الحريري – باسيل: تفاهمات مشتركة؟

حكومياً، حتى الآن ليس في اليد عنصر إيجابي يمكن البناء عليه ‏لافتراض أنّ المسار الحكومي المعطّل سيشهد في المدى المنظور ‏انحرافاً من الاختلاف الى التفاهم بين رئيس الجمهورية العماد ميشال ‏عون والرئيس المكلّف سعد الحريري على شكل حكومة الثلث الثالث ‏من الولاية الرئاسية، ومضمونها، وحجمها، وحصصهما فيها وسلسلة ‏اللقاءات التي عقدت بينهما خَلصت الى افتراق كلّي في النظرة الى ‏الحكومة الجديدة، وتَمترس كلّ منهما خلف طروحات يعتبرها الآخر ‏تعجيزيّة وغير قابلة للصرف.‏

واذا كان الجمود هو سيّد الموقف على الحلبة الداخلية، إلّا أنّ الفترة ‏الاخيرة، وبحسب معلومات موثوقة لـ”الجمهورية”، شهدت حركة ‏مشاورات خارجية بهدف إنقاذ ملف تأليف الحكومة، أفضَت في ‏خلاصتها الى اقتراح فرنسي متجدد، على شكل نصيحة للرئيس المكلف ‏بعقد لقاء بينه وبين رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، ‏للوصول الى تفاهمات مشتركة تُعجّل في تشكيل الحكومة.‏
وبحسب المعلومات، انّ الاقتراح الفرنسي لا يفرّق بين أن يعقد اللقاء ‏بين الحريري وباسيل بصورة علنية او بعيدة عن الاضواء، المهم ان ‏يحصل اللقاء لحل الخلافات وصولاً الى تشكيل حكومة.‏

وفي المعلومات المحيطة بهذا الاقتراح انه يأتي في ظل انكفاء ‏فرنسي عن تأدية أيّ دور مباشر حول الملف الحكومي في المرحلة ‏الراهنة، ربطاً بالتطورات الفرنسية التي أخذت طابع الاولوية على ما ‏عداها في الايليزيه.‏
ويتقاطَع ذلك مع ما أكدته لـ”الجمهورية” مصادر ديبلوماسية من ‏باريس، التي نقلت من العاصمة الفرنسية أجواء تفيد بأنّ باريس ‏منكفئة عن الملف اللبناني حالياً، وقد يطول انكفاؤها لأنّ الايليزيه ‏وصل الى قناعة انّ اللبنانيين ليسوا جَديّين في التعاطي بمسؤولية ‏مع ملفات الازمة اللبنانية. فضلاً عن أنّ عاملاً جديداً فرضَ الانكفاء ‏الفرنسي، وهو أولوية مواجهة كورونا الذي يضغط بثقل كبير جداً على ‏الادارة الفرنسية. والوضع نفسه ينطبق على كل دول الاتحاد الاوروبي، ‏التي تؤكد على أولوية مواجهة كورونا، فيما الملف اللبناني، وإن كان ‏ضمن جدول اهتماماتها، الّا انه أصبح خارج نطاق الاولويات.‏
المصدر: الجمهورية

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.
مواضيع تهمك

Comments are closed.