الراعي: الجيش للوطن وليس للسلطة

أكد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أن «السلطة مؤتمنة على المال العام ومرافق الدولة ومرافئها، وعلى تنظيم مؤسساتها الدستورية وأجهزتها وإداراتها العامة، وعلى تعزيز ميادين الاقتصاد والاجتماع والتشريع والثقافة، وعلى إجراء اتفاقيات تعاون اقتصادي وتجاري مع الدول، وعلى تحقيق آمال أبناء الوطن وحقوقهم الأساسية، بتجرد عن كل مصلحة شخصية أو فئوية».

ورأى أمس خلال عظة الأحد: أن «شعب لبنان برهن، بشبابه وكباره، من كل المناطق والانتماءات، عبر انتفاضته أنه شعب يستحق وطنه.

لكنه مدعو ليناضل من أجل أن يستعيد لبنان هويته الأصلية كمجتمع مدني، ومن أجل إفراز منظومة قيادية وطنية جديدة قادرة على تحمل مسؤولية هذا الوطن العريق وحكم دولته وقيادة شعبه نحو العلى والازدهار والاستقرار والحياد.

إن شابات وشباب لبنان الثائرين هم أمل الغد»، داعيا إلى توحيد صفوفهم وتناغم مطالبهم واستقلالية تحركهم، فتكون ثورتهم واعدة وبناءة.

«ولعلهم بذلك يستحثون الجماعة السياسية وأصحاب السلطة على تشكيل حكومة استثنائية تتمتع بمواصفات القدرة على الإنقاذ وإجراء الإصلاحات، وتعمل في سبيل إنقاذ لبنان لا المصالح الشخصية والحزبية والفئوية. ما يقتضي اتخاذ القرارات الجريئة على أساس من الحقيقة والمصلحة العامة».

وأشار إلى أنه «إذا كان المسؤولون، بسبب انعدام الثقة، عاجزين عن الجلوس معا لمعالجة «النقاط الخلافية» التي تراكمت حتى الانفجار النهائي اليوم، فلا بد من اللجوء إلى مؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة، لإجراء هذه المعالجة، مثلما جرى في ظروف سابقة».

ودعا «أهل الثورة إلى احترام حق المواطنين بالتنقل من أجل تلبية حاجاتهم، وإلى تجنب قطع الطرقات العامة، واستبدالها بمظاهرات منظمة في الساحات العامة يعبرون فيها عن مطالبهم المحقة، وفقا للأصول القانونية والحضارية.

إنهم بذلك يتجنبون أي صدام مع الجيش والقوى الأمنية، ويقفون سدا منيعا بوجه المتسللين المخربين»، متأسفا لـ «وقوع «ضحيتين» على أوتوستراد البترون في أول الأسبوع هما الشابان المرحومان إلياس مرعب ونعمة نعمة من زغرتا العزيزة.

نصلي لراحة نفسيهما ونجدد التعازي لأهلهما الأحباء». وتابع: «مثلما نتفهم غضب الشعب نتفهم أيضا تذمر المؤسسة العسكرية.

فالجيش هو من هذا الشعب، ولا يجوز وضعه في مواجهة شعبه»، مؤكدا أن «الجيش هو من هذه الشرعية، ولا يحق لها إهمال احتياجاته وعدم الوقوف على معطيات قيادته ومشاعر ضباطه وجنوده.

والجيش هو القوة الشرعية المناط بها مسؤولية الدفاع عن لبنان، فلا يجوز تشريع أو تغطية وجود أي سلاح غير شرعي إلى جانب سلاحه.

والجيش هو جيش الوطن اللبناني كله، ولا يحق أن يجعله البعض جيش السلطة.

والجيش هو جيش الديموقراطية ولا يحق لأحد أن يحوله جيش التدابير القمعية. والجيش بكل مقوماته هو رمز الوحدة الوطنية ومحققها.

بالمحافظة عليه، نحافظ على الوطن وسيادته وحياده الإيجابي، وعلى الثقة بين أطيافه، والولاء له دون سواه».

الانباء – داود رمال

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.
مواضيع تهمك

Comments are closed.