الملك تشارلز الثالث: هل ينجح في الحفاظ على إرث الملكية في بريطانيا؟

الملك تشارلز الثالث ملك بريطانيا

Getty Images

مع تولي الملك تشارلز الثالث عرش بريطانيا خلفا لوالدته الراحلة الملكة إليزابيث الثانية تبرز أمامه تحديات عدة داخلية وخارجية.

ملك عصري

من أبرز التحديات الداخلية أنه سيتعين على تشارلز اتخاذ خيارات جديدة بشأن ما يعنيه أن يكون ملكا عصريا ، تماما كما تكيفت والدته، التي حكمت لفترة طويلة، مع الظروف المتغيرة بسرعة في سنوات ما بعد الحرب العالمية الثانية.

يأتي هذا في ظل تراجع لدعم فكرة الملكية في بريطانيا، إذا سجل هذا الدعم أدنى مستوى له منذ أكثر من ثلاثين عاما وذلك وفقا لمسح يقيس مشاعر البريطانيين تجاه أفراد العائلة الملكية بصفة دورية.

وأظهرت نتائج استطلاع رأي، نُشر العام الماضي ، أن خمسة وخمسين في المئة فقط من البريطانيين يعتقدون أنه من “المهم جدا” أو “مهم إلى حد كبير” أن يكون هناك نظام ملكي، في حين تراوح في العقود الماضية ما بين ستين إلى سبعين في المئة.

التراث الاستعماري

يرى مراقبون أنه سيتم تحديد فترة ولاية الملك تشارلز على العرش من خلال كيفية استجابته للتوترات الجديدة في العلاقة بين دول الكومنولث، وهو اتحاد سياسي يضم ستة وخمسين دولة، معظمها مستعمرات بريطانية سابقة، وبين شعوبها.

إذ لم تكن إليزابيث ملكة المملكة المتحدة فقط، فقد كانت أيضًا ملكة جامايكا ونيوزيلندا وبابوا غينيا الجديدة وكندا وتوفالو وأستراليا وأكثر من ست دول أخرى.

ويعد عدد سكان هذه الدول مجتمعة أكبر من عدد سكان المملكة المتحدة وجميعهم الآن رعايا للملك الجديد.

وقرب نهاية عهد إليزابيث ، بدأت دول منطقة البحر الكاريبي على وجه الخصوص في إعادة تقييم علاقتها بالتاج البريطاني.

ففي أواخر عام 2021 ، أزالت بربادوس إليزابيث من منصب الملكة وأصبحت جمهورية.

وفي أوائل عام 2022 ، واجه الأمير وليام وكيت ميدلتون احتجاجات خلال زيارتهما منطقة البحر الكاريبي، طالبت بتعويضات من المملكة المتحدة بسبب دورها في تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي.

وقد تكون وفاة إليزابيث بمثابة فرصة للدول الأخرى لإعادة النظر في علاقتها مع النظام الملكي البريطاني واتباع مثال بربادوس، بمجرد انتهاء فترة الحداد كما يرى البعض.

ولا يعد خطر الانفصال عن التاج الملكي من قبل دول الكومنولث الخطر الوحيد الذي يهدد بريطانيا.

فهناك منظمات تناضل من أجل إلغاء النظام الملكي واستبداله برئيس دولة منتخب مثل منظمة “الجمهورية” التي تأسست عام ألف وتسعمئة وثلاثة وثمانين.

وقالت المنظمة في بيان لها الأسبوع الماضي إن “لحظة تولي ملك جديد تعد بمثابة إهانة للديمقراطية وتتعارض مع القيم التي يؤمن بها معظمنا مثل المساواة والمساءلة وسيادة القانون”.

كما لا يزال خطر انفصال اسكتلندا عن المملكة المتحدة قائما، إذ تسعى إدنبرة إلى إجراء استفتاء جديد على الانفصال عن بريطانيا.

