوزاري، وتوسيع مساحة العمل التنفيذي بحيث يخفف من حدة الازمات التي يعيشها لبنان، والانطلاق نحو مرحلة التعافي الاقتصادي ولو بحده الأدنى، مع الأخذ بالاعتبار هموم المواطنين وأوجاعهم وظروفهم القاسية، ونحن على أبواب عام دراسي، وعلى أبواب شتاء، وهذا يعتبر أولوية للحكومة التزاما أخلاقيا وبيانا أخذت على أساسه الثقة”.

وأردف: “إن حركة أمل تؤكد حرصها والتزامها إجراء الانتخابات النيابية في مواعيدها الدستورية وممارسة اللبنانيين لحقهم الديمقراطي والتعبير عن خياراتهم السياسية في هذه المرحلة من تاريخ لبنان الحديث، وضرورة إنجاز كل الإجراءات القانونية والتنفيذية لإنجاحها بأعلى المعايير، والحركة التي كانت دوما إلى جانب الناس وقضاياهم على ثقة بأنهم الأوفياء لخطها ومشروعها. والحركة ترى أن الانتخابات المقبلة فرصة لتجديد الحياة السياسية ومحطة لخدمة الناس، ونحن على جهوزية تامة لذلك، وحركة أمل تخوض هذا الاستحقاق انطلاقا من قناعة تنسجم مع رؤيتنا بأن خدمة الناس هي البعد الحقيقي للايمان بالله”.

وقال الفوعاني: “عندما نحيي ذكرى أربعين الإمام الحسين وفي بعلبك، نتذكر خطاب الإمام السيد موسى الصدر على مرجة رأس العين عام 1974، حيث أكد أن الإمام الحسين شكل مدرسة الأحرار في العالم، وأن الإصلاح الاجتماعي والسياسي الذي أراده الإمام الحسين كان يهدف إلى بناء أمة تتكامل فيها الأدوار”.

أضاف: “هذا ما أراده الإمام الصدر إذ كان يرى أن مفهوم الحسينية هو مفهوم حركي يغادر الزمان والمكان، ويصبح عنوان الحياة الاجتماعية والسياسية، ويصبح الإمام الحسين جذوة لا تنطفىء، نستمد منها حياتنا، ونفهم مستقبلنا، بطريقة واعية هدفها الإنسان. كان القسم في بعلبك في أربعين الإمام الحسين رسالة حضارية وإنسانية، وإننا اتخذنا من الحسين سلوكا في مواجهة الانحراف في هذا النظام الذي سعى الإمام جاهدا لإظهار عيوب بنيته الطائفية والمذهبية والتي تهدد بقاء الوطن، فكان القسم الحسيني الذي ملأ لبنان، وكان البقاعيون الأكثر وضوحا في انتماء باكر إلى حركة أمل وميثاقها، إلى شهداء عرفوا حقيقة الوطنية في عين البنية، إلى مراحل أثبتوا فيها أن الشعارات أفعال وان اعمالهم تسابق أقوالهم”.

وتابع: “أربعينية الإمام الحسين، هي ذكرى الانتصار للحق، هي مدرسة التضحية، وهي العنوان الذي انتهجته حركة أمل منذ قسم الإمام الصدر في بعلبك وفي صور واعتصامه في بيروت الذي ضمنه عناوين الإصلاح السياسي والاجتماعي الذي يحتاجه لبنان اليوم، وهذا ما حمله الرئيس نبيه بري عناوين وحدة في الداخل، ومقاومة حفظت حقوق لبنان برا وبحرا، ولم تتنازل حركة أمل قيد أنملة عن مفاهيم العدالة الاجتماعية والإنسانية، والتي تشكل ميثاقها وتاريخها، وليخفف ذوو الأوهام الذين ما برحوا يضمرون حقدا وتحليلا مرضيا على هذه الحركة ومجاهديها التي تثبت الأيام أن حركة أمل فوق الشبهات، وفوق أن ينال منها قلم مأجور وقلب أعمى واستهداف بات واضحا لذي عينين”.

وفي الشأن الفلسطيني، رأى الفوعاني أن “الجريمة الصهيونية الموصوفة التي أدت إلى استشهاد فلسطينيين في جنين، وقيام المستوطنين الصهاينة برفع العلم الصهيوني في باحات المسجد الاقصى، يستوجب أعلى درجات التأهب والتضامن مع الشعب الفلسطيني، والتأكيد على خيار المقاومة ورفض كل اشكال التطبيع مع هذا العدو الذي يحاول كسر صمود الفلسطينيين الذين اثبتوا قدرتهم على المواجهة وردع قوة النار الصهيونية، وهي دعوة إلى تضامن عربي عربي يفتح أفقا في رسم معالم الصراع الحقيقي مع هذا العدو الغاشم”.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.