إشكالات وتحطيم سيارات.. و«المفوضية» تلوح بسحب بطاقات اللاجئين الناخبين

توجه العديد من النازحين والمقيمين السوريين في لبنان، إلى السفارة السورية في الضاحية الشرقية من بيروت صباح أمس، للمشاركة في انتخابات الرئاسة السورية التي انطلقت أمس للسوريين في الخارج وسط إجراءات أمنية واسعة، في مواجهة تحذيرات من احزاب وجماعات الحراك الشعبي في لبنان، بقطع الطرق المؤدية إلى مبنى السفارة السورية، حيث مركز الاقتراع الوحيد في لبنان، وأطلقت تحذيرات علنية لكل نازح سوري بصرفه من العمل أو دفعه لمغادرة لبنان، في حال شارك في الانتخابات، لأن هذه المشاركة تسقط مبررا خوفه من النظام.

وكان موقف مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة لحماية اللاجئين الأكثر وضوحا وتشددا، حيث طلبت من الحكومة اللبنانية تزويدها بأسماء الناخبين السوريين الذين شاركوا في الانتخابات بدار السفارة لشطبهم من لوائح اللاجئين وسحب بطاقتهم ووقف المعونة، لأن اقتراعهم يعني أنه لا شيء يمنع من عودتهم إلى بلدهم.

ولم يكن موقف «القوات اللبنانية» وثوار «17 تشرين» أقل حدة فقد اعتبر رئيس «القوات» سمير جعجع، في بيان باسمه، أن تعريف النازح واضح ومتعارف عليه دوليا، وهو الشخص الذي يترك بلاده لقوة قاهرة وأخطار أمنية تحول دون بقائه فيها «وبالتالي نطلب من رئيس الجمهورية ومن رئيس حكومة تصريف الأعمال إعطاء التعليمات اللازمة لوزارة الداخلية والدفاع من أجل الحصول على لوائح كاملة بأسماء من اقترعوا للأسد والطلب اليهم مغادرة لبنان فورا والالتحاق بالمناطق التي يسيطر عليها النظام الذي اقترعوا له».

كما تداعى «ثوار 17 تشرين» الى اوتستراد البالما لمنع الباصات الخارجة من طرابلس من اكمال سيرها باتجاه السفارة السورية.

لكن خيارات اللاجئين السوريين لم تكن كثيرة، فالذي لا يقترع، يخشى من ارتدادات ذلك عليه، وعلى فرصة العودة إلى سورية، أما الذي توجه للاقتراع من جنوب لبنان وشماله وبقاعه والجبل فقد واجه حواجز المحتجين في منطقة نهر الكلب، شمال بيروت والناعمة في جنوبها، إضافة إلى تعلبايا في البقاع حيث حطم ناشطون لبنانيون غاضبون السيارات الرافعة للأعلام السورية ولصور الرئيس بشار الأسد ما استدعى تدخل مغاوير الجيش بعد سقوط جرحى ووفاة مواطن سوري يدعى محسن صالح الأحمد في تعلبايا نتيجة إصابته بذبحة قلبية إثر تعرضه للضرب بسبب توجهه الى الانتخابات السورية مؤيدا للرئيس بشار الاسد.

وتعليقا على هذه الإشكالات، قال السفير السوري لدى لبنان علي عبد الكريم لمحطة «روسيا اليوم» إن الاعتداء على الناخبين السوريين في لبنان مؤلم، ونضعه برسم السلطات المعنية في لبنان.

وتمكن العديد من السوريين بلوغ مقر السفارة السورية، مركز الاقتراع الوحيد بلبنان، في محلة اليرزة والتي فتحت، منذ السابعة من صباح أمس، أبوابها للقادمين إليها للمشاركة في الاقتراع للمرشحين الثلاثة وهم الرئيس الحالي: بشار الأسد، والمرشحان محمود مرعي وعبدالله سلوم، وكان السفير السوري علي عبدالكريم أول المقترعين.

وكانت عملية الاقتراع انطلقت في السابعة من صباح أمس وتم تمديدها، لاحقا، حتى الساعة الثانية عشرة من منتصف الليل الفائت بحسب ما أعلنه السفير.

وضم مبنى السفارة 17 غرفة سرية للاقتراع و15 صندوقا انتخابيا.

ولفت اشكال في ساحة ساسين بين الباصات التي تقل الناخبين السوريين ومعترضين على مرورهم وقد شهدت المنطقة انتشارا كثيفا للقوى الأمنية.

وهنا غرد نائب المنطقة المستقيل نديم الجميل عبر «تويتر» بقوله: «من يريد مبايعة الاسد والتهليل له فليهلل في سورية.‏ العراضات ومواكب الدعم للأسد ما بتقطع بجونية ونهر الكلب وقطعا مش بالأشرفية».

شمالا ملأت اسماع منطقة جبل محسن – طرابلس، منذ الصباح الباكر، الأغنيات المؤيدة للاسد، قبل توجه عشرات الباصات من المنطقة الى السفارة.

ومن الجنوب انطلقت حافلات النبطية وجوارها مقلة النازحين الناخبين السوريين وهي ترفع الأعلام اللبنانية والسورية والفلسطينية، تبث الأناشيد الحماسية.

وفي منطقة ريفا، شمال لبنان، أصدر «شباب الريفا»، بيانا ممهورا بتوقيع «ابو تيمور الدندشي»، اعتبروا فيه من يشارك بالانتخابات «تسقط عنه صفة لاجئ، وبالتالي لم يعد من مبرر لوجودهم في طرابلس، بناء على ما تقدم نطلب من كافة اللاجئين السوريين الموجودين في منطقة الريفا، من الذين سوف يشاركون بالانتخابات، مغادرة منطقة الريفا فورا قبل ذهابهم إلى السفارة السورية».

في المقابل، غرد رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل عبر «تويتر»، كاتبا: «عندما قلنا بعودة آمنة وكريمة للنازحين السوريين، قلتم اننا عنصريون! عندما وضعنا خطة حضارية لعودة آمنة وكريمة للنازحين، عارضتموها وقلتم اننا فئويون! عندما تضربون نازحين مسالمين ذاهبين للتصويت في سفارة بلدهم وتعتدون على امانهم وكرامتهم، نقول عنكم انكم نازيون، مع فرق واحد، انها الحقيقة».

هذا، فيما اعتبر النائب السابق خالد الضاهر، في بيان، أن «كل من يريد أن ينتخب بشار الأسد من النازحين في لبنان تنتفي عنه صفة النزوح وعليه مغادرة الأراضي اللبنانية لانه لا مشكلة لديه مع النظام السوري وإنما هو موجود لغايات وأهداف معينة».

الانباء – منصور شعبان

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.