رفع الغطاء عنه أم خطوةٌ عطّلها الخط الأحمر… استدعاء وئام وهاب كاد يشعل حرباً في الجبل

وئام وهاب

أسدل الليل ستاره في بيروت أمس على «حبْس أنفاس» مع التطورات الدراماتيكية التي انزلق إليها ملف الإجراءات القضائية بحق الوزير السابق وئام وهاب، القريب من «حزب الله» والمحسوب على النظام السوري، على خلفية الإخبار الذي تقدّمت به مجموعة من المحامين بحقّه «بجرم إثارة الفتن والمسّ بالسلم الأهلي» بعد الإساءات الشخصية للرئيس المكلّف تشكيل الحكومة سعد الحريري ووالده الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
ففي خطوة أمنية مفاجئة، ذات دلالاتٍ سياسية بارزة جاءت في ذروة التأزّم بشأن تشكيل الحكومة، توجّهتْ قوةٌ كبيرة مؤللة من شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي عصر أمس الى دارة وهاب في الجاهلية (الشوف – جبل لبنان) بهدف إبلاغ الوزير السابق وإحضاره لسماع إفادته أمام الشعبة وذلك بعدما كان تعذّر تبليغه شخصياً باستدعائه للتحقيق لمرتين، الأمر الذي أدى إلى حال توتر مع تحويل وهاب منزله «درعاً بشرياً» من مناصريه قبل أن يحصل اشتباك بين عدد من مرافقيه والقوة الأمنية التي جاءت لإبلاغه ما أدى إلى وقوع جريح من مسلّحيه.

وعلى وقع التقارير المتسارعة حول الوضع في «الجاهلية» وسط سؤال كبير عنوانه «هل رُفع الغطاء السياسي عن وهاب»، تضاربتْ المعلومات حول ما إذا كانت القوة الأمنية الكبيرة توجهت إلى دارة الوزير السابق لإبلاغه أم لإحضاره، في ظل تقارير أفادتْ أن أحد الضباط الأمنيين أبلغ إلى أحد المخاتير الذي كان في منزل وهاب بوجوب أن يحضر لسماع إفادته (بناء على استدعاء المدعي العام التمييزي القاضي سمير حمود) وذلك بعدما «لم تجده في بيته»، فيما نُقل عن مصادر أمنية أن «قوة المعلومات كانت تحركت إلى الجاهلية بناء لإشارة القضاء بعدما كان وهاب تبلّغ مرتيْن ضرورة الحضور إلى شعبة المعلومات إلا أنها لم تجده في منزله، وهي تبلّغت من القضاء إشارة أخرى تتعلق بإجراءات قضائية ستُتخذ في القضية».
وعكس تسجيلُ صوتي لوهاب ما يشبه «الاستغاثة» إذ ناشد مناصريه النزول إلى الشارع، وقال: «مكتب المعلومات عم ينتهكوا حرماتنا ويفوتوا ع بيوتنا. هذا ليس تبليغاً هذا قرار من سعد الحريري بقتلنا. إذا الدروز من السويداء إلى حاصبيا بيقبلوا هيك ما عندي مانع أنا»، قبل أن يطلّ في تصريحات تلفزيونية متنصلاً من الإساءة للحريري، ليصعّد لاحقاً معتبراً «أن ما حصل يعني حرباً أهلية» ومَن يحمل دم الناس؟»، ولافتاً إلى «أن مَن غامر وارتكب هذا الخطأ هو كمَن يقتل في حرب أهلية وصار هناك دم ونحن على أبواب حرب»، ومؤكداً أن «حزب الله لا يقبل أن يعتدي أحد على حلفائه وما خلق اللي بدو يعتدي علينا، وهو أبلغ إلى الحريري أن ما حصل في الجاهلية من شأنه إحداث حرب أهلية».
وفيما نُقل عن مصدر قريب من الحريري «أن هذا الكلام لا أساس له من الصحة ومحاولة لحرف الأنظار عن الإجراء القضائي ومساره»، لفت تغطية الزعيم الدرزي وليد جنبلاط للعملية في الجاهلية معلناً «نحن مع الدولة وأي إجراء يثبت السلم الأهلي وليس هناك من شيء يهدد كرامة الدروز والجيش يقوم بواجباته»، وذلك بعد لقائه الرئيس الحريري.
وبينما لم يكن اتضح في أولى ساعات الليل مسار هذه القضية وسط قفل الطرق المؤدية إلى منزل وهاب، فإن هذا التطور جاء بعد يومين من «عراضة» لسيارات جوالة لمناصرين لوهاب كان بعضهم مسلحاً جابت مناطق عدة في الشوف وبينها معقل الزعامة الجنبلاطية في المختارة مطلقة النار في الهواء ما استدعى تدخل الجيش وتوقيف 57 شخصاً.
الراي

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.
مواضيع تهمك

Comments are closed.