لصق البيتزا بالغراء وأكل الصخور: أخطاء أداة بحث الذكاء الاصطناعي من غوغل تثير انتقادات

شعار غوغل مكتوب تحته عبارة باللغة الإنجليزية تعني "اجعل الذكاء الاصطناعي مفيداً للجميع".

Getty Images
شعار غوغل يظهر خلال مؤتمر في بولندا 16 مايو/أيار 2024

تواجه ميّزة البحث الجديدة باستخدام الذكاء الاصطناعي من غوغل انتقادات لتقديمها إجابات غير منتظمة وغير دقيقة.

أجابت أداة “AI Overviews” التجريبية بعض المستخدمين الذين يبحثون عن كيفية جعل الجبن يلتصق بالبيتزا بشكل أفضل، أنه يمكنهم استخدام “غراء غير سام”.

كما قالت استجابات محرك البحث الناتجة عن الذكاء الاصطناعي إن الجيولوجيين يوصون البشر بتناول صخرة واحدة يومياً.

وقال متحدث باسم غوغل لبي بي سي إنها “أمثلة فردية”.

ويبدو أن بعض الإجابات كانت مبنية على تعليقات منصة Reddit للأخبار الاجتماعية، أو مقالات كتبها الموقع الساخر The Onion، ما عرض ميزة البحث الجديدة للسخرية على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي.

لكن شركة غوغل أصرت على أن الميزة تعمل بشكل جيد بشكل عام.

وقالت في بيان: “الأمثلة التي رأيناها بشكل عام، استفسارات تعتبر غير شائعة، ولا تمثل تجارب معظم الناس”. و”توفر غالبية خدمات الذكاء الاصطناعي معلومات عالية الجودة، مع روابط للتعمق أكثر عبر الشبكة العنكبوتية”.

وشرحت الشركة أنها اتخذت إجراءات حيث تم تحديد “انتهاكات للسياسة” وتستخدمها لتحسين أنظمتها. وهذه ليست المرة الأولى التي تواجه فيها الشركة مشاكل مع منتجاتها التي تعمل بالذكاء الاصطناعي.

واضطرت غوغل في شهر فبراير شباط إلى إيقاف برنامج الدردشة الآلي الخاص بها Gemini-“جيميني”، الذي تعرض لانتقادات بسبب ردوده. ويذكر أن سلفه Bard – “بارد”، بدأ أيضاً بداية كارثية.

في أبريل/نيسان بدأت غوغل تجربة ملخصات الذكاء الاصطناعي- AI overviews، في نتائج البحث لعدد قليل من المستخدمين المسجلين في المملكة المتحدة، لكنها أطلقت الميزة لجميع المستخدمين في الولايات المتحدة خلال معرض المطورين السنوي في منتصف مايو/أيار.

وتعتمد هذه الميزة على استخدام الذكاء الاصطناعي لتقديم ملخص لنتائج البحث، مما يوفر على المستخدمين الوقت والجهد في تصفح قائمة طويلة من المواقع للعثور على المعلومات التي يبحثون عنها.

ويشار إلى أن هذا المنتج “يمكنه توفير الجهد في البحث”، مع التحذير من أنه تجريبي.

ومع ذلك، من المرجح أن يُستخدم على نطاق واسع – والوثوق به – لأن بحث غوغل لا يزال هو محرك البحث الرئيسي للعديد من المستخدمين.

تشرح إحدى مرافقات Google Android ميزات الذكاء الاصطناعي الجديدة التي طورتها Google لمساعدي الكونجرس في المؤتمر العالمي للهاتف المتنقل (الموبايل) 2024 في برشلونة، إسبانيا، في 2 أبريل/نيسان 2024.

Getty Images
تشرح إحدى مرافقات Google Android ميزات الذكاء الاصطناعي الجديدة التي طورتها Google لمساعدي الكونجرس في المؤتمر العالمي للهاتف المتنقل (الموبايل) 2024 في برشلونة، إسبانيا، في 2 أبريل/نيسان 2024.

ووفقاً لمتتبع حركة المرور على الشبكة العنكبوتية، Statcounter، يمثل محرك بحث غوغل أكثر من 90 في المئة من السوق العالمية. ولا يزال هذا المحرك أساسياً للطريقة التي تجني بها غوغل الأموال، وهي خدمة يحتاج الفريق لحمايتها وضمان مستقبلها.

ويتفق العديد من خبراء الصناعة على أن البحث الذي يقوده الذكاء الاصطناعي هو الطريق إلى الأمام – على الرغم من التكلفة البيئية للتكنولوجيا التي تستهلك الكثير من الطاقة. إذ لماذا عليك أن تتصفح صفحات من نتائج محرك البحث والإعلانات للعثور على المعلومات إذا كان بإمكان روبوت الدردشة تقديم إجابة واحدة ونهائية؟ لكن هذا لن ينجح إلا إذا كنت تستطيع الوثوق به.

ما يُسمى بالهلوسات من أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية -شكل من أشكال الذكاء الاصطناعي يساعد على إنتاج محتوى جديد كلياً مثل الصور والموسيقى والرموز البرمجية بالاستناد إلى بيانات سابقة-، ليست مجرد مشكلة لشركة غوغل، إذ باعتبار أن لديها أكبر محرك بحث في العالم، فإنها تتعرض لمزيد من التدقيق.

في مثال محير، بحث صحفي عبر غوغل عما إذا كان بإمكانه استخدام البنزين لطهي السباغيتي بشكل أسرع، فجاء الرد “لا… لكن يمكنك استخدام البنزين لتحضير طبق سباغيتي حار” وتم تقديم وصفة له.

لا نعرف عدد عمليات البحث التي كانت صحيحة (لأنها أقل إثارة للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي)، لكن من الواضح أن البحث بالذكاء الاصطناعي يحتاج إلى القدرة على التعامل مع أي استفسار يُطرح، بما في ذلك الأسئلة غير التقليدية.

تواجه الشركات المنافسة ردود فعل مشابهة حول محاولاتها إدماج المزيد من أدوات الذكاء الاصطناعي في منتجاتها الموجهة للمستهلكين.

وأعلنت هيئة مراقبة البيانات في المملكة المتحدة أنها تعمل على التحقق من (أمان) ميزة حديثة ستقدمها شركة مايكروسوفت- Microsoft، ضمن مجموعتها الجديدة من أجهزة الكمبيوتر التي تركز على الذكاء الاصطناعي، وبإمكانها التقاط صور مستمرة للشاشة وتخزينها على جهازك.

وانتقدت الممثلة الهوليوودية سكارليت جوهانسون شركة OpenAI، وهي الشركة المصنعة لـ ChatGPT، لاستخدامها صوتاً مشابهاً لصوتها، وقالت إنها ترفض استخدام صوتها في برنامج الدردشة الآلي الشهير.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.