سلمى الشهاب: “قلق عميق” بشأن الناشطة السعودية وسط أنباء عن حكم بسجنها 34 عاما

أعربت جامعة ليدز البريطانية عن قلقها العميق على طالبة الدكتوراه لديها سلمى الشهاب وسط أنباء عن حكم بسجنها لمدة 34 عاماً في المملكة العربية السعودية بسبب تغريدات تضمنت انتقادات.

واعتقلت الشهاب، البالغة من العمر 34 عاماً، وهي مواطنة سعودية وأم لطفلين، في عام 2021 أثناء قضاء عطلة في المملكة.

وقبل رحلتها، كانت قد دعت إلى إجراء إصلاحات وإطلاق سراح نشطاء.

ويسلط نشطاء حقوقيون سعوديون بارزون الضوء على محنة سلمى الشهاب وشدة عقوبتها، منذ 12 أغسطس/ آب، مستخدمين هاشتاغ باللغة العربية “الحرية لسلمى الشهاب”.

وقالت جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان إن الحكم القاسي – الذي لم تعلق عليه الرياض – كذب المزاعم السعودية بأنها تحسّن حقوق المرأة ويظهر أن الوضع يزداد سوءاً.

وأضافت أن محكمة سعودية أدانت الشهاب بمساعدة المعارضين الذين يسعون إلى “الإخلال بالنظام العام” ونشر “شائعات كاذبة”.

وحذرت من أن هذا “أطول حكم بالسجن على الإطلاق يصدر بحق ناشط سلمي” في الدولة الخليجية.

وتصف الشهاب، وهي تنتمي إلى الأقلية الشيعية في السعودية، نفسها على حسابها على إنستغرام بأنها أخصائية صحة أسنان ومعلمة طبية. وتقول إنها تدرس للحصول على درجة الدكتوراه في جامعة ليدز وهي محاضرة في جامعة الأميرة نورة في الرياض.

ولم يحدّث حسابها على تويتر، الذي يتابعه 2700 شخص، منذ 12 يناير/كانون الثاني 2021، أي قبل ثلاثة أيام من احتجازها في المملكة العربية السعودية.

وقبل ذلك بنحو شهر، غردت أو أعادت نشر عدة تغريدات تدعو إلى إجراء إصلاحات في المملكة العربية السعودية والإفراج عن نشطاء بارزين ورجال دين ومثقفين آخرين.

وذكرت منظمة “فريدوم هاوس” لحقوق الإنسان ومقرها الولايات المتحدة ومجموعة القسط التي تتخذ من المملكة المتحدة مقراً لها، أن الشهاب حكم عليها في البداية بالسجن لمدة ست سنوات بعد إدانتها بانتهاك قوانين مكافحة الإرهاب ومكافحة الجرائم الإلكترونية في السعودية في أواخر العام الماضي.

وفي 9 أغسطس/آب، رفعت محكمة استئناف فترة سجنها إلى 34 عاماً وأضافت حظراً على السفر لمدة 34 عاماً سيبدأ بعد إطلاق سراحها، بحسب المنظمتين.

“وشاية إلى الأمن”

نشرت مديرة القضايا السعودية بمبادرة الحرية، بيثاني الحيدري، لقطة شاشة لتغريدة في 16 أغسطس/ آب قالت إنها تظهر “قزما سعوديا” يخبر شهاب، في نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، بأنه أبلغ عنها للسلطات عبر تطبيق “كلنا أمن”.

وقالت التغريدة الأصلية: “لقد نظرت إلى حسابك ولكني وجدت هراء فقط”. “التقطت صورة وأرسلتها إلى تطبيق (كلنا أمن). إذا كنت في السعودية، أتمنى أن يتم ترحيلك إلى فلسطين الحبيبة”.

https://twitter.com/BbSayh/status/1328004025795698689

وأطلقت وزارة الداخلية السعودية التطبيق في عام 2018، لتمكين المواطنين من الإبلاغ عن انتهاكات الخصوصية على الإنترنت.

ووصفت بيثاني الحيدري الحكم بأنه “مروع”.

وقالت لبي بي سي يوم السبت: “تتباهى المملكة العربية السعودية أمام العالم بأنها تعمل على تحسين حقوق المرأة وتنفيذ الإصلاحات القانونية. لكن ليس هناك شك مع هذا الحكم في أن الوضع يزداد سوءاً”.

وأضافت: “تلقينا تقارير تفيد بأن هناك مئات الشابات اللواتي احتجزن في نفس الوقت تقريباً الذي احتجزت فيه سلمى”.

وقالت لينا الهذلول، شقيقة لجين الهذلول، رئيسة قسم العلاقات في مؤسسة القسط، إن الحكم يظهر أن السلطات السعودية لا تزال “عازمة على معاقبة أي شخص يعبر عن آرائه بحرية”.

وغردت الناشطة في مجال حقوق الإنسان، خلود الحارثي، أن شهاب كانت عضوا في المجتمع الشيعي في البلاد، وهي نقطة ذكرت أيضا في مبادرة الحرية.

وغرد عبد الله العودة، الأمين العام لحزب المعارضة السعودي “التجمع الوطني” الذي يتخذ من الولايات المتحدة مقراً له، مطالباً بالإفراج عن شهاب.

ونشر مقطعًا ظهر على شاشة التلفزيون السعودي سابقا، حين أجرت شهاب مقابلة تلفزيونية في معرض الكتاب بالرياض، وقال إن القراءة عن التاريخ والدين يمكن أن تساعد في تجميع الفصائل المختلفة في البلاد، ربما في إشارة إلى الانقسام بين المسلمين السنة والشيعة في المملكة العربية السعودية.

وقال متحدث باسم جامعة ليدز لبي بي سي يوم الأربعاء “نشعر بقلق عميق بعد معرفة هذا التطور الأخير في قضية سلمى ونسعى إلى الحصول على المشورة بشأن ما إذا كان هناك أي شيء يمكننا القيام به لدعمها”.

وأضاف “قلوبنا مع سلمى وعائلتها وأصدقائها بين مجتمعنا المترابط من الباحثين في الدراسات العليا”.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إنها تدرس قضية الشهاب وإن “ممارسة حرية التعبير للدفاع عن حقوق المرأة لا ينبغي تجريمها”.

ولم تعلّق الحكومة السعودية حتى الآن على هذه التقارير.

تركز نشاط سلمى الشهاب على الحياة الأسرية والموسيقى والقضية الفلسطينية وحقوق المرأة، بما في ذلك بعض التغريدات لدعم الناشطة السعودية لجين الهذلول التي اعتقلت في المملكة من 2018 إلى 2021.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.
مواضيع تهمك

Comments are closed.