لبنان بانتظار «الإقفال» غداً.. وتحرك فرنسي مستجد لإنعاش مبادرة ماكرون

اللبنانيون يقبلون على فحص الكورونا (محمود الطويل)

واضح ان الأزمة السياسية العاصفة في لبنان، باتت خارج السيطرة، مثلها، كذلك الوضع الوبائي، باعتراف رئيس لجنة الصحة النيابية د.عاصم عراجي، الذي رفع أمس شعار اقفال البلد تماما لفترة أطول من أجل استيعاب الإصابات القياسية في فترة الأعياد، ولوقف تدفق المصابين الآتين من الخارج، وقد تعدى عددهم في آخر رحلتين جويتين الى مطار بيروت 24 إصابة!

واذا كان الإقفال التام، هو الحل المرحلي في المواجهة مع فيروس كورونا، بغياب اللقاحات الجاري التفاوض بشأنها مع الشركات الأميركية المنتجة، فإن معالجة الوباء السياسي المتفشي في مختلف مواقع الدولة اللبنانية، لا زال بعيد المنال، وربما هو يتطور نحو الأسوأ في ضوء التطورات الإقليمية والدولية، الحاصلة والمتوقعة، مع اقتراب موعد التسلم والتسليم في البيت الأبيض، والذي يبدو محفوفا بالمخاطر.

وتشير مصادر متابعة لـ «الأنباء» في هذا السياق، الى تحرك فرنسي مستجد باتجاه لبنان، سعيا لإبعاد الأوضاع اللبنانية عن ارتدادات مأزق الرئاسة الأميركية، وما قد يترتب عليه من انعكاسات متفجرة على مستوى المنطقة.

وعلى هذا، سيصل الى بيروت الأربعاء المقبل وفد من مجلس الشيوخ الفرنسي لإجراء محادثات مع المسؤولين اللبنانيين الرسميين وغير الرسميين وبينهم رجال الدين، وفي طليعتهم البطريرك الماروني بشارة الراعي، بهدف حث الجميع على تبريد الوضع الداخلي، تمريرا لعاصفة الرئاسة الأميركية، وما قد يستبقها، او يستتبعها من أحداث، وقد تولت السفارة الفرنسية في بيروت اخذ مواعيد للوفد مع الشخصيات التي يعتزمون لقاءها.

وفي تقدير المصادر، ان في طليعة اهتمام الشيوخ الفرنسيين، التأكيد على استمرارية المبادرة التي اطلقها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، الا انه استبعد ان يحقق الزوار الفرنسيون، على مستوى معالجة جوهر المشكلة المتمثلة بتشكيل «حكومة مهمة» من اختصاصيين، اكثر مما حقق الرئيس الفرنسي نفسه.

عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل مصطفى علوش نقل عن الرئيس المكلف سعد الحريري قوله إن لا اشكال بينه وبين الرئيس ميشال عون وأن المشكلة هي في «زوار الليل» الذين يزورونه ويقلبون تفكيره.

وأكد في حديث لـ«صوت كل لبنان» أن تفكك البلد ليس مسألة سهلة معتبرا أن البطريرك الراعي يقوم بمهمة معينة ومشكورة ولكن علينا أن نرى ردة فعل عون بهذا الخصوص.

بدوره غرد النائب السابق فارس سعيد على حسابه عبر «تويتر»، قائلا: «علاقة الجمهورية اللبنانية بحزب الله واضحة، المصائب للبنانيين، المكاسب لحزب الله.. لمقاومة سيادية تنهي الاحتلال الايراني».

وأضاف في تغريدة ثانية: «الانهيار المنتظر من طبيعة اقتصادية تتخلله احداث أمنية، لا احد قادر على تنظيم ضمانة بديلة عن الدولة حتى حزب الله، نعم لإنهاء الاحتلال الايراني من خلال اسقاط السلطة التي تؤمن له غطاء، وإسقاط رئيس الجمهورية خطوة اولى».

كورونياً، أوصت اللجنة الفنية لمواجهة الفيروس، في اجتماعها الطارئ أمس، بالإقفال التام للبنان ثلاثة اسابيع او اربعة.

ويفترض اقرار هذه التوصية غدا الاثنين في اجتماع وزاري برئاسة رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب، في ضوء ما ترتب على اسبوع الأعياد من تفاقم في الإصابات بهذا الفيروس.

فقد ذهبت احتفالات رأس السنة، التقليدية في لبنان، وبقيت ارتداداتها على المستشفيات والمختبرات الطبية، التي ازدحم سمار الليل على ابوابها منذ صباح امس الباكر، لإجراء فحوصات PCR تطمينية.

وتتوقع وزارة الصحة اللبنانية تفاقم اعداد المصابين في غضون 10 ايام، نتيجة الاستهتار الذي تبدى في اقبال الناس على السهرات الطربية والراقصة، ليل الخميس ـ الجمعة، مع انعدام الالتزام بالتباعد الاجتماعي او اعتماد الكمامات.

وغرد وزير الصناعة عماد حب الله عبر تويتر، متوجها الى المتباهين بعدم الخوف من كورونا، قائلا لهم: «خافوا الله»، مضيفا: كان يجب مضاعفة العقوبات والغرامات على كل من يقيم احتفالا او جمعا، لأي سبب.

وقال النائب جورج عدوان رئيس لجنة الإدارة والعدل النيابية: «المسؤولون عندنا غير مسؤولين.. حذرناكم منذ اسبوع، وقلنا أوقفوا الرحلات الى بريطانيا، وماذا تنتظرون؟

واعترف رئيس لجنة الصحة النيابية الدكتور عاصم عراجي» بفقدان السيطرة على الوضع الوبائي في لبنان بسبب فوضى مرحلة الأعياد. وقال: المستشفيات لم تعد قادرة على استيعاب الاصابات، فاتخذوا التدابير الفورية.

اما المستشار الصحي للرئيس ميشال عون الدكتور وليد خوري، فقد رد على سؤال حول معوقات توقيع العقود مع شركة «فايزر» لاستقدام اللقاحات المضادة للكورونا، بالقول ان الشركة المعنية طلبت ان يتضمن العقد رفع مسؤوليتها، حال تعرض اي شخص الى عوارض خطرة.

وفي هذا المجال أصدر رئيس بلدية جزين ـ عين مجدلين خليل حرفوش قرارا بإقفال وعزل كل المحال والمؤسسات التجارية في البلدة لمدة اسبوع.

كما أصدر محافظ جبل لبنان القاضي محمد المكاوي، قرارا بعزل كل من بلدتي حمانا ـ قضاء بعبدا وزرعون ـ قضاء المتن وإقفالهما إقفالا تاما ومنع الولوج والخروج ما بين السادسة مساء ولغاية الخامسة صباحا باستثناء المحال ذات الصلة بقطاع الصحة والأدوية ومحطات الوقود والغاز.

وأعلن وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال طارق المجذوب، اقفال المدارس في 7 و8 و9 يناير، والاكتفاء بالتعليم عن بعد.

وفي طرابلس حصلت مواجهة في ساحة النور بين محتجين على توقيف الناشط مصطفى غندور وبين الجيش، ما ادى الى وقوع اصابات، وقد تجددت الاحتجاجات في الخامسة مساء.

الانباء ـ عمر حبنجر

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.
مواضيع تهمك

Comments are closed.