«الرئاسة المقبلة» تُباعد بين عون وحزب الله «ترقب حذر» .. وأمل ولادة الحكومة اللبنانية «غائب»

رئيسة كتلة المستقبل النيابية النائبة بهية الحريري مستقبلة وفدا من المشاركين في مخيم الشباب العربي للتطوع الذي قدم لها درعا تكريمية(محمود الطويل)


الأمل بالحكومة لم يولد، وكل القيادات السياسية من الغاضب الى الصامت الى المستاء يتصرفون وكأن في الافق امرا يستدعي الحذر والترقب، اجواء الرئيس ميشال عون توحي بأن الكيل طفح بالنسبة اليه، بدليل ما قاله في بكركي وما قاله من يعتبرون بمنزلة لسان حاله في منابره الاعلامية، رئيس مجلس النواب نبيه بري بدأ يشعر انه تنازل وحليفه حزب الله عن مقعدين وزاريين مراعاة للظروف وتسهيلا للتأليف، فقرر سحب تنازله والمطالبة بثمانية مقاعد وزارية بدلا من ستة، طالما ان تشكيل الحكومة انتقل الى حارة «كل من ايده إلو»، اما الرئيس المكلف سعد الحريري فما زال واثقا بالحكمة القائلة «ان فن الصمت اصعب من علم الكلام»، في حين يرى البعض ان هذا الصمت ربما كان مقدمة للاعتذار، وبالتالي اعادة التكليف في ظل عدم وجود البديل عنه، فيتحرر بذلك من تفاهمات وزارية باتت عبئا ويعيد تشكيل الحكومة بظروف واوضاع انسب.

بعض الذين التقوا الرئيس عون بمناسبة الاعياد خرجوا بانطباع انه مشغول البال على البلد وليس على نفسه او عهده، ومن هنا كانت دعوته اللبنانيين للصلاة.

عون تجنب تحديد الجهات التي اتهمها بعرقلة تشكيل الحكومة، لكن من الواضح ان علاقته التفصيلية على الاقل مع حزب الله لم تعد سوية بسبب اتساع نطاق التباعد الاستراتيجي من جهة وعدم اعطاء حزب الله وعدا للوزير جبران باسيل بدعم تطلعه لأن يكون رئيس الجمهورية التالي ـ بعد الرئيس عون، حسبما ذكرت صحيفة «اللواء» البيروتية.

ومن الادلة على ذلك الحملات الاعلامية المتبادلة عبر وسائل التواصل، ورغم البيانات المشتركة الصادرة عن الطرفين الداعية الى التهدئة.

بيد ان مقدمة نشرة القناة البرتقالية «او.تي.في» لمساء الأربعاء طرحت السؤال التالي: لولا ميشال عون.. اين كانوا؟

هذا السؤال شكل اول مصارحة من نوعها للحلفاء قبل الخصوم، معتبرة ان لسان حال اللبنانيين اليوم، او على الاقل اللبنانيين المؤمنين بلبنان والمتأملين، أن العهد الحالي فرصة، ممنوع ان تضيع.

واضافت: هؤلاء يسألون: لولا ميشال عون اين كانت الوحدة الوطنية يوم تكتل الكثيرون في الداخل ضد المقاومة وكان تفاهم السادس من فبراير مع الحزب ثم الموقف المشرف ابان حرب يوليو؟ ولولا ميشال عون اين كان سعد الحريري وماذا كان يمكن ان يحصل لولا التسوية الرئاسية اولا ولو لم ينتفض عون ثانيا ويرفض قبول الاستقالة من خارج الحدود؟ ولولا ميشال عون اين كان سليمان فرنجية وماذا كان حل بحيثيته السياسية المحلية لولا تحالف التيار الوطني الحر وتيار المردة عام 2005 في مواجهة مد سياسي إلغائي بعد 14 آذار؟ ولولا ميشال عون ايضا اين كانت القوات اللبنانية وهل كان بإمكانها ان تتمثل بهذا العدد من النواب وان تحلم بغير مقعد وزاري يتيم كالذي تكرّم به المشكلون عليها بشخص جو سركيس في العام 2005؟ ولولاه اين كان اعضاء اللقاء التشاوري السني، هل كانوا يحلمون بالدخول الى مجلس النواب او بالعودة اليه لولا القانون النسبي الذي يعود الفضل الاول في اقراره لميشال عون وجبران باسيل؟

ولاحظت اوساط سياسية لـ «الأنباء» ان وليد جنبلاط هو الشخصية السياسية الوحيدة التي لم يرد اسمه ضمن لائحة المستفيدين من الرئاسة العونية، وقد استحضرت قولا للاديب اللبناني الراحل مخائيل نعيمة وفيه «من قال انه يعطي ولا يأخذ، فقد اخذ فوق ما يستحق».

نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي المقرب من الرئيس عون قال لاذاعة «صوت لبنان» امس ان القوى السياسية المعنية بهذا البلد لها آراء متغيرة، وعلينا ان نزيل العثرات، وردا على سؤال حول علاقة حزب الله بالرئيس عون والوزير باسيل، قال: لم اسمع من السيد حسن نصرالله الا التقدير الايجابي للرئيس عون والوزير باسيل، واؤكد ان هذه العلاقة ببعدها الاستراتيجي مازالت كما كانت قبل المبادرة وبعدها.

لكن النائب أسعد درغام عضو تكتل لبنان القوي الذي يرأسه الوزير باسيل حذر امس في تغريدة على تويتر من استهداف ميشال عون، لأنكم قد تخسرون في السياسة ما لم تخسروه في الحرب.

وهذا القول موجه الى حزب الله بالتأكيد. وزير التربية مروان حمادة دعا من جهته الرئيسين عون والحريري الى الجلوس معا بعيدا عن ضغوط المقربين ووضع الخطوط العريضة للحكومة بعيدا عن الدلع السياسي.

وحث حمادة الحكومة على الطلب من حزب الله تطبيق القرار 1701 لكي تتمكن من الوقوف بوجه اسرائيل، مؤكدا ان خطر اندلاع الحرب قائم.

«لقاء الجمهورية» الذي انعقد برئاسة الرئيس ميشال سليمان امس دعا المعنيين بتأليف الحكومة الى مصارحة اللبنانيين وتسمية المسؤولين عن عرقلة تشكيل الحكومة والتوقف عن تجهيل المعرقل، محذرا من المتابعة في مسايرة المعرقلين كما اكد على دور الجيش في الجنوب.

في غضون ذلك، توافق رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري مع وزير الخارجية جبران باسيل على تقديم شكوى امام مجلس الامن بسبب تعريض صواريخ الطائرات الاسرائيلية المغيرة على الاراضي السورية من اجواء لبنان الامر الذي عرض سلامة طائرتين مدنيتين عراقية وتركية فوق مطار رفيق الحريري الدولي للخطر، وهو ما يُعد خرقا فاضحا للسيادة اللبنانية للقرار الدولي 1701.
الانباء ـ عمر حبنجر

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.
مواضيع تهمك

Comments are closed.