ومن المقرر أن تعقد المحكمة العليا في بريطانيا جلسة الشهر المقبل للنظر في دعوى قضائية قد تسمح للبرلمان الاسكتلندي بإصدار تشريع يسمح بهذه الخطوة.

وتمتعت الملكة الراحلة بشعبية كبيرة في بريطانيا وكثير من دول الكومنولث مقابل شعبية أقل للملك تشارلز.

وأظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة “يوغوف” في وقت سابق من العام الجاري أن نسبة استحسان البريطانيين للملكة الراحلة بلغ خمسة وسبعين في المئة مقارنة بنسبة اثنين وأربعين في المئة حصل عليها الملك الجديد.

ويسعى تشارلز في ذات الوقت إلى الحفاظ على وحدة العائلة الملكية التي عصف بها أخيرا سلسلة من الفضائح من بينها اتهام الأمير أندرو، شقيق الملك تشارلز، بالاعتداء الجنسي على فتاة عام ألفين وواحد في لندن عندما كانت قاصرا في السادسة عشرة من عمرها.

كما تسبب إعلان دوق ودوقة سسكس، الأمير هاري وزوجته ميغان، مطلع عام 2020، تنازلهما عن مهامهما الملكية في هز صورة النظام الملكي في بريطانيا.

ملك حيادي

كانت الملكة إليزابيث حريصة على عدم الكشف عن معتقداتها السياسية أو مشاعرها الشخصية.

فرغم انها كانت أحد أبرز الشخصيات العامة في بريطانيا لكنها احتفظت بقدر كبير من الخصوصية خلال فترة حكمها.

ونادرًا ما كانت أنشطتها المعروفة مثل رعايتها للجمعيات الخيرية المختلفة، وحبها لكلاب كورجي وسباقات الخيل مثيرة للجدل أو مسيسة.

أما الملك تشارلز فقد تحدث علنا بشأن قضايا تتعلق بالزراعة والصحة والبيئة، بعضها يتصل بالمناقشات السياسية والثقافية الجارية حاليا في بريطانيا ما أثار بعض الجدل.

وفي عام 2015 ، نشرت صحيفة الغارديان رسائل تظهر أن تشارلز ضغط على حكومة توني بلير مباشرة بشأن قضايا تهمه شخصيا، بما في ذلك قضايا تتعلق بالطب البديل.

الوضع الاقتصادي

من أبرز التحديات التي تواجه الملك تشارلز الوضع الاقتصادي الذي يشهد عدم استقرار خلال الفترة الماضية.

فقد انخفض الجنيه الإسترليني الجمعة الماضية إلى أدنى مستوى له في سبعة وثلاثين عامًا مقابل الدولار الأمريكي، وإلى أدنى مستوى في سبعة عشر شهرًا مقابل اليورو وسط زيادة المخاوف بشان وضع الاقتصاد البريطاني.

يأتي هذا في وقت تشير توقعات إلى أن حوالي ثلثي البريطانيين سيعانون من أجل دفع فواتيرهم نتيجةارتفاع أسعار الطاقة بسبب الحرب في أوكرانيا التي ستؤدي بحسب محللين إلى نقص في إمدادات الوقود هذا الشتاء.

برأيكم

ما أهم اولويات الملك تشارلز في المرحلة المقبلة؟ ولماذا؟

هل ينجح تشارلز في الحفاظ على صورة ووضع الأسرة الملكية؟

وهل سينجح أيضا في الحفاظ على وحدة المملكة المتحدة؟

ما تقييمكم لشعبية تشارلز مقارنة بشعبية الملكة إليزابيث؟

هل يتمكن تشارلز من الحفاظ على تبعية 14 دولة للتاج البريطاني رغم وجود مطالب بالتحول للنظام الجمهوري؟

سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الأربعاء 21 سبتمبر/أيلول

خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989.

إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk

يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message

كما يمكنكم المشاركة بالرأي على الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها:https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC

أو عبر تويتر على الوسمnuqtat_hewar@

كما يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.
مواضيع تهمك

Comments are closed